عندما يتم سؤالي عن وظيفتي وأقول "كاتبة" غالبًا ما يُنظر إليّ وكأنني أقول شيئًا غريبًا، وخاصةً أن بطاقتي الشخصية ليس مكتوبًا فيها بخانة المهنة كاتبة، فلإدراج عملك في خانة الوظيفة ببطاقة تحقيق الشخصية يلزمك أوراق من جهات "ويا حبذا لو حكومية" لإثبات عملك، وحيث أنني كاتبة حرة لا أعمل لجهة معينة أو حتى جهة واحدة فصعب الحصول على تلك الورقة الغالية! لذلك عند سؤالي عن الوظيفة كثيرًا ما يتبعها شرح لطبيعة تلك الوظيفة وكأنني متهمة أحاول الدفاع عن نفسي!
هذا شأني وأنا كاتبة حرة أكتب المقالات والنصوص المختلفة، وأتنقل من مشروع لآخر حسب طبيعته ومدته، فما بالك بكاتبة أو كاتب الكتب والروايات الذي قد يمضي الواحد منهم شهور أو سنوات في كتابة كتاب أو رواية واحدة! تخيل في مجتمعنا العربي أن يجلس شخص للتفرغ لكتابة الكتب والروايات كمصدر رزق وحيد بدون أي عمل آخر وكمية الانتقادات والتعليقات المتحذلقة التي سيلقاها والنصائح الكثيرة جدًا عن ضرورة إيجاد عمل "حقيقي" كمصدر دخل لكي يستطيع العيش والإنفاق على نفسه وأهله!
هذه في المجمل هي نظرة مجتمعنا للكتابة بالرغم من أن الكتابة بدول ومجتمعات أخرى تُعتبر مهنة كغيرها من المهن وربما يظل الكاتب يعمل على كتاب أو رواية لسنوات وفي هذه الأثناء قد تُقدم له دار النشر التي تعاقد معها نفقات أو قد يكون لديه بالفعل دخلًا من بيع كتبه أو روايته السابقة. فلماذا لا تُعتبر الكتابة مهنة حقيقية في العالم العربي؟
التعليقات