"90% من سلوكياتنا المالية تقودها العواطف"
معظم النقاشات في الفترة الأخيرة غالبًا ما تذهب إلى الموضوع نفسه "مرتبي لا يكفيني ولا أستطيع شراء ما أريد، والحياة أصبحت ثقيلة.. وهكذا" مع العلم أن بعضهم راتبه جيد جدًا، ولكن الشكوى متكررة ولا تنتهي حتى مع زيادة الراتب، وهذا لسبب بسيط، كلما زاد الراتب، زادت رغباتنا الشرائية وخلقنا احتياجات جديدة، سواءً لها قيمة أو لا (وغالبًا لا قيمة لها).
الفكرة هنا أن سلوكياتنا في صرف الأموال متوقفة على مجموعة عوامل: أولًا العاطفة (هل أنا سعيدة.. حزينة.. محبطة.. متوترة)، ثانيًا وجود هدف مالي (هل هناك هدف يتطلب مني الالتزام بخطة مالية جدية أم أنا أرغب فقط دون خطة؟)، ثالثًا، متابعة طريقة استهلاكي للنقود خلال الأسبوع والشهر، رابعًا، وضع خطة مالية تتضمن وجود فرد آخر حتى يزداد الشعور بالمسؤولية تجاه الصرف.
كنت قرأت سابقًا عن فكرة "حيلة تأجيل الشراء" وهي تأجيل أي عملية شراء لمدة 24-48 ساعة، فإذا كان الدافع شعوري بحت ومرتبط باللحظة، فغالبًا سنعود إلى التركيز على خطتنا المالية، ونتجنب شراء تلك الأشياء، الأمر نفسه طبعًا مع كروت الائتمان التي تسمح بالتقسيط، فالتقسيط نفسه عبء مادي ممتد، وإذا كانت العمليات الشرائية كلها لا تفيد على المستوى البعيد، وهي مجرد هدر مالي فقط، فإذن نحن نشتري ونؤجل ديون فقط، فكيف تتعاملون حاليًا مع فكرة الاسثمار، هل هي ممكنة مع التضخم المستمر في الأسعار، أم العائد المادي فعلًا بالكاد يكفي المصروفات الشهرية؟
التعليقات