لي زميلة بلغت أوائل الثلاثين، أنيقة في صمتها، ووقورة في حضورها. ليست من هواة الثرثرة، ولا من عاشقات الظهور، تقضي يومها بين العمل والبيت، لا تكثر من الخروج، ولا تحضر أفراح الأقارب ولا مناسبات المعارف.
وحين تزوجت أختها الصغرى، بدأ الهمس يدب في أذن والدها، حتى صار يقول لها: "لماذا لا تتزوجين؟ ألستِ السبب؟! كيف سيراكِ من يريد التقدم إليكِ وأنتِ لا تخرجين؟!"
هو لا يرى شهاداتها، ولا أخلاقها، ولا حياءها الجميل، ويرى فقط أنها "لا تُسوق نفسها" كما تفعل الأخريات.
أما هي، فليست معترضة على الزواج، ولا ترفض فكرة الارتباط، لكنها ترفض أن تكون في موقع المزايدة.
تشعر وكأنها متهمة، لا لشيء سوى أن نصيبها تأخر!
والسؤال هنا: هل والدها على حق، وأن عليها أن تخرج وتشارك اجتماعيًا لتُرى ويأتي النصيب؟ أم أن نصيبها سيأتيها مهما اختبأت متى شاء الله؟
التعليقات