ندعو كلنا أنّ تكون جهودنا التي نبذلها موجهة في المسار الصحيح، وهناك من يحالفه الحظ وتكون جهوده في محلها، وهناك من يكتشف في منتصف الطريق أن الوجهة خاطئة، فيعلق، ويصعب عليه الاختيار بين ما إذا كان سيستمر في مجاله أو سينتقل إلى مجالٍ جديد.
ماذا تفعل إذا اكتشفت بعد سنوات من العمل أن تخصصك المهني ليس الأنسب لك؟
الحقيقة أن السؤال الأخير ليس مجرد استفسار بريء، بل هو اختبار لمدى قدرتنا على مواجهة أنفسنا. الاستمرار في مجال لا يناسبني لم يعد خيارًا، لأن ذلك يعني أنني أعيش في حالة إنكار وأهدر سنوات إضافية من عمري. أما الانتقال إلى مجال جديد، فهو ليس مغامرة عشوائية، بل قرار واعٍ مبني على إدراك أن القيمة الحقيقية ليست في التخصص الذي بدأنا به، وإنما في قدرتنا على إعادة التموضع وصناعة مسار يلائمنا.
أنا لا أقبل أن أكون أسيرًا لوجهة خاطئة فقط لأنني قطعت فيها شوطًا طويلًا؛ الشجاعة الحقيقية هي أن أقطع الخسائر وأعيد رسم الطريق. الاستمرار في الخطأ ليس استقرارًا، بل هو جمود، والانتقال المدروس هو فعل نضج ووعي. لذلك، جوابي الحاسم: إذا اكتشفت أن تخصصي ليس الأنسب، فسأنتقل، لأن البقاء في غير مكاني هو الخسارة الكبرى، أما التحول فهو بداية جديدة أستحقها.
قد تكون الوجهة خاطئة بسبب نقص علم أو نقص معرفة أو حتى زيادة المشاكل، لكن كثير من الخبراء يقولون أن كل مجال فيه مشاكل، ومعرفتك بمشاكل مجالك التي تدفعك لتغييره تمثل لك ميزة، لأن المجال الجديد الذي ستتجه إليه أنت لم تعرف مشاكله بعد!!
لكن يجب أن نميز بين نوعين من المشاكل:
مشاكل تستنزف الطاقة ولا تولّد قيمة مثل البيروقراطية أو الروتين الإداري.
ومشاكل تستلزم الإبداع والمهارة وتولّد قيمة مادية ومعنوية مثل إيجاد حل برمجي جديد أو تسويق منتج معقد.
برأيي يجب التغيير فورًا إذا كان الهدف هو استبدال المشاكل المستنزفة بمشاكل مربحة.
فالمشاكل التي تدفعك لتغيير المجال الحالي قد تكون من النوع الأول وهي مشاكل فارغة، والمشاكل الجديدة حتى لو كانت صعبة ستكون من النوع الثاني وسترفع من قيمتك في السوق.
للأسف بالنسبه لي لم يحالفني الحظ واعمل في نفس مجال شهادتي لقد درست هندسة معلوماتيه وحقاً تعبت بدراستها وتخرجت لكن الحمد لله دائماً وأبداً رغم البطاله في بلدي بدأت رحلة الغوص اقرأ الكتب الذاتيه والنفسيه واتعمق بهم واكتب واعمل ع التأليف ومنذ بضعة سنين اكتشفت انني ابدعت بمجال الكتب و بمجال شهادتي بقيت ع ما هي
ليست هناك تجربة وُجِدت عبثًا.
عليكِ أن تكوني منصفة. يعني إبداعكِ في قراءة الكتب النفسية والتعمق فيها والكتابة عنها يستمد قوته من هذا الأساس المنطقي والتحليلي الذي وفرته لكِ الهندسة. التخصص القديم لا يموت؛ وإنما يتحول إلى هيكل فكري جديد يساعدكِ على النجاح في المجال الجديد.
الهندسة مثلًا تمنحكِ طريقة للتفكير وتعلمكِ المنطق، وحل المشكلات، والتحليل المنظم للمعلومات.
بالنسبة لي لم اكتشف ولكن حتى لو اكتشفت أنا ليس عندي رفاهية أن أترك شيئ، بالمناسبة هناك الكثير من الخدمات التي اقدمها لا اطيق العمل بها الآن أصبحت روتينية تشكل لي ضغط لكن لأنها تؤمن دخل يلبي احتياجات أسرتي أعمل بها، أذكر أيضا أنني الشهر الماضي كنت اذهب بعض مخازن الجملة ارتبها واجردها مقابل المال وأنا منهك تماما ولا أحب الأمر لكن اجيده وفعلت لحاجتي للمال وقتها، الراحة والرضا المهني ليس خيار عند الجميع وحتى لو كان خيار لا أظن الجميع يمتلك القدرة على اختبار مسار جديد وترك مسار يحفظه فقط بحثاً عن الرضا
التعليقات