كتاب "التفكير السريع والبطئ": بماذا ينصحنا عالم النفس صاحب نوبل؟

من جانبه وجد أن التفكير البطئ كانت الاستراتيجية الأنجح لها،

التفكير البطيء وإن كان صاحب السمعة الحسنة بالنسبة لمعظم الناس، كونه يجعل اتخاذ القرارات مبني على آليات معينة وعمليات فكرية متأنية؛ إلا أنه ليس دائمًا يقدم ينجح في ذلك فالتفكير البطي في نظري غالبًا ما يقتل الأفكار وخاصة في مجال ريادة الأعمال. فمعظم الأشخاص الذين تعاملت معهم والذين يعتمدون على هذه الطريقة تقاعسوا كثيراً في إطلاق مشاريعهم أو تغيير نمطيتها أو تطويرها بعكس الأشخاص المعتمدين على التفكير السريع والذين يتخذون قراراتهم بحسابات تلقائية سريعة.

وكنت أظن أن اتخاذ القرارات أمر يتعلق بالخبرات والمهارات ولكني أجزم أنه لا علاقة له بذلك البتة.

لاحظت أن الكثير من الأشخاص ذوي الوعي العالي، والمكانة العلمية وأصحاب الخبرات الفريدة؛ يترددون كثيرًا في اتخاذ قراراتهم. على عكس الأشخاص المبتدئين أو حتى الأطفال الذين يقدمون على التنفيذ بسرعة دون تلكؤ أو مبالغة بالتفكير والتخطيط . و من هنا سلمت بأنه ليس دائما في التأني السلامة بل على العكس في غالب الأحيان يقودنا التأني إلى الندامة.

ما أبرز الفروق بين التفكير السريع والبطئ؟ 

حسنًا التفكير السريع هو أننا نتخذ قرار ما بشكل سريع وبدون تمعن به وبالتالي نتخذ قرار تلقائي قد نندم عليه لاحقًا. في حين أنّ التفكير البطيء يعتمد على التأني والتحليل والاستدلال والتكثير بشكل منطقي بدون تهورر. لعلنا من خلاله نستطيع حل المشاكل المعقدة. كلا التفكيرين مهمين. ربما نحن بأحوج إلى التفكير البطيء ولكن هذا لا يعني أن التفكير السريع ليس به فائدة. بالعكس تمامًا، أحيانًا مواقف قد نمر بها تحتاج إلى اتخاذ قرارت صعبة.

هل تجدون اتباع الحدس طريقة غير ناجحة في اتخاذ القرار في أي وقت؟

حسب الموقف الذي نتخذ فيه القرار. برأيي المواقف الصعبة والمعقدة قد لا تعتمد على حدسنا، لكن أحيانًا نشعر بأننا الحدس قد أفادنا أثناء للقرار ما بناء عليه. فمثلًا أذكر أثناء دراستي الجامعية قامت الدكتورة بارسال رسالة لنا لحضور المحاضرة في الجامعة. ترددة في الذهاب وفي آخر لحظة قررت بعدم الذهاب. وبالعل لم أذهب، أذكر في ذلك الوقت حدثت فوضى عارمة نتجة حدث أمني في الجامعة وكان الوضع معقد . إذا الحدس أفادني عندما اتخذت قرار عدم الذهاب إلى الجامعة.

مما لا شك فيه بأن التفكير البطيء أفضل من التفكير السريع، فالتفكير البطيء يتم بشكل منطقى، وفيه الكثير من التحليل للمواقف، وأيضاً النظر للموقف من اكثر من إتجاه مما يساعد على إتخاذ القرارات السليمة بوضوح ، الأمر الذى نحتاجه فى حياتنا بشكل أساسى، على عكس التفكير السريع الذى يتم بشكل سريع ومتهور، وأحياناً بدون أى تفكير مما يؤدى إلى وضع أنفسنا فى مواقف لا نحسد عليها وقد نندم عليها فيما بعد، ولكن الأثنين مهمين للأنسان لأنه ليست كل المواقف تحتاج التفكير البطيء والعكس صحيح، ومن هنا نستنتج أنه يعتمد على الموقف نفسه، فهناك مواقف تحتاج للتفكير البطيء، وهناك مواقف تحتاج للتفكير السريع مثل ما حدث مع الطيار المشهور " تشيسلي سولنبرغر " صاحب معجزة نهر هدسون، فأنه فى عام 2009 تعرضت الطائرة التى كان يقودها وعلى متنها 155 راكباً إلى توقف محركيها فى نفس الوقت بسبب الأصطدام بسرب للطيور، وفى أقل من دقيقة بسبب خبرة الطيار الكبيرة تمكن من تقييم الوضع سريعاً بأنه لن يستطيع الوصول إلى أى من المطارات القريبة، لذا قرر الهبوط فى مياه نهر هدسون الأمر الذى لم يفعله أى طيار سابق، بالأضافة للكوارث المترتبة على هذا القرار المصيرى المتعلق بحياة كل فرد من ركاب الطائرة بما فيهم الطيار بنفسه، ولكنه صمم على ذلك وبفعل خبرته استطاع الهبوط بدون أى خسائر فى الأرواح ونجى كل طاقم الطائرة، ومن هنا نعلم انه إذا استخدم القرار البطيء كانت تحطمت الطائرة فى أقل من ثلاث دقائق.

من المعلوم أن التفكير البطيء له فوائد عديدة وان اختيار الإبطاء له فائدة في جودة القرار. وهو يتفوق عمومًا على التفكير السريع. وحقيقة انه على الرغم من أن تأثير التلاعب البطيء في التفكير البشري صغير وليس ذو أهمية بشكل موثوق صغير ، إلا أن هذا لا يزال يشكل تدخلاً سلوكيًا يتم تنفيذه بسهولة.

وعادة في المشكلات التي ينخرط فيها الأشخاص بشكل معتاد في التفكير الجزئي ، قد يكون التشجيع البسيط على التفكير ببطء أكثر مفيدًا لتحقيق أداء متفوق. وفائدة التفكير البطيء مماثلة في الحجم لتقديم حافز للأداء. ووصفة التفكير البطيء هي على الأقل أكثر فعالية من حيث التكلفة.

بالنسبة إليكم، ما أبرز الفروق بين التفكير السريع والبطئ؟ وهل تجدون اتباع الحدس طريقة غير ناجحة في اتخاذ القرار في أي وقت؟

لا يختلف اثنان أن عملية اتخاذ القرارات المهمة تتطلب تفكيراً متعمقاً وطويلاً قبل الجزم ببدء أي خطوة، ولكن ليست كل الحالات تترك لنا المجال لنفكر طويلاً وببطء من أجل اتخاذ القرارات، بل إن هناك بعض الحالات والمواقف السريعة والمفاجئة تفرض عليك وقتاً أقل ربما يكون محدد بثوانٍ معدودة لإتخاذ قرار مصيري بأسرع ما يكون، حينها نتبع حدسنا ونظرتنا الأولية لاتخاذ القرار، وربما أصبنا أو أخطأنا، فبرأيي لا يجب إهمال أهمية التفكير السريع وتنميته وتوسعة آفاقه حتى لا نقف عاجزين في المواقف الطارئة التي تتطلب قراراً سريعاً .

التفكير السريع والبطيئ يمكن أن يخلق وفق المواقف التي يمر بها الفرد، مثلا، عندما يأتي النادل مطعم ليسأل عن ماذا سيأكل، تفكيره حينها بكون بدرجات سريعة، مقارنة لو فكر الشخص قبل مجيئه عن ما سوف يطلبه من أكل.

لذلك، التفكير السريع غالبا ما يأتي تلقائي و غير مدروس ولكنهم قد يقدم نتائج جيدة ولكن ليس في كل أوقات، بمعنى إذا كان الشئ الذي نفكر فيه لا يغير من مستقبلنا شئ ولا يؤثر عليه يفضل ألا يزيد عن 4 د، أما إذا كان موضوعا يغير من مستقبلنا فلا بد أن يحضر التفكير البطيئ.

إتباع الحدس أراها طريقة غير ناجحة في كل الأوقات، ولكن هناك من يقول بأن مشاعرنا لا تخطأ، بمعنى إذا شعر الفرد بمرونة إتجاه ذلك الإختيار و فرض عليه أن يكون إختياره لحظتها فأفضل أن يتبع ما يميل إليه حتى لا يندم على إختياره.

ولكن إذا كان موضوعا يستحق التفكير فيفضل أن يكون الفرد بعصف ذهني يساعده على التفكير أكثر.

بالنسبة إليكم، ما أبرز الفروق بين التفكير السريع والبطئ؟ 

التفكير هو عملية معقدة من العمليات الإدراكية، التي إن لم نتقنها تتأثر حياتنا كليا وقد ينتج عن ذلك أخطاء مصيرية في حياتنا.

غالبا ما أتخذ قرارات بعد تفكير سريع، ولا تكون سيئة وهذا لا يعني أن سرعة التفكير واتخاذ القرارا أمر إيجابي، وأحيانا أتخذ قراراتي بعد تفكير بطيء، لكن بصراحة لم أفكر بذلك .

وهل تجدون اتباع الحدس طريقة غير ناجحة في اتخاذ القرار في أي وقت؟

أنا من الأشخاص الذين يعتمدون على الحدس والشعور بشكل كبير، وأكيد لذلك تبعات لكن لا أراه أمر سيء، إن كان لنا منطق سليم في التفكير، لأنه حتى الحدس والشعور يكون مبني على تفكير بشكل ما.

في بعض الحالات نجد أنفسنا مجبرين على اتخاذ قرارت سريعة في وقت قصير، مما يجعل التفكير البطيئ غير ممكنا. أجد أن التحدي الذي يواجهنا هو تطوير ملكة الحدس لدينا بحيث تصبح قراراتنا السريعة صائبة أكثر.

مع أنني أظن أنه لا يجب علينا الندم على أي قرار اتخذناه بل يجب علينا التعلم منه و الاستفادة من التجارب وتوطين هذه التجارب في العقل اللاواعي لتصبح جزءا من ملكة الحدس لدينا.

لكن لدي سؤال، ما هو الحدس، وكيف يمكننا تعريفه؟ بالنسبة لي، أجده ينشئ من تراكم نتائج التجارب بشكل لاواعي، ما رأيكم؟ هل تشاطرونني نفس الرأي؟

أعتقد أن الحدس يأتي من مجموعة من المعلومات التي يجمعها ويستنتجها ويربطها العقل الباطن مع بعضها البعض، ولذا فالحدس له أهميته، خصوصًا بعد مرور خبرة جيدة في موضوع ما، وأجد أن الكثير من الناس يمقتون الاحتكام للحدس، لكني أجد أنه مهم ويفي في بعض الأمور، لذا فأنا أستخدم التفكير السريع و البطيء تبعًا للموقف

من وجهة نظري، أن ندمج الاثنين في طريقة تفكيرنا يعطي نتائج أفضل، فمثلاً أنا أتبع حدسي وفي الوقت نفسه أقوم بالتحليل وعمل SWOT Analysis لما أخططه له، ويعطي نتائج رائعة.