للنرجسية أشكال عدة، وقد تنعكس على تعاملات الفرد مع الناس، وقد ينزعج منك هذا ويتأفأف منك ذاك، لكن أشرُّ تداعياتها على المرء هو حينما تنعكس على نفسه.

أتعرف عُذر "أنا أسعى للكمال لهذا أتأخّر عن الإنتاج" الذي يتبجّح به الكثير منا؟ هذا من النرجسية، إنّك ترفض أن يكون في عملك ذرّة عيب أمام الناس. لكن لم آتي لأكتب عن هذا، جئت لشيء أعمق.

أقرأ أحيانًا بعض المنشورات عن المشاكل في حسوب I/O أو في بقيّة المنصّات، مشاكل أناس يلقون باللوم على عالمهم لما فيه من مشاكل تعيقهم من فعل ما يُريدون.

لماذا أذهب بعيدًا؟ لأنتبه لنفسي، حينما أتعلّل إنَّ سبب تخلّفي عن فعل هذا الشيء، هو بسبب الظروف المحيطة، بسبب أهلي، بسبب أصدقائي، بسبب الصدفة التي جعلتني أختار ذلك الخيار في ذلك التوقيت.

من هنا تراودني فكرة تأثير النرجسية على الفرد، النرجسية تجعل الموضوع يقتصر عليك، وتضخّم من أمر الظروف المحيطة بك، كما لو أنَّك الوحيد في هذا العالم معها.

أعرف أنَّ بعض الناس يعانون حقًا، أتفهّم أنَّ بعض المشكلات لو كنتُ بدلًا عن أصحابها لقضيتُ الليل أنحب وأولول، لكن نسبة كبيرة من هذه المعاناة تأتي بسبب النرجسية، من تهويل ما نمرُّ به، من تصويره في عقولنا على أنَّه القدر المحتوم الذي وُصِمنا به من السماء.

إحفظ عني هذه الكلمة، وأعلم أنّها من الدُرر الحِسان لو أنَّ لها وعاء:

احتمالية ان تكون أنت فقط وحدك وبشكل خاص غير قادر على النجاح، في حين يمكن للآخرين فعل ذلك، احتمالية بعيدة جدًا. بل هي خيال نرجسي وُجد ليعطيك الأعذار لتتوقف عن المحاولة، لتتوقف عن السعي في نيل الأشياء التي تُثري حياتك قيمة ومعنى.