سن الزواج قد يختلف من ثقافة لأخرى ومن وقت وزمن لآخر، فمثلًا في زمن جداتنا كان سن الزواج يكون في الغالب في سن صغيرة، أما الآن فالوضع اختلف كثيرًا مع اختلاف ظروف الحياة الاجتماعية والاقتصادية فأصبح سن الزواج أكبر الآن ربما بعشر أو عشرات السنوات عن السابق مع استمرار وجود زواج في سن صغير وحتى زواج قاصرات في بعض الأماكن خاصةً في الريف والأماكن البعيدة عن المدن.
ما هو أنسب سن للزواج؟
من وجهة نظري، أنسب سن للزواج هو ٢٥ سنة فما فوق، وليس أقل من ذلك، ففي هذا السن يكون الشخص غالبًا قد مر بتجارب كافية، ونضج فكريًا وعاطفيًا، وقد يكون بدأ في الاستقرار المهني أو على الأقل أصبح أكثر وعيًا بمسؤوليات الحياة الزوجية.
الزواج مسؤولية كبيرة، ليس فقط ارتباط بين شخصين، بل بناء حياة واستقرار، وهذا يحتاج إلى وعي ونضج واستعداد حقيقي، وكل ما تأخر الشخص قليلًا وهو يستثمر في نفسه، كل ما كانت فرص نجاح الزواج أكبر بإذن الله.
أرى أن السن ليس هو العامل الأساسي في نضج الشخص أو نجاح الزواج، فالنضج لا يُقاس بالسن بل بالقدرة على التكيّف وتحمل المسؤولية. أري كثيرون تزوّجوا في عمر مبكر واستطاعوا بناء حياة مستقرة لأنهم امتلكوا الوعي الكافي والإرادة لإنجاح العلاقة. أحيانًا يمنح الزواج المبكر الإنسان فرصة للنضوج من خلال التجربة نفسها، فيتعلّم كيف يواجه الحياة بشريكه بدلًا من أن ينتظر الكمال ثم يكتشف أن النضج الحقيقي يُبنى بالممارسة لا بالانتظار.
برأيي لا يوجد سن مناسب للزواج، في التاسعة عشر كنت جاهز لهذه الخطوة معي السكن والشريكة وكل شيئ مؤهل ماديا ومعنوياً ومع حدوث مشكلة توقف الأمر، فجأة تغير الحلم وتحولت شقة الزواج لمكتب عمل يقدم خدمات، وفرنا غيرها وشريكة أخرى وقد شاركت معكم مع حدث مؤخراً، أدركت بعدها أن الأمر ليس في الجاهزية المادية وتوفير متطلبات الزواج بقدر ما هو أولا نصيب لن يتغير مكتوبه ولا موعده، واستعداد كامل ربما لم أصل له بعد لذلك أقول إنه لا توجد سن للزواج هي لا تسير بهذه الطريقة والزيجات الفاشلة ومعدلات الطلاق ومحاكم الأسرة تشهد على ذلك
وهل تعتقد أن الزواج المبكر في هذا العصر خيار جيد؟ برأيي، الأجيال الحالية ليست مهيأة بما يكفي نفسيًا وعاطفيًا لتحمل مسؤولية بهذا الحجم في سن صغيرة، حتى لو توفرت الجاهزية المادية، فنحن نعيش في زمن معقد، تتغير فيه العلاقات والقيم بسرعة، والنضج العاطفي والعقلي أصبح شرطًا أساسيًا لنجاح أي علاقة، خاصة الزواج. كثير من الزيجات تنهار سريعًا لأن أصحابها دخلوا التجربة وهم لا يزالون يكتشفون ذواتهم، ولا يعرفون كيف يديرون الخلاف أو يحتوون التغير.
الزواج لا يرتبط بعمر معين، هناك من يكون مستعد له في سن صغيرة، وآخرون لا يكونون جاهزين حتى بعد الثلاثين، كل إنسان له ظروفه ونضجه المختلف. في النهاية الزواج نصيب، ولا أحد يستطيع أن يحدد السن الذي سيتزوج فيه، الأمر كله بيد الله. المهم أن يكون الشخص ناضج في تفكيره وقادر على تحمل المسؤولية قبل أن يدخل التجربة، لأنه ليس سباق مع الوقت، بل علاقة تحتاج إلى وعي وتفاهم وصبر، ومتى توفرت هذه الصفات يكون الوقت مناسب مهما كان العمر.
نعم لكن الأجيال تختلف اليوم عن السابق، فالمسؤوليات زادت، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية أصبحت أكبر، وطبيعة الحياة تغيرت كثيرًا. كثير من الشباب اليوم يحتاج وقتًا أطول لبناء نفسه وتحقيق الاستقرار قبل التفكير في الزواج.
لذلك صار من الطبيعي أن يتأخر سن الزواج مقارنة بالأجيال السابقة، دون أن يكون هذا مؤشرًا سلبيًا، فالأهم فعلاً هو النضج والاستعداد مثل ما ذكرتِ، لكن لا يمكن تجاهل تأثير الظروف المحيطة على توقيت اتخاذ هذا القرار.
أتفق معك، لكن ماذا نقول للشباب الذين يريدون الزواج؟ أعرف من هم ما زالوا في سن المراهقة ويريدون الزواج 😅
هؤلاء نقول لهم تمهلوا فالزواج ليس مجرد فكرة حالمة أو هروب من الواقع، بل هو مسؤولية كبيرة تتطلب وعي ونضج واستعداد حقيقي. أنتم لا تزالون في بدايات الحياة، وما زال أمامكم الكثير لتكتشفوه وتتعلموه، صحيح لا مانع من التفكير في المستقبل، لكن لكل مرحلة وقتها، ومن يستعجل القفز دون تجهيز الأرض، قد يقع قبل أن يصل.
أتفق معكما يا @BasmaNabil17 و @Mai_Easa22 في أن عامل التحديد الأكبر هو النضج و الإستعداد النفسي لفتح بيت جديد وتكوين أسرة ولكن ألا تريا أن السن الأنسب للرجل غيره بالنسبة للمرأة؟ يعني الرجل هو النضج و التحمل المادي و النفسي وكذلك للمرأة ولكن يزيد عليها عامل الوقت نفسه فهي مقيدة اكثر بحكم طبيعتها فما يكون مناسب للرجل في الخامسة و الثلاثين لنضجه واستعداده قد لا يكون مناسب بالمرة للمرأة لعامل الإنجاب مثلاً. يعني من خلال خبرتي الأهالي تدفع البنت أكثر من الرجل إذا اقتربت من سن معين للزواج دون الرجل.
مع احترامي لجيلي أنا لست منهم يا بسمة بل لست مثل أحد، جيلي الآن مشتت وفاقد ولا يعرف أغلبه شيئ عن القيمة، جيلي تعلم المزاح بالشتيمة تعود النوم أكثر من نصف اليوم لم يعرف قيمة التكاليف الموضوعة بخلقه وإلا لما أهدر الوقت وضيع الطاعة وتاه في نفسه وما تريد، أنا أعمل منذ انهيت الابتدائية، حافظ للكتاب والحديث والتفسير عندي مشروع وعندي وظيفة وعندي مدخرات وأحلام واحسب أنني جيد، هذا ليس بغرور لكن أنا لست منهم نعم حياتهم مثيرة وممتعة ومبهرة لكن لن تكون كذلك فيما بعد
وهل كان عندك استعداد للزواج في سن التاسعة عشر فعلًا؟
بالتأكيد كل شيء قسمة ونصيب لكن هناك سن معين أو مرحلة عمرية يكون فيها النضج والوعي أكبر من غيرها.
أنا في الشارع منذ كنت عشر سنوات، سافرت خارج مصر وداخلها واختلطت بقدر ما ربى عندي الفهم والتحمل والحكمة، أعمل ومعي ما يؤهلني لإعالة أسرة واحسب أنني سوي نفسياً ومتفهم لذا لم أكن أرى مشكلة في ذلك وقتها بصراحة
وجهة نظرك دقيقة، لأن الفروق بين الماضي والحاضر لا تقتصر على السن فقط، بل تمتد إلى معنى الزواج ذاته. فاليوم الزواج لم يعد الخطوة الأولى في بناء الحياة، بل أصبح نتيجة للاستقرار المهني والنفسي، بينما في السابق كان وسيلة لبداية هذا الاستقرار. وان كنت شخصيا ارى ان الزواج في بداية العشرينات هو افضل سن، لكن على ارض الواقع هذا الأمر اصبح صعب جدا للأسف اذا كان الشاب يعتمد على نفسه بالكامل
التعليقات