في مواقف مختلفة سواءً على المستوى الشخصي أو المهني، قد نجد مبررات كثيرة لإرضاء الآخرين، منها مثلًا أن ذلك سيعود علينا بعلاقات قوية، أو قد يتيح لنا فرص أفضل في المستقبل القريب، أو حتى "نسيطر" على وجهة النظر التي قد يتبناها البعض عنا. ومن ناحية التنشئة، فنجد أن هناك تفضيل لفضائل ك "التضحية"، "إسعاد الآخرين"، "الاهتمام باحتياجات الآخر نوعًا من المسؤولية"، بل إن أي محاولة حتى لوضع الأولوية للفرد نفسه، قد تُحسب نوعًا من الأنانية أو صفة للنفور، وهنا يكون التساؤل عن السبيل الأمثل لوضع الحدود بين احتياجات الآخرين والاحتياجات الشخصية؟
مع أن متلازمة إرضاء الآخرين (People pleasing syndrome) ليست حالة طبية أو نفسية بذاتها، فهي ما زالت تضع صاحبها تحت ضغوطات قد ينتهي به إلى حالة من فقدان الرؤية الشخصية أو ما يُعرف بالبوصلة الداخلية، كما إنها تخلق حالة من التوتر والغضب الداخلي نتيجة تراكمات عديدة من تجاهل الفرد لنفسه ومحاولة إرضاء الآخرين بأي ثمن حتى لو حساب نفسه. وضمن أسباب تلك المتلازمة نجد منها: مشكلات ثقة بالنفس، والقلق العام، وتجنب المواجهة، والتنشئة وأساليب التربية، ومفاهيم عدم المساواة بين الرجل والمرأة، والصدمات السابقة، وأخيرًا بعض الاضطرابات النفسية. فما آرائكم في تأثير تلك الأسباب في حياة الفرد وتحديد أهدافه لاحقًا؟
التعليقات