كنت أتناقش أنا وزميلاتي في السكن على تجربة السكن وهل هي مناسبة، أو هل تقبل أن يعيش أولادك في سكن؟
ودون أن أظهر رأيي أو رأي زميلاتي أريد أن أعرف آرائكم؛ فهل تقبلون؟
لم تتح لي الفرص لأخوض التجربة، وكم أحببت أن أخوضها صراحة، أظنها تجربة جيد يتعلم منها الفرد مجموعة كبيرة من التجارب، لأنها تكون مصحوبة بحرية مرتبط بمسؤولية أيضا، كالاعتماد على النفس في توفير حاجياتك الخاصة، والتعود على تحمل المسؤولية في اتخاذ قرارك دون مراقبة من الأهل، كما تعلمك الانضباط الذاتي في تحديد أولاوياتك في الحياة، لأنك مطالب بأن تجهز طعامك بنفس والتسوق لجلب حاجياتك، وكذا الحكمة في تقسيم مصروفك الشخصي، لذلك أظنها تجربة جيدة يجب أن يخوضها الأبناء لتعلم تحمل المسؤولية بشكل جيد.
صحيحي لي رقية إن كانت نظرتي للأمر مخالفة عن الواقع؟
صحيح ما ذكرتي وفاء، لكن إذا كان السكن تبع الجامعة يتولى مطبخ السكن توفير الطعام الجاهز، هذه نقطة أراها مهمة بالنسبة للطالب الجامعي، فإذا كان عبء الطبخ وتحضير الطعام وشراء لوازمه على الطالب بالإضافة للمسؤوليات الدراسية، فإن ذلك سيشكل عبئًا كبيرا وهدرا في الوقت، كما أن السكن الجامعي عامل الأمان فيه أعلى، إذ يوجد حراسة ومشرفات ومواعيد، لهذين السببين تحديدًا أفضل السكن الجامعي على السكن الخارجي.
وقد جربت بالفعل السكن الجامعي، وأستطيع القول أن تلك الفترة من حياتي غيرت من شخصيتي كثيرا للأفضل، وتعرفت على صديقات من ثقافات مختلفة وتعلمت كيف أندمج بينهم، واستطعت الاعتماد على نفسي أكثر وتحمل المسؤولية.
لا تقدّم كلّ الجامعات خدمات تحضير الطّعام. ففي العديد من الحالات، يكون على الطّلّاب تحضير وجباتهم بأنفسهم، سواءً بالطّبخ في المطبخ المشترك في السّكن الجامعي أو بالحصول على الطّعام من المطاعم.
يعتمد ذلك على سياسة كلّ جامعةٍ وترتيباتها الخاصّة.
وقد كان لديّ صديقةٌ جرّبت السّكن الجامعي، وأذكر أنّ أمّها كانت تحضّر لها الطّعام عن كامل الأسبوع.
بالنسبة لي حينما خضت تجربة الجامعة، رفضت تماما السكن الجامعي، وفضلت السفر ذهابا وإيابا رغم إهدار الوقت وهذا لأسباب متعلقة ببيئتي، فأنا شخص يحب الخصوصية لا يمكنني مشاركة غرفتي مع أحد، تعودت أن غرفتي لي وحدي، وهذا لا يوجد بالسكن الجامعي، كما أن مسؤولية التنظيف والغسيل والأمور هذه لم أكن ألحق لها مع المذاكرة، كنت بكلية عملية والمذاكرة مطلوبة طوال الوقت، لذا حتى كوب المياه كانت تجلبه لي أمي بارك الله في صحتها. بجانب ما كنت أسمعه من الزملاء الأكبر، من عدم توافق مع من يسكن، وهذا قد يؤدي أن يشوش عليك بعض الزملاء قصدا أو بدون قصد.
لكن كموظف الأمر مختلف، فحدث معي إن سافرت لمحافظة أخرى من أجل العمل، وهنا كان الوضع مختلف لأنه كان بإمكاني الاستقلال بمكان السكن، وكانت تجربة جميلة بكل تفاصيلها، بها مساحة من الحرية موازية لمساحة من المسوؤلية
لذا لا أفضلها للطلبة ولكن يمكن لو الشخص موظف
بالنسبة لي حينما خضت تجربة الجامعة، رفضت تماما السكن الجامعي، وفضلت السفر ذهابا وإيابا
في الوقت الحالي الوضع مختلف كثيرا فيمكن للطلاب أن يبحثوا عن زملاء متقاربين لهم فكريا أو من نفس المدينة ولهم معرفة ببعضهم البعض ويقومون بإيجار شقة تخصهم بعيدا عن السكن الجامعي الذي من الصعب بالفعل أن تحصل فيه على الراحة الكافية أو على زملاء متشاركين يقدرون الخصوصية واهتمامات كل شخص. فحاليا أرى العديد من الطلاب يفعلون كما أشرت بتجميع بعضهم بطريقة أو بأخرى لتكون لهم شقة مستقلة بهم.
وهذه التجربة تثقل بشكل كبير الشخص وتجعله يعتمد على نفسه بصورة كبيرة ويقدر تماما الوقت والمجهود، تجربة أراها ضرورية لو أمكنني قول هذا تزيد من خبرات الشخص في الحياة العملية والاجتماعية.
فكرة تأجير الشقق خارج السكن الجامعي مخاطرة خاصة لو كانوا فتيات، لأنها تفتقر للأمان، وكثير جدا من الحوادث قرأنا عنها بسبب ذلك، ومؤخرا كان هناك حادثة بشعة لفتاة شهد لها الجميع بالأخلاق ولكن استغلتها إحدى زميلتها رغم أنها كانت تبدو جيدة، للأسف بالشقق أو عندما تغترب من أجل الدراسة ستكون معرفتك محدودة جدا بالأشخاص الجدد ولن تتمكن من الحكم بطريقة صائبة مهما كنت ماهرا ولذا سيظل عامل المخاطرة موجود، وفي هذه النقطة تحديدا يظل السكن الجامعي متفوقا عليها
أنا كنت ولد مدلل جدا قبل دخولي الجامعة؛ لكنني عندما سافرت خارج مصر للدراسة سكنت بطبيعة الحال في سكن الجامعة.
لقد تعلمت كل شيء تقريبا في هذه المدة وأهم شيء تعلمته هي انتخاب أفضل حل للمشكلة بما يتناسب مع كل المتغيرات الأخرى.
لقد كانت تجربة ممتعة وشاقة في نفس الوقت تعلمت فيها كل ما يمكن فعله في البيت ما عدا الطبخ لأنني كنت دائم الشراء من المطاعة التي حول الجامعة.
وأحاول حاليا فعل هذا بشكل مصغر في أي سفرة لي، فأختار الحجرة التي في الفندق بدون خدمات حتى أستطيع أن أعيش هذه التجربة مرة أخرى ولو بشكل مؤقت.
تعتمد الإجابة برأيي على هذا السؤال على مايسبق هذه المرحلة يعني هل ساهمت في تأهليهم للاعتماد على أنفسهم هل عززت من تقدريهم لذاتهم وتكوين شخصية مسثقلة لا تنساق وراء كل دعوة؛ إذا كان الأمر كذلك فالبتاكيد أشجع وأقبل عن سكنهم وسفرهم واستقلالهم بما يناسب حياتهم، أما إذا كان العكس فسأتحمل قدراً كبيراً من المساءلة عندما يضطرهم القدر لخوض مثل تلك التجارب.
لم أجربها بنفسي ولكن من خلال رؤيتي لمحيطي فأقول أنها من أهم التجارب التي قد يمر بها الإنسان والتي تعلمه الكثير. من بداية كيف تكون الحياة أصلًا بعيدًا عن مظلة الأهل حيث كل شيء تقريبًا عليك القيام به من تحضير الطعام إلى النظافة إلى التنظيم إلخ. وحتى لو عاد الشخص بعد انتهاء فترة الدراسة أو لأي ظرف لمسكن عائلته يلاحظ تمامًا اختلاف تقديره للأمور وأهمية دور أهله الذي لم يكن يلاحظه من قبل.
لكن أعتقد أن التجربة تكتمل أيضًا بالاستقلال المادي عن العائلة وهو ما يمكن رؤيته في حالة الموظف أكثر. بالنسبة لي أفضل لو كان متاحًا بشكل أكبر لعدد أكبر من الناس الاستقلال عن أهلهم مكانيًا وماديًا والسماح لشخصياتهم بالتطور بسب البيئة الجديدة وظروفها ومتطلباتها وتحدياتها بالطبع
التعليقات