الهدف الحقيقي الذي أسعى اليه هو عدم امتلاك اي هدف

ام اننا أصبحنا هكذا بسبب العصر الذي نحيا به

العصر الذي نعيش فيه أحدث قلبا في المفاهيم، وأصبحنا نركض ركض الوحوش لتحقيق الأهداف لكن المشكلة ليست هنا.

المشكلة أن تلك الأهداف ليست لنا ولا تنبع من رغباتنا الصادقة، بل الكثير أصبح يسعى لتحقيق أهداف رآها في المواقع حتى أصبح لديه قائمة أهداف هو لا يعرف لماذا يريدها.

واصبحنا أيضا نربط قيمتنا بالأهداف وتحقيقها والانجازات وإلا فنحن غير كافيين ولا مكتملين وهذه الفكرة خطيرة جدا.

لذلك على كل منا أن يعرف مصدر أهدافه، ولماذا يرغب في تحقيقها بالضبط وإن لا يربط قيمته الإنسانية بشيء مادي .

رأيت في حياتي أن انعدام الهدف من مقدمات الانتحار. وحتى عدام السعي وراء عدم امتلاك هدف سيجعل الإنسان في شقاء لأنك في نهاية المطاف وضعت هدفا وهو أن تحافظ على نفسك بغير هدف. على الجانب الآخر من النهر لو وضعت أهدافا قريبة وأهدافا بعيدة وشرعت في تنفيذها ستشعر كما لو أنك تملك الدنيا، سينتابك شعور بالحياة يغمرك وبأنك تود أن تعيش أعمارا فوق عمرك حتى تكون دائما كالغيث تجوب البلاد لتسقي وترى ثمارا نضجت دون عينيك.

أثناء قراءتي لمساهمتك الاء تبادر إلى ذهني تساؤل ، أليس اتخذا قرار جول عدم تحديد أهداف في حياتنا يعد هدف بحد ذاته؟!

نركض وراء السعاده ولاكن هل السعاده حقا تكمن في تحقيق اهدافنا؟

نعم السعادة في رؤية أهدافنا تتحقق على أرض الواقع. سنشعر بالسعادة الغامرة عندما نرى أنفسنا بأننا حققنا ما نرتأيه في الحياة.

برأيي أن وضع اهداف في حياتنا أمر مهم، قد تختلف رؤيتنا للاهداف، فمثلا تضعين هدفًا في حياتك وهو الوصول إلى منصب ما، في حين أنني مثلا اضع هدف الوصول إلى تحقيق الشعور بالسعادة. قد يبدو أمرًا سخيفًا بالنسبة لك أو للاخرين ولكن قد يبدو لي مهمًا وهكذا. المهم هنا ألا نتخذ أهداف غير قابلة للتطبيق أو أنها ليست نابعة من رغبتنا لها. أن نكون شغوفين تجاه أهدافنا هي من تجعلها سهلة التطبيق.

لا يمكنني تصور الحياة بلا أهداف! لا أعتقد أن ذلك مفيد فحين لا نبحث عن شيء نصل إليه وحين لا نصبو لتحقيق شيء بالحياة ستكون حياتنا باهتة بلا معنى ولا طعم.

"ان الانسان في كبد"

في محاضرة للدكتور أحمد عمارة شرح أن المقصود بالكبد هو الاستواء والاستقامة وحين لفت نظري للبحث حولها تغير مفهومي لذلك فنحن لم نخلق من أجل التسليم بالمشقة وغنما المشقة هي نتيجة لسوء التصرف فحين يسير الإنسان في حياته باستقامة ستكون أموره ميسرة..

لو لم ينتظر الانسان اي شئ

في رأيي هذه أقصر السبل نحو الاكتئاب والطريق المعبد لوصول الإنسان للاشيء ويصبح مثله مثل الجمادات فالأهداف الذكية تقودنا نحو الحياة بإيجابية والقيام بدور فعال فهل سنلغي دور الإنسان ونساويه بغيره من الأشياء ؟!