يقدر الإنسان نفسه حسب الأعمال التي يعتقد أنه يستطيع إنجازها ولكن العالم يقدره حسب الأعمال التي ينجزها في الواقع. لونجفلو
حينما نقرأ عن تقدير الذات نجد أن هناك الكثير من المعايير التي تخبرنا أننا نصبح متميزين في المجتمع حينما يحدث كذا وكذا، لو كنا في مجتمع يهتم بالأموال لما حصلنا على التقدير إلا ونحن أغنياء، ولو كنا في مجتمع يهتم بالعلم، لما حصلنا على التقدير أيضَا إلا ونحن نمتلك الكثير من الكتب في عقولنا، حتى لو كنا مجرد ناقلين لا أكثر ولم يغير فينا العلم شيئًا، ولو كنا في مجتمع محافظ لما حصلنا على التقدير إلا ببعض مظاهر المحافظة كاللباس والتقاليد! يبدو أن هناك احتمالات لا تنتهي وشروط لا نهائية للإنسان لكي يصبح مقدرًا ولكل مجتمع شرط!
يعني مثلًا لو أسقطنا هذه المقولة على عالم البيزنس والتجارة ففعلًا ستصبح المقولة في منتهى الصحة، حتى أننا نحن أنفسنا نقيم الشركات واللاعبين وغيرها من النشاطات بحسب ما أنجزوه فعلًا وبما قاموا به من خوارق داخل العالم الذي ينجزون فيه.
لكنني حينما فكرت في الأمر، ألا ينبغي أن نكون مقدرين لأجل ذواتنا؟ لأجل أننا نحن؟ ألا ينبغي أن يكون الإنسان حرًا من الشروط التي تفرض عليه أن يكون بمستوى معين وبحال اجتماعية أو ثقافية او مادية معينة لكي يحصل على قيمته الكاملة في أي مكان يتواجد فيه! فرض شروط لتقييم الانسان معناه أن من حق الذي أمامنا أن يفرض تقييمه الإنساني ويقرر كم من القيمة يجب أن يعطينا بحسب معاييره، وأقصد بالقيمة هنا هو الحقوق والمعاملة، حقنا في أن يستمع إلينا، حقنا في أن تقدر مشاعرنا، حقنا في ألا يستهان بنا وبآرائنا! كل هذه المعاني المتضمنة داخل السطور يتم الانتقاص منها بالانتقال من مجتمع لآخر! وهذا يجعلنا دائمًا جوعى لتقدير المجتمع وجوعى للسعي لتطبيق شروطه لكي نرى في عيونهم تقديرًا ما، استماع وإنصات، تقدير للمشاعر وعدم الاستهانة كما قلنا ... ثم نصبح في حالة نهم دائم لتقدير من الناس ونصبح نتصرف بآرائهم لأجل ان نحصل على رضاهم
التعليقات