اهدافك تخبرها ام تكتمها؟
أكثر من مرة يحدث أن أقول سأعمل كذا وكذا ثم لا أعمل أي شيء مما قلت. أعتقد أن الإخفاء أفضل إلى أن يكتمل الأمر؛ عملًا بوصية رسول الله: ''استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"، حتى إذا ما اكتملت فلنطبق قوله تعالى: "وأما بنعمة ربك فحدث".
أكتمها وأنجزها بمفردي، ليس نوعًا من الخوف بل لأنني لا أرغب في الحصول على تشجيع وتحفيز دون انجاز أي شيء، لأن ذلك سيعيقني عن الشروع في العمل لأني أخذت مكافأة وقتية بتشجيعهم لي، وهو ما يتحول تدريجيًا إلى مماطلة وخوف من الفشل وغيره، لذا أفضل حل هو انجاز الهدف، والحصول على الدعم والتشجيع لاحقًا، ولكن في حالة أنني أحتاج دعم من بعض المقربين لأن ذلك سيفيدني في تحقيق هدفي، فلا مشكلة هنا، سأختار شخص أو اثنين على الأكثر.
مؤخرا أصبحت أفضل إخفاء ما أريد إنجازه، ليس خوفا من الآخرين، على العكس كنت أشاركهم من باب التحفيز والتوجيه لو كان الأمر به خيرا، لكن ما لاحظته مؤخرا أن أقرب الناس يخفون الشيء حتى يحدث واتفاجىء به فلماذا أتحدث أنا عما أخطط، والحقيقة أن هذه الطريقة جعلتني أركز أكثر على أموري وأعطتني نتائج أفضل
لا أعلم من أين أتينا بالكتمان، فالملاحظات النفسية الإنسانية تقول أنشروا ما تريدون القيام به والكتب المقدسة أيضاً، وحدهم بعض رواد التنمية البشرية ومتتفعيها الغير معتمدين في أرائهم على أسس نفسية وعملية وعلمية صحيحة هم من يطلقون هذه الدعاوى التي لا أساس لها من الصحة.
سأذكر مكسب ممتاز واحد من بين كثير لهذا الموضوع، انتشار فكرة هدفك بين الناس وتعميمها ستخلق بالتأكيد فرص لجمع موارد وفرص تشغيلية ودعم لهدفك بشكل أكبر بكثير وبالتالي تيسير الطريق على إنجاز الهدف بعكس ما لو تم التكتّم على الهدف وجعلها رحلة شخصية فقط.
احترم رايك واقدر ذلك ولكن فقط في حالة قولك ان الكتب المقدسة تقول أنشروا ما تريدون القيام به لا يوجد وانما العكس تماما كقول رسول الله: ''استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" وايضا من "صمت نجا " فكلها احاديث صحيحة متفق عليها .ونعم هناك بعض الاحيان لا تجعل هدفك رحلة شخصية فمن الافضل مشاركتها في ظل محيط مشجع ومعين بالطبع لتجنب الانتقادات الغير بناءة وغيرها .
انتشار فكرة هدفك بين الناس وتعميمها ستخلق بالتأكيد فرص لجمع موارد وفرص تشغيلية ودعم لهدفك
إذا كنت بحاجة لها، نعم يمكنك نشرها ولكن ليس في كل مكان ولكل الناس، ليس الكل جاهز لدعمك، هناك من سيحاولون وضع العراقيل أمامك، وإحباطك وزرع بعض الأفكار السلبية بداخلك، لنقل أنني أتوهم وأنه حتى لو وجد هؤلاء الناس فأنا لن أتأثر، ألم تلاحظ يومًا أنه وبمجرد إعلانك عن هدفك، فجأة أصبحت تتكاثر الدعوات والولائم والمشاوير والمناسبات لدرجة تنسيك هدفك أصلًا؟!
في الدين الإسلامي علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن نستعين على قضاء حوائجنا بالكتمان، أي لا نعلن عن هدف أو مسمعى قبل أن نصل له، وفي الدراسات النفسية هناك أبحاث تقول أن الحديث عن الأهداف قبل تحقيقها يعطي شعور زائف بالانجاز وهذا الشعور كفيل بتثبيط صاحبه ومنعه من تحقيق الهدف، وعندنا بمصر هناك قاعدة شعبية تقول ( أن عرف الآخرين وجهتك فأنسى فكرة الوصول) لا أعرف ما المبرر لهذه القاعدة لكن بمصر ندرك جميعاً أنها صحيحة عن تجربة؛ لذلك لا أفضل الإفصاح عن هدف إلا بعد تحقيقه.
التعليقات