غالبًا ما نسمع أن الروتين ممل وأن النجاح الحقيقي يكمن في كسر النمط وتغيير المسار باستمرار، ولن أنكر أني من محبي التغيير جدًا وأراه دوما محفز أكثر ويساعدني على الخروج من حلقة الروتين المكررة، لكن عندما قرأت كتاب التأثير المركب خطوات بسيطة، تعديلات صغيرة، نتائج هائلة، وجدت به نظرة مختلفة حول الروتين، خاصة بفقرة قوة الروتين، وأن الروتين، حين يُبنى على أفعال صغيرة وذكية تتكرر باستمرار، هو في الواقع أقوى محرك للتغيير الحقيقي والدائم. وأن العادات اليومية البسيطة، مهما بدت تافهة أو مملة، تملك قدرة مذهلة على تغيير مسار حياتنا بالكامل على المدى الطويل.
فعلى سبيل المثال، تخصيص 30 دقيقة يوميًا للقراءة، أو المشي، أو العمل على هدف شخصي قد لا يبدو له أثر في البداية، لكن بعد عام، قد يُحدث فرقًا جذريًا في مستوى الوعي أو الصحة أو النجاح المهني خاصة مع الاستمرار قد نصل لمرحلة أن نمارس هذه العادة دون جهد، مثلما يحدث معنا بغسل الأسنان وقد ننسى أننا فعلنا من كثرة الاعتياد.
حتى هنا هذا جيد وربما أقتنع به كثيرًا خاصة أن أغلب الكتب التي تناولت العادات، تطرقت لكيفية بناء العادة بهذه الطريقة، وأنه حتى لو أردنا أن ندخل عادة جديدة يمكننا ربطها بعادة قديمة لنخلق هذه العادة ونلتزم بها، لكن بهذا التصور سيكون يومنا ما هو إلا عبارة عن عادات مكررة، وهذا بالنسبة لي إن كان تغيير بالبداية مع الوقت سيصبح روتينًا مكررًا، لذا كيف نوازن إذن بين الروتين والتغيير لنستفيد من قوة الروتين ومتعة التغيير خاصة لمحبي التغيير مثلي؟
التعليقات