تخيل نفسك بعد تلقي الدعوة ذهبت إلى حفلٍ لا تعرف فيه شخصًا واحدًا. قد يثير لديك هذا بعض التوتر والقلق. ماذا تفعل في هذه اللحظة؟
ماذا تفعل عندما تذهب إلى حفل لا تعرف به أحدًا؟
سأفتح حديث في موضوع الحفل على حد قاعد وحيدا مثلي
قد يكون هذا محرجا بعض الشئ ولكن اقل مللا من الجلوس هكذا مدة الحفل
بما أنني تلقيت دعوة، فعلى الأقل سأكو أعرف شخصا واحدا، وهو الشخص الذي دعاني، إذا وجدته مشغولا سأبدأ بمحادثة معه وأستفسر عن الأشخاص الموجودين هناك لأتعرف على من هم وكيف يتعلقون بالمناسبة، من ثم سأحاول التعرف على أقرباء الشخص الذي دعاني، وخاصة الذين يكونون في نفس أعمارنا أو يشاركونني بعض الاهتمامات المشتركة.
تعليقك هذا ذكرني عندما كنت طالبا بالسنة الأخيرة بالجامعة تمت دعوتي على حفل إفطار لهيئة دولية كبرى كنت قد تعاملت معها وسافرت معها خارج البلاد، الشخصية التي دعتني للإفطار حدث معها ظرف مفاجئ ولم تحضر، وكان حظي أن أجلس على الطاولة الرئيسية التي فيها كبار الزوار.
بدأ الحديث بشكل عام بينهم كأساتذة جامعة (أنا لا يعنيني) حتى جاءت لحظة تكلموا فيها على موضوع كان يهمني جدا في هذا الوقت ويشغلني كثيرا: بدأت في الكلام ولم أسكت حتى انتهاء الحفل.
الفكرة أنك عندما تُحيط نفسك بالأفكار التي تحب وترغب أن تتكلم فيها مع الأشخاص المهتمين بنفس الفكرة يكون الأمر أكثر سهولة ويسر.
ماذا تفعل في هذه اللحظة؟ا
إذا تطلب الأمر الاحتكاك والتعرف على الآخرين، غالبًا ما سأقع في موقف اضطر فيه للحديث معهم والتعرف عليهم، هنا سأبادر بافتتاح الحديث، وغالبًا الطريقة الأمثل لذلك برأيي بعد القاء التحية هي طرح الأسئلة العامة، ثم إذا سلكت الأمور سنستمر إذا لم يكن كذلك، سأحاول الإستمتاع بالحفل مع نفسي، لا أجد صعوبة في ذلك.
هذا يحدث معي كثيرًا، ليس في حفلة، بل في حافلة أو قطار أو مصلحة حكومية. الناس في هذه المواقف لا يتحدثون بصوت منخفض عن أمور شخصية، بل كلها أمور عامة وأصواتهم تكون مسموعة، وتكفي نظرة من أحد أفراد أي مجموعة أن تمنحه مقابلها ابتسامة أو تعليق صامت بالوجه أو الرأس بالموافقة أو الرفض، وحينها سيظهر مدخلًا للتحدث والاقتراب منهم، ثم الاندماج حتى يمر الوقت.
بما أنه حفل فربما لا أجد قاسمًا مشتركًا بيني وبين المدعوين الذين لا أعرفهم، سأقوم بتهنئة صاحب الدعوة، ثم أجلس في ركن بعيد لبعض الوقت وأستأذن بالانصراف
أنا معك في ذلك. تقنية "الهروب السريع": سلم واجري :)
لست اجتماعية كفاية لفتح مواضيع مع ناس لا أعرفها، والجلوس مطولا في حفل، طاقتي تستنزف بسهولة. غالبا، سأبحث عن مكان هادئ قرب الحفل، وستجدني هناك لأي سبب مختلق.
لست اجتماعية كفاية لفتح مواضيع مع ناس لا أعرفها
غريب جدا فأنا أراكي جيدة في بدء النقاش ويبدو هذا واضحا في مساهماتك وتعليقاتك.
لكن السؤال: لماذا قد تجد الشخص في الواقع عكسه في الواقع الافتراضي؟! لكن لا شك أنني لو سألتك عن شيء تحبينه أو تخصصك الدراسي الذي لكِ فيه شغف لسوف تخبريني بغزارة وحماس وربما لا ننام للصباح من كثرة الشروحات والحكايات.
صحيح، لكني في الحقيقة لا أهتم كثيرا بحكاوي حفلات الزفاف. تكون متمركزة حول الغيبة، والكلام على الناس، وفلان قال وعاد، والسخرية من لبس الناس، أو طريقة كلامهم. لذا أفضل الهروب، والجلوس مع الأطفال خارج المكان أو أي مكان هادئ. على الأقل محادثات الأطفال مثيرة للاهتمام أكثر، وأسئلتهم جميلة.
أنا أحب المناقشات في الحقيقة أيضا، ويمكنني سماع قصة حياة شخص في جلسة، ما دام يتحدث من القلب فعلا، وعن حياته هو لا عن الناس.
أمر طبيعي أن تذهب إلى أماكن لا تعرف بها أحد وتتصرف بشكل طبيعي.
أنا مثلا سأسافر إلى مؤتمر دولي بأوروبا خلال شهرين بل ومطلوب مني أن أُلقي كلمة باللغة الإنجليزية هي ليست خطابا وإنما ورشة عمل. وهذه أول مرة ألقي فيها محاضرة أو ورشة في مؤتمر خارج المنطقة العربية ويكون أمامي أكثر من 4000 شخص.
وأنا متأك\ بإذن الله بأنني سأعود بصداقات جيدة لأني في البداية لن أعرفهم لكن حتما من المؤكد سأتعرف.
ربما أكون قلقًا أكثر إذا كنت أعرف الكثير من الأشخاص :)
أنظر إلى هذه اللحظة كفرصة رائعة لاكتساب صداقات وعلاقات ومعارف جيدة، فهذا الحفل قد يكون بوابتي للتعرف على أشخاص ذوي اهتمامات وخبرات متنوعة. لهذا، سأبدأ الحديث مع شخص يبدو ودودًا وأسأله عن بعض الأشياء التي من الممكن أن تكون مشتركة بيننا، فيمكن أن يكون هذا بداية ممتازة للمحادثة.
التعليقات