عندما أردت التعامل بالشيكات فإنني قضيت أياما أبحث عبر اليوتيوب عن الطرق الصحيحة للتعامل لكي لا أتعرض للنصب أو السجن, لم يقدم لي البنك أي مطوية أو ورقة بها معلومات بهذا الخصوص....وعندما أردت كراء مقر فإنني قضيت أياما أخرى متسكعا بين الإدارات بحثا عن الصيغة القانونية التي يمكنها أن تحمي الحقوق بلا ضرر ولا ضرار, أما عندما أردت إبرام عقد بيع فإنني قصدت من سبقني في الأمر مستعطفا إياهم لعلهم يمنون علي بما من الله عليهم من علم, دائما تحت شعار "كي لا أتعرض للنصب أو السجن"...

وقد كنت أفكر بيني وبين نفسي اليوم لما قرأت مظلومية رجل تعرض للنصب في عقار, لماذا الدولة لا تكلف نفسها عناء تثقيف مواطنيها بخصوص العقود والتعاملات المالية؟ لماذا تردد على مسامع المواطنين لاحقا عندما يرتكبون الأخطاء عبارة التشفي الذائعة الصيت "القانون لا يحمي المغفلين"؟ من بين القصص التي أذكرها أيضا هو الزج بربة بيت ذات تعليم متواضع السجن بسبب سوء استخدامها للشيك عن غير قصد, ورغم أن القاضي تعاطف معها ولكن القانون لا يتعاطف مع ربات البيوت غير المتعلمات.

وأنا صراحة لا أدري هل تنتظر الدولة من مواطنيها أن يكون لهم علم فطري موسوعي بكل مواد القانون المحلي والدولي الكوني؟ أم تريد أن تحتكم لقانون الغاب والانتقاء الطبيعي, فيتم البقاء للأقوى وطحن وفرم البقية؟

ما الحل؟

قد يقول قائل هذه هي الحياة ماذا تريد؟ لا أبدا! ليست هذه هي الحياة بل هذه هي الدولة الفاشلة! ما أريده هو تعليم وتثقيف المواطنين, لا أن أقضي الأيام والأسابيع أبحث عن المعلومة من اليوتيوب وفيسبوك.

في ظل الأوضاع المتزفتة من ضعف التعليم والبيروقراطية وكثرة الأوراق والإدارات والرقمنة المتعثرة, يجب على الأقل توفير مراكز استشارات مجانية تقدم معلومات بخصوص التعاملات والعقود, حيث يقصدها كل من يرغب في إجراء أي تعامل لأخذ المعلومة الصحيحة, لا أن تضع الدولة قوانين سفسطائية تقوم بتحديثها كل حين بإضافة المزيد من الأوراق دون إعلامنا ومن تم تحاسبنا نحن على تقصيرها, من غير المعقول أن يدفع المواطن المال للمحامي في كل تعاملاته الصغيرة والكبيرة.

ما رأيك أنت؟ هل هناك تقصير في بلدك بهذا الخصوص أم لك رأي آخر؟ وما الحلول التي تقترحها؟