لماذا يميل معظم القراء للروايات أكثر من الكُتب؟

نحن بطبيعتنا نحب سرد القصص وسماعها، فمثلاً أنت:

أنا واثقة أن تحويل العلم من جامد إلى قصة ما في واقعنا واسقاط الضوء عليها أنها من الحقيقة هي أفضل من تعلمه بالشكل الجامد، كالفيزياء والأحياء، على الأشياء أن تتشكل بهيئتها امامنا لنتفاعل أكثر.

مثلاً أنا لديك أكبر مثال، كانت حين تشرح معلمة التاريخ دروس الحرب العالمية، كانت جامدة وكأن الحرب قامت على إنسان يختلف عنا وكأن الموتى كلاب! لم أجد منها التفاعل الحقيقي في السرد والتأثر حين روت الدرس! وأظنه خطأ في الاسلوب التعليمي الجامد ما رأيك أنت؟

أنا حين قرأت هذه الأمور في الروايات، ارتفع فهمي ومحصول معرفتي وودت معرفة المزيد، فالروايات والحكايات تفتح في عقولنا مجالاً لمعرفة المزيد، أما الكتب الجاهزة التي تسرد الأمور فقط "بالطبع ليس جميعها" فأشعر أن الكاتب يُملي علي ما يود، لا يترك لي طريقاً للاكتشاف.

لقد ذكرت أسباباً أخرى لم تتوجهي لها حقاً وهي من وجهه نظري كقارئة جربت الجانبين واستمتعت بكلاهما حقاً ولكني فضلت واحداً على الآخر دوماً.

أعتقد أن نمط قراءة الروايات يشابه إلى حد كبير نمط متابعة الأفلام، فالبحث عن التشويق هو الحافز الرئيسي لدى بعض الشباب في اتجاههم لقراءة الروايات. وهو أسلوب يُتخذ للترويح عن النفس، فقراءة الكتب (وخصوصًا العلمية منها)، قد يحتاج إلى وقت للهضم والاستيعاب، بعكس الروايات التي يغلب عليها طابع السهولة والتشويق في نفس الوقت.

أما أحد الأسباب الأخرى فتكمن في كون بعض الروايات تُشترى من أجل كاتب الرواية وليست الرواية نفسها. ففي عصر وسائل التواصل الإجتماعي، اختلفت معايير الشهرة والاهتمام لدى بعض فئات المجتمع، وخصوصًا الشباب المراهقين. فتكون شهرة الرواية أساسًا على الإعجاب بكاتبها وليس لجدارتها ومدى تأثيرها.

فيما يخص الكتب، أرى العصر الحالي ومتطلباته قد ساهمت بشكل سلبي وكبير على اختيار الإنسان لكيفية قضاء وقت فراغه، ففي السابق كان لدى الإنسان متسع من وقته يستطيع أن يخصصه لممارسة هواية المطالعة. عند النظر في زماننا المعاصر -تحت سيطرة التقنية ونمط الحياة الافتراضية على معيشة البشر- فنجد أن الموضوع لن يكون سهلًا كالسابق، خصوصًا في ظل وجود كم هائل من المغريات والمشتتات التي تعيق خلوة الإنسان بنفسه واستمتاعه بقضاء وقت فراغه في قراءةِ كتبٍ تنفعُه وتغذي عقله وروحه.

هناك انقسام حول الكتب والروايات بشكل غريب، تجدين مُحبي الروايات يروا أنها الأسهل والأكثر متعة، وأن الكتب مُعقده وصعبة وكان يُفضل لو كتبوا اصحابها الفكرة على شكل رواية، أما مُحبي الكتب فيروا أن الروايات شيء تافه ومضيعة للوقت، وان قراءة 10 كتب افضل من قراءة 100 رواية!

في حين أننا لو فكرنا في الأمر بموضوعية وبدون اي تحيّز شخصي، سنجد ان الفكرة ليست في كتاب او رواية، الفكرة في المحتوى الداخلي!

هل المحتوى الذي قرأته مفيد؟ هل أضاف لك شيئًا؟ هل تستطيع الحديث عن معلومة جديدة استوعبتها اثناء قرائتك؟

هنا يكون الهدف تحقق سواء من خلال كتاب او رواية.

في النهاية الأدب أحد أنواع الكتابة التي يجب أن تُحترم، والكثير من الأُدباء استطاعوا دمج معلومات قيّمة وسط كتاباتهم من القصص والروايات، على عكس كُتب لا قيمة لها ولا تُقدم جديد !

أود ان اسألك السؤال من وجهة نظر ثانية، لماذا يرى مُحبي الكتب أن الروايات شيء تافه لا قيمة له؟

أسلوب الرواية يختلف تماما عن الكتاب، الرواية هي قصة والهدف الأساسي منها هو جذب القارئ أكثر من تقديم قيمة ومعرفة بعكس الكتاب فالغرض الاساسي منه هو عرض قيم ومعارف...

الرواية تكون عادة ذات أسلوب شيق مليء بالحماس والمغامرات والغموض تماما كما تشهد فيلم وتريد أن تعرف النهاية...

الخيال، القاررئ يحب أن يبني خيالا في عقله عندما يقرأ والخيال لا يكون إلا في القصص..

الرواية يمكن أن تمدك بالمعلومات بشكل غير مباشر على عكس الكتاب الذي يكون عصيرا للمعلومات المستهدفة والمباشرة.....

يجب أن تعشق القراءة أولا، وها يبدأ بالروايات وعندما تصبح القراءة عادة لا يمكن تركها بامكانك انتقاء الكتب الأفضل والأعلى مبيعاً، والتي تحب أن تقرأ عنها، هكا فعلت أنا وأعتقد أنها طريقة سليمة..

أحب قراءة الكتب والروايات معا ، فالاثنين بالنسبة لى بهم الكثير من الافادة والمنفعة ، ولكن جاء على وقت كنت أقرء فيه روايات كثيرة ، وشعرت ان كثرة قرائتها لها تاثير سلبى ، فبدات أقلل من قرائتها وأتجه لقراءة الكتب فى المجالات التى أحبها كالتاريخ والتنمية البشرية .

ولكننى مازالت أحب قراءة الكتب الورقية ولا أستسيغ أبدا قراءة الكتب الكترونيا ،حتى ولوكانت بدون مقابل ، فالقراءة الالكترونية سيئة للغاية ، أحب الشعور بملمس الورق فى يدى ..

ما رايك هلى تفضلين القراءة الورقية أم الالكترونية ؟

أعتقد أن تفضيل الكثير لعالم الروايات أنها عوالم خيالية ، وفى ظل الضغط اليومى يحتاج البعض للخيال .

قراءت قاعدة ذات مرة حتى يتحول اى شى فى حياتك لعادة ، فلابد من عمله لعشرون يوما متواصل ، لذلك لا بد من القراءة اليومية لتتحول الى عادة حتى ولو بقراءة صفحة فقط .

ما رايك فى هذه الطريقة ؟

من وجهة نظري المتواضعة ك كاتب منذ عدة سنوات قليلة، لطالما كتبت رواياتي بـ أربع مبادئ رئيسية :

١- أن تشمل شخصيات الرواية مراحل تطور جميلة في تطوير الذات بـ أشكال مختلفة وكثيرة.

٢- ترسيخ فكرة مجتمعية بالشكل الصحيح بعدما تم تناقلها بشكل خاطئ بين أفراد المجتمع.

٣- بناء معنى الحب بالشكل الصحيح والمفهوم العميق له، وليس حب الملذات والشهوات

٤- عرض معلومات نفسية وتحليلها ونقل المعلومات للقارئ للفائدة والاستمتاع.

لذلك فأنا أرى أن الرواية العربية اليوم أصبحت تتحلى بالمعرفة والمتعه سوياً، وتنافس جميع الكتب العربية والأجنبية بتكاملها.

أعتقد الذي يحدد نوع مادة القراءة الغرض من القراءة فرواد التسلية يبحثون عن الروايات أما الباحثون عن المعلومة فينتقون الكتاب العلمي .. ممكن تكون الروايات والقصص مدخلاً ممتازاً لنحبب الأطفال بالكتب والقراءة

الأهم من ذلك تعليم الطفل البحث عن المعلومة وأن لا يلقاها على صحن من فضة بل يبحث هو عنها هذا يساعد على ترسيخها في ذهنه والاضطرار للاستعانة بالكتب والبحث عن المعلومة ممتع

كمن يكتشف سر دفين

يمكن للملل أن يبعدنا عن الكتب و يجعلنا نميل للروايات أكثر

بالطبع الكتب مفيده و تعمل على دعم العقل سواء على المدى القصير أو الطويل

و لكن يبقى هناك شغف مميز تجاه الروايات

ربما لأننا نخرج عند قراءتها عن المنطق و العالم و نسرح مع الكاتب و أشخاص الروايات في عالم آخر..

انا مثلاً اقرأ كتابين و رواية واحده

يعني استفيد من الكتب و في نفس الوقت ارحل لعالم آخر كل فترة و أخرى مع الروايات

..

و للعلم هناك بعض الروايات تكون بها أيضا فائدة توازي فوائد المعلومات في الكتب..

أرى أن الأمر يعتمد على القصة، الناس يحبون القصص ويحبون سماع القصص وقراءتها، منذ أن كنا صغارا ونسمع قصص الأطفال من أمهاتنا وننتبه إليها، حتى اننا اكتسبنا القيم من تلك القصص

فالقصص دائما لها الكلمة العليا في الأدب، التسويق والعالم الخيالي ورغبتك في قراءة كل صفحة حتى النهاية، كل ذلك يعطي للقصة الأفضلية في المتابعة

لذا، فمعظم القراء ينجذبون إلى القصص أمثر من المتب

ولا ينجذب إلى الكتب إلا المتخصصين في القراءة أو التي يحبونها بالفعل ولا يملون من القراءة، تلك هي الفئة التي تنجذب إلى الكتب ..

وأظن أن هذا أمر طبيعي ولا عيب فيه بالنسبة للكتاب أو القراء، فهذا هو الوضع منذ قديم الأزل

الروايات لها المهتمين بها، وبالتالي الكتب، أعرف كاتب لا يميل إلا لقراءة الكتب رغم أنه قام بكتابة 4 روايات، ولكنه يفضل قراءة الكتب!

أما بالنسبة لي، ما يحكمني في قراءة شيء ما هو المزاج في الوقت ذاته، أحياناً الروايات يتم تجسيدها على شكل مسرحية أو مسلسل أو فيلم مثل "هيبتا" فإنني أحببته من خلال الفيلم أكثر من الرواية نفسها وهكذا.

هذا بالنسبة للروايات، أما الكتب لدي نوع معين أفضله وأحب قراءتها مثل كتب الكاتب الرائع "إبراهيم الفقي" لديه أسلوب في الكتابة يشجعني على الانتهاء من قراءة الكتاب خلال يومين فقط.

الطريقة التي جعلتني أهتم بالكتب اهتماماً كبيراً هي أنني كلما شعرت بشيء ما، أبحث عن كتاب يتحدث عن ذاك الموضوع.

مثلاً، مرّت أيام وكنت أريد التخلص من معاناة بشكل شخصي وهي "جلد الذات"، وعندما قمت بالبحث عن هذا الموضوع وجدت الكثير والكثير من الكتب التي تحدثت عنه، ومن بعدها أصبح اهتمامي بأي موضوع من خلال الكتب فقط.

لان الناس تميل للتفاهة ولا اقصد بكلامي ان كل الرواية تافهة ، لكن الروايات التافهة هي الاكثر مبيعا .

لان قراءة الكتب صعبة ، خصوصا ااذ لم تحتوي على سرد قصصي ، لذا فالناس يتجنبون الكتب ، ويكتفون بالروايات ، والمقالات العلمية .

دائمًا ما ننصح المبتدئين في القراءة بأن يقرأوا في الروايات وذلك لجعلهم يتغوصون في القراءة ثم مع الوقت سينتقلون من مرحلة قراءة الروايات إلى قراءة الكتب بلا شك .

لِذا لا أرى أن الروايات أفضل من الكتب أو أن الكتب أفضل الروايات ، كلاهما لهما فائدة ، ربما الفرق بين قراءة الروايات والكتب، هو أن الكتب تحتاج إلى تركيز ووقت أكثر .

لو لم تكن هناك فائدة للكتب لما رأينا الأدباء والكتاب المنتشرون من حولنا! لو لم تكن فائدة من الكتب لما رأينا مكاتب الأشخاص الناجحين ورواد الأعمال أمثال غيتس وجيف بزوس تضجُ بالكتب! لو لم تكن فائدة من الكتب لما رأينا أباءنا وأجدادنا يقطعون مسافات طويلة لشراء كتب ! لماذا هؤلاء لم يكتفوا بقراءة الروايات !

تلك التساؤولات عزيزتي لو سألنا بها الشخص الذي يفضل الروايات على الكتب ، برأيكِ ماذا سيجيب!

الرواية ربما تقدم للقارئ ما تقدمه عدة كتب من خلاصة تجارب أو نصائح أو حكم، ولكن بطريق غير مباشرة؛ لأنها لا تسلك مسلك التقريرية التي تقدمها كتاب.

ثم لميل الناس إلى استماع الحكي والقصص منذ القدم.

ثم نفور الناس من النصح والإرشاد المباشر.

لأن الروايات تزيد من خيال القراء، ومن كثرة الأحداث وتسلسلها وزيادة عناصر تشويقها. أنا أفضل الروايات العربية الحديثة للكتاب الجدد سوف أرشح لكم كم رواية لتقرأوها وتستمتعوا بسطورها وأحداثها

اعتقد ان قراءة الروايات حتى وان كانت للتسلية فقط باب لجعل الشخص يتعلق بحب القراءة في عالم كثرت فيه الملهيات