كان للآنسة مي زيادة صديقة دراسة وجدتها يومًا حزينة فقالت لها أن السبب هو مراسلتها لأختها المتزوجة! فرسائلها يجب أن تمر أولًا على والدها ووالدتها وأخيها وأختها وأخيها الأصغر قبل أن تصل إليها! فهي تشعر بضعف ثقة أهلها فيها، وأن معاملتهم هذه تجعلها تشك في صلاحها وكرامتها، بل قد يدفعها الغيظ والكبرياء لفعل شيء لا تفعله لو كان وثق أهلها بها.

الأمر قد يبدو للبعض تافهًا لكنه ليس كذلك، فبرغم أن هذا الكلام تمت كتابته في أبريل من عام 1913م والرسائل التي يتحدثون عنها هنا هي رسائل البريد، إلا أن الوضع وبعد أكثر من قرن من الزمان ما زال لم يتغير كثيرًا، فنعم تم استبدال رسائل البريد الورقية برسائل إلكترونية، لكن ما زلنا كفتيات وسيدات نعاني من ناحية الثقة والخصوصية، برغم أن كل شخص من حقه أن يكون لديه أسرارًا وأشياء يحتفظ بها لنفسه.

فكثير من الفتيات يتم تفتيش حقائبهن وملابسهن وهواتفهن من الأهل مخافة أن تكن تفعل شيئًا خاطئًا! مع أن نفس الأهل لو بذلوا نفس طاقة التفتيش والتحقيق تلك في تربية البنت وتنشأتها تنشأة صحيحة ذات أساس ديني وأخلاقي قوي ما كان هناك ما يستدعي كل ذلك القلق، ولا تظنوا أن الأمر يتوقف على الفتيات الصغيرات أو المراهقات، فكثير من الأهل يمارسون ذلك السلوك مع أي فتاة طالما أنها ما زالت تعيش معهم بغض النظر عن عمرها، حتى إذا تزوجت البنت ثم طُلقت ترجع إلى صفوف المشكوك بأمرهم مرة أخرى! فلماذا لا يثق الأهل في الفتيات إلى هذه الدرجة قديمًا وحديثًا؟