قد يكون مصطلح حماس البدايات مصطلح متداول بشكل عادي، سواء بين أصدقاء أو زملاء عمل؛ ولكن ما يغفل عنه الكثيرين أن توظيف حماس البدايات بشكل صحيح هو الأساس الذي يتوقف أو يكتمل عليه هدف نرغب في الوصول إليه.

الحماس والرغبة هما الشُعلة الأولى لأي هدف في بدايته، فنجدنا في بداية عام جديد يأخذنا الحماس ومعه الرغبة للتخطيط والتفكير فيما ننوي القيام به، نضع أهداف عديدة ونبدأها بحماس وكل الطاقة التي بداخلنا نوظفها من أجل تحقيق الهدف، ثم بعد أيام يتراجع الحماس تدريجيًا حتى نعود لنقطة الصفر؛ يتكرر الأمر كثيرًا مع أشخاص مختلفة في مجالات ومواقف مُتعددة، لذلك إن أكثر ما يشغل بال الكثيرين الذين تعرضوا له هو لماذا يحدث ذلك، وهل العيب فيهم أم في الشيء الذي يسعون لأجله؟

ظاهرة تراجع حماس البدايات تدريجيًا لها عدة تفسيرات، من أبزرها أن الحماس هو نقطة البداية وله سحره على الأشخاص الذي يجعلهم يملكون دافع كبير للبدء، ولكنّه ليس الأساس؛ فالمشكلة التي يقع فيها الكثيرين هي البدء بكل طاقتهم دون المرور على مراحل تدريجية؛ مما يؤدي إلى صعوبة الوصول!

على سبيل المثال حماس الطالب للدراسة في بداية كل عام دراسي في الأغلب لم يكن الطالب معتاد على الدراسة لساعات طويلة، يحتاج التدريج في المدة المخصصة للدراسة؛ ولكنه بسبب الحماس يضع خطة دراسة 8 و 10 ساعات يومية، وقد ينجح بالفعل في بدايتها، ولكنه سرعان ما يشعر بالملل والصعوبة في أداء ذلك، ويتراجع تدريجيًا حتى يُصبح لا يفعل شيئًا ولو قليل من هدفه!

والمشكلة لا تتوقف على النتيجة فقط؛ بل إنها تُسبب طاقة سلبية كبيرة للشخص، وتجعله بالفشل وتوقفه عن أي محاولات أخرى، في حين أن الفكرة أنه قام بإستخدام حماسه وقوة إرادته بشكل خاطئ ؛ فصحيح أن كل منا يُمكنه العطاء أكثر من العادي، ويُمكنه أن يستمر بإرادة قوية وبكامل قوته الذهنية والبدنية، ولكن لن يستطيع الإستمرار لفترات طويلة لأن، مخزونه من طاقة الدفع والإرادة سوف يقل وينفد تدريجيًا.

في رأيك لماذا يقل حماس البدايات بسرعة وينتهي مع الكثيرين إلى اللاشيء؟ وهل لديك وجهة نظر أخرى تحليلية للأمر؟