منذ فترة تكون لدي إهتمام وشغف خاص بالإطلاع على أحدث الأساليب والممارسات اللازمة لتأسيس وإدارة المشروعات الناشئة بنجاح..
وكغيري من المهتمين بمجال ريادة الأعمال، قد اطلعت على العديد من المقالات والكتب، التي تتناول ذلك المجال بالبحث، والدراسة، والنقد أحيانا...
ودائما ما كانت تلك الكتابات تقدم العديد من النصائح والتوصيات، لتفادي الوقوع في الفشل بأي طريقة ممكنة، حتى أقنعونا كقراء، ورواد أعمال أن الفشل هو أخطر ما قد يصيب رائد الأعمال برحلته..
لكني وبعد إقتناع شبه تام بذلك الرأي فوجئت برأي مخالف لذلك الإتجاه السائد! نعم رأي يرى للفشل أهمية، بل وتأثير إيجابي على رواد الأعمال!!
وهو رأي Howard Love الذي عبر عنه في كتابه “The Start Up J Curve” الذي يوجه من خلاله بعض النصائح والطرق التي قد تبدو غريبة على مسامعنا، فهو يسعى إلى تخليص رواد الأعمال الناشئين من مجموعة الأوهام والتابوهات الثابتة بعالم الأعمال على حد تعبيره، والتي تسيطر على الكثير من رواد الأعمال وتسبب معاناتهم المستمرة!
لكن ما هي تلك النصائح والنقاط التي يدعي لوڤ بأنها ستؤثر بالإيجاب على من يعمل بها؟
اطلعت على معظم تلك النصائح التي يسديها لوڤ بصفحات كتابه، دون أي اعتراض أو اندهاش؛ فمعظم أفكاره مقنعة بالفعل، مثل حديثه حول أهمية التنفيذ الجيد للأفكار المبتكرة وعدم إغفال دوره بإنجاح تلك الأفكار، كذلك أهمية التكرار والتجريب المستمر دون ملل حتى الوصول للنتيجة المطلوبة، وأيضا ضرورة المرونة الخططية والميل مع متطلبات السوق..
إلى أن طالعني ذلك العنوان "إيجابية الفشل وجدواه"!.. كيف ذلك؟! هل للفشل إيجابية؟ وهل بعد الوقوع به تبقى لشيء جدوى؟!..
فأجابني صاحب الكتاب بأن، واحدا من أخطر أوهام ريادة الأعمال التي يجب التخلص منها هو الإعتقاد بأن الفشل مرهق ومحبط وذا تأثير سلبي بشكل مطلق، في حين أنه ليس كذلك في الحقيقة. إنه آلية مثالية ومفيدة لرواد الأعمال؛ حيث تعلمهم ما يتوجب عليهم فعله بمختلف الظروف والمواقف.. ويرى لوڤ أنه "لا يجب أن تكون بشركة ناشئة، ما لم تكن تستطيع تقبل عدم نجاح الأشياء"
ولتوضيح ذلك تحدث Howard Love عن نوعين من الفشل، أحدهما: فشل خططي أو تكتيكي، وهو ما قد يصيب التسويق، أو المبيعات، وأحيانا المنتج ذاته. وهذا النوع من الفشل هو تحديدا ما يجب احتضانه، والتعلم منه؛ حتى لا يقع رواد الأعمال في النوع الثاني من الفشل، وهو ذلك الفشل المدمر الذي يؤدي إلى انهيار المشروع أو المؤسسة بشكل كامل.
وبالنهاية أدركت أن لوڤ أراد بفكرته تلك أن يلفت النظر للطبيعة النسبية للفشل بعالم ريادة الأعمال، وأنه لا يمثل دائما نهاية الرحلة الريادية.
برأيكم هل يمكن أن يكون الفشل إيجابيا؟ وهل فعلا يستطيع رواد الأعمال الإستفادة من فشلهم؟ شاركونا إن مررتم بتجارب استفدتم فيها من فشلكم.
التعليقات