هناك فئة من الناس تستبد بها الرغبة في الشكوى للغير، والبوح له بكل ما يعتمل في دواخلها حتى وإن لم تكن لها سابق معرفة به، كأن تجلس بجانب شخص في وسيلة من وسائل النقل (قطار، حافلة المسافرين أو حديقة عمومية ......) فتراها تتحين الفرصة لجره للأخذ والرد في الكلام، فتشرع في بسط وشرح همومها وشكواها، غير مبالية لما قد يسببه هذا الحديث من أثر سلبي على غيرها، المهم عندها هو أن تتخفف من عبء معاناتها، وبعدها تحس براحة عامة. إلا أن المشكل لا يحل عند هذه المرة، بل تحتاج إلى حكي منغصات حياتها كل مرة، ولا تستكفي أبدا بعدد مرات الحكي.
لماذا يحتاج البعض إلى تفريغ كل مثبطاته على غيره؟ وما جدوى العملية إذا كانت ستتكرر إلى ما لا نهاية؟ وهل يعد هذا الشخص مريضا نفسيا؟ وكيف لنا أن نساعده إن أوجدتنا الصدفة إلى جواره ذات مرة وانهال علينا بمشاكله؟
التعليقات