في عالم متدبدب سريع التغير أصبحت أغلب الشركات تتعرض لموجات انهيار أو تدبدب مالي ولو لمرة واحدة في تاريخها، تصل بعض الشركات الى حافة الافلاس ثم تعود من جديد، وبعضها بموت للابد.
ماذا لوطلب منك في أزمة إفلاس لشركتك المفضلة الاختيار بين العمل لأشهر غير معلومة دون مقابل أو الاستقالة والبحث عن مصدر دخل آخر مضمون، ماذا تقرر؟
الأمر يتوقف على ظروفي المادية، لأنني كبشر عندي مسئوليات، فلو كان لي مصدر دخل آخر سأوافق بالتأكيد، ولكن سأطلب أن يكون العمل بدوام جزئي لمدة ٦ ساعات، وليس ٨ ساعات، إن لم يكن لدي عمل آخر، سأضطر لترك العمل.
فلو كان لي مصدر دخل آخر سأوافق بالتأكيد، ولكن سأطلب أن يكون العمل بدوام جزئي لمدة ٦ ساعات،
كلامك منطقي ولكنه ذكرني بشيء حدث لي وقمت بالفعل بهذا وجدت أنني أبذل جهد أكبر في سبيل الشركة ولأصحابها وليس لنفسي وعندي قناعة تامة أن مجال العمل ليس فيه عاطفة فالعمل عمل، يمكنني أن أساند الشركة بعمل إضافي وأعطيها وقت أكبر ولكن يجب أن يكون هنالك مقابل حتى لو كان لي مصدر دخل آخر بأي شكل. لا عواطف في العمل لأنني لن أخذ نسبة من الأرباح ولن أكون شريك في الشركة وهذه ليست نظرة أنانية بل هذا هو الواقع الذي نعيشه.
هذه ليست نظرة انانية مطلقا، بل نظرة جد واقعية وصحيحة الى ابعد الحدود.
لكن توجد فجوة عاطفية تلعب عليها الشركات دائما وهي اللعب على الخوف من المستقبل، حيث تعطي موظفيها وعودا بتعويضات مالية جيدة بعد مرور الأزمة مع ترقيات وتكريمات حصرية لهم .
اذكر اني سمعت في بودكاست ان شركة سعودية تعرضت للافلاس لكن بقي موظفوها اوفياء لها وقت الازمة واصبحوا يقومون بدومات متواصلة ليلا ونهارا دون العودة الى أهاليهم.
بعد فترة عادت الشركة الى الانتعاش ، يقول المدير بأن احد الموظفين تعرضت زوجته لمصاعب في الانجاب ولدت له طفلة تحتاج الى حاضنك لمدة طويلة اكثر من 3 الى 4 اشهر، فقامت الشركة بالتكفل بتكاليف الحاضنة لمدة اربع اشهر بميزانية تقارب مليون ريال سعودي، وهو مبلغ ضخم جدا بالنسبة الى مجرد موظف .
حالات مثل هذه تدفعك للتفكير مرارا في تقديم هذه التضحية ام لا.
لو انت تعلم بهذه المعطيات ماذا تختار؟
ربما اقبل بتلك الفتره بدون مقابل ،و في ذات الوقت أبحث عن عمل أخر اذا كانت الشركة ذاهبة لا محالة للافلاس ، وإذا تغير حال الشركة المالي فيمكنني الاستمرار
قرارك يا علي اثر في ذهني سؤال لا ننبه اليه عادة وهو سؤال مهم في رأيي.
بعيدا عن مسألة الاستمرار مع الشركة المفلسة، ماذا عن تأثير هذا الافلاس على سيرتك الذاتية؟
سيهمني جدا مشاركتكم ايضا لي هذا الجواب يا اصدقاء:
@khaled_elshahat2 @Wael_Amin @Hamdy_mahmouds @ErinyNabil @Moh_891982 @Diaa_albasir @WINTEREX@FatimaAlJardaly
من خبرتي العملية، هذا لا يؤثر على مستقبلك المهني طالما لديك الخبرات والمؤهلات التي تمكنك من العمل حتى لو كنت مديرا لهذه الشركة أو صاحبها حتى لأن مشكلة الإفلاس لها أسباب عديدة ربما يكون تغيير سوق العمل وعدم القدرة على المواكبة لأسباب تعسفية أو مالية أو مشاكل عامة فهي ليست بالضرورة خطأ الشخص.
جوابي هو كالتالي : إذا كانت لدي سلطة و مكانة مرموقة و صلاحيات واسعة في الشركة فإنني سأبذل جهدي للبحث عن سبب الإفلاس .. لدي فضول و رغبة في البحث و الإصلاح و محاولة الإنقاذ خاصة إذا كانت تجمعني روابط صداقة طيبة مع الزملاء داخل الشركة ، إذا كنت مكتفيا ماليا إلى حد يجعلني أصبر لعدة أشهر بلا مقابل فسأفعل ذلك لأجل الشركة ، يهمني كثيرا أن أعمل مع فريق لا يستسلم و يضحي لإنقاذ الشركة إذا تطلب الأمر ذلك ، لكن في حالة ما إذا شعرت بأن لدي صلاحيات ضيقة داخل الشركة و شعرت بأن فريقها غير مسؤول و غير جاد و ليست لديه نوايا جيدة في التعامل مع هذا الوضع فإنني سأنسحب منها و أبحث عن مكان آخر .. و الأمر كله متوقف على وضعي المالي و وضعي الوظيفي و حتى النفسي داخل هذه الشركة ..
لن أتكلّم من وجهة نظر الشخص الذي يقوم بالتوظيف ولكن سأقوم بالقرار وفقاً لرؤيتي الشخصية بالحياة، أنا مثلاً عن نفسي لا يمكن أن أقبل شخص قبل أن يعمل بأسلوب المجاناً وحتى ولو كان هذا القبول ليس فقط دافعة إيمان وأمل في عودة المشروع بل ولو كان أيضاً هذا الأمر نابع من قرار نبيل لمساعدة صاحبها أو قيمة المنتج، لإنّ قبول الموظّف لعقلية المجاناً برأيي يولد له عطب حقيقي في حياته دون أن يشعر.
برأيي الأمر يتعلق بالدرجة الأولى بطبيعة علاقتي بالشركة ومدرائها فإن كانت العلاقة ودية وأواصر الصداقة متينة تغلب فيها العلاقات الإنسانية على المصالح المادية فبالتأكيد سوف أعمل معهم دون مقابل بشرط أن يكون لدي دخل إضافي أستطيع العيش منه أنا وأسرتي وكمثال بسيط كنت أعمل بشركة هنا بتركيا انهارت كلها إثر الزلزال وكانت هنك أعمال كثيرة لدينا وحسابات وتكبد صاحيها خسائر فادحة وأصبح عليه ديون كثيرة فعملت معه عن بعد ما يقارب الشهرين دون أي مقابل لأنه كانت تربطنا علاقات قوية وكان لا يبخل علي بأي مساعدة مادية أو معنوية.
انهيا مبنى الشركة او مقرها المادي لا يعني انهيارها اقتصاديا، رغم وجود خشائر مادية ذات علاقة بالوجود المادي والهيكلي للشركة لكن يبقة هناك امل كبير جدا في عودتها بقوة بعد فترة.
المشكلة كلها في انكسار او انكماش الشركة وموتها مؤسسيا ومنهجيا، اي خسائر على مستوى استراتجي يحد جدا من امكانية عودتها مستقبلا في هذه الحالة اعتقد لا يمكن لاحد ان يراهن عليها الا اصحابها.
لكن السؤال الاهم الان هو كيف تعرف كموظفين ، اذا كانت الشركة لذيها حظوظ وآمال للعودة مستقبلا بقوة أم لا ؟ جوابك يهمني كموظف ذو خبرة يا أمين ؟
انهيا مبنى الشركة او مقرها المادي لا يعني انهيارها اقتصاديا، رغم وجود خشائر مادية ذات علاقة بالوجود المادي والهيكلي للشركة
هناك تفاصيل لم اذكرها في تعليقي وهي أن الشركة لها ديون على تجار في السوق تفوق رأسمال أصحابها وهؤلاء التجار منهم من توفي بالزلزال ومنهم من أفلس ومنهم من هرب حتى من لديه نية بإرجاع الأموال ربما أفلس ويحتاج الكثير من الوقت لردها بالمقابل صاحب الشركة يقوم بتشغيل أموال لأقربائه وأصدقائه ناهيك عن خسائر البضائع التي تلفت وتضررت بسبب الزلزال..
أما بالنسبة لسؤالك عن حظوظ وآمال العودة فبالنسبة لي أرى أهم عامل هو عقلية صاحب العمل فإن كان مغامرًا وطموحًا فهو بإذن الله سيحقق ما يريد حتى بأقل الإمكانيات المتاحة وهذا ما أراهن عليه دومًا أثناء عملي بتلك الشركة.
يعجبني اخلاصك وتمسكك بالعمل والشركة جدا.
لكن في ذهني سؤال اجده مهم جدا يا امين .
في حالة كهذه ، تقدم فيها كل هذه التضحيات وتجد نفسك متورط جدا في الايمان بشركة وتقديم ادلة هذا الايمان بها بثمن باهض مع هامش عودة ضيل لها........كيف تحمي نفسك في مرحلة من الوقوع في التكلفة الغارقة لك معها؟
في البداية لم أكن بعد ملتزم بعمل لذلك قدمت الكثير من الوقت والجهد لأصحاب العمل لكن بعد التزامي حاولت أن لا يؤثر ذلك على عملي فكانت أغلب الأوقات التي أساعدهم فيها هي آخر الليل فتلك التكلفة الغارقة من طرفي كانت فقط بالجهد وكنت متيقن بأنني أعمل وربما لن أحصل على أجرة جهدي وأتعابي لكني احتسبت ذلك لله واعتبرته رد دين لحسن معاملتهم وكرمهم معي.
هذا سؤال عسير خلود، شخصيًا لا استطيع إعطائكِ إجابة نهائية، ولكن أنا ممن يهتمون بجودة العمل والعلاقات، فلو كنت أشعر داخليًا بأن شركتي تمثل جزء كبير مني وأنها أفادتني بشكل كبير في تكوين خبرتي، فنعم سأعمل معهم دون مقابل لبضعة أشهر حتى نستعيد ولو جزء مما كان ثم محاولة التطور حتى ولو بشكل مختلف عن السابق، ولكني أيضًا أريد أن أكون صريحة، في حالة وجود أزمة مالية مثلًا، فسيكون وجودي معهم قدر استطاعتي فقط، وباقي وقتي هو للعمل في مكان آخر لتسديد احتياجاتي، لأنه وكما ذكرتي قد تكون الأزمة ليست فقط في انهيار الشركة ولكن ربما أنها انتهت ولن تعود مرة أخرى أو على الأقل ستحتاج لتغيير كامل.
سأقبل بالعرض ولكن بشروط لي تحديد عدد ساعات معينة وزيادة عدد الأجازات لإعطائي فرصة للبحث عن بديل، أما إذا كان ليس هناك تفاوض، أن أعمل نفس الساعات ونفس يوم الأجازة ولمدة أشهر كما ذكرتي فالإستقالة بالتأكيد الأنسب، لأن ستكون خسارة مادية لي بالتأكيد.
سأقبل بالعرض ولكن بشروط لي تحديد عدد ساعات معينة وزيادة عدد الأجازات لإعطائي فرصة للبحث عن بديل،
هذه هي المعضلة في الامر كله ....... في حالة مثل هذه تقوم اغلب الشركات بتكثيف العمل وليس تقسيمه، اي ان الفريق سوف يعمل لساعات اطول وعادة تستمر المناوبة لايام بليالها وليس فقط دوام عادي ل 8 ساعات مثل قبل، لكن الشركات تعد الموظف المتمسك بها ان تقوم بتسديد رواتبه طول تلك المدة مع حوافز وعلاوات تكريمات مجزية بعد مرور الامر ، ومنهم من تعطيهم ترقيات عالية .
فيجد الموظف نفسه هنا محصور بين الشعور بتضارب كبير بين ان يختار الصبر الان على ان يجد علاوات وترقيات بعد فترة ، او البحث عن بدائل اخرى يمكن ان لا تنجح او اذا نجحت سيحتاج الى سنوات ربما ليصل لتكلك العلاوات والتكريمات مثلا.
في هذه الحالة كيف تتصرف يا محمد؟
جميل... وواقعي ولا احد يمكن ان يلومك .
لكن ............ماذا عن لو اردت الرجوع لنفس الشركة في المستقبل ، كيف ستتصرف في سبيل اقناع الادارة باعادة تشغيلك فيها، في النهاية هي شركتك المفضلة وفيها راحتك وشغفك؟؟؟؟؟
هذا سؤال يعتمد بالضرورة على عدة عوامل لا يمكن فصلها عن قراري
العامل الأول / مدى أهمية ما تمثله الشركة لي (هل أحبها وأحب العمل فيها وأؤمن بأهدافها)
العامل الثاني / طابع الوظيفة التي أشغلها ومميزاتها وهل يمكن توفير وظيفة مناسبة في مكان أخر أم لا
العامل الثالث / وهو الأهم طبيعة الظرف نفسه وهل يمكنني تحمله وهل الظرف أو المشكلة لها مدة محددة أم لا وهل سأتلقى التعويض المناسب عن مدى صبري أم لا
لهذا تعتمد إحابتي حرفياً بما يمكن أن تشكله تلك العوامل
في كثير من الاحوال لا تكون تلك العوامل واضحة وليس معلن عليها بالتأكيد .
خصوصا عندما تكون موظف بخبرة قليلة جدا، وذو خلفية قانونية ضعيفة، سيكون من الصعب جدا اتخاذ قرار دون الندم على الجهتين .
اشاهد قبل ايام حلقة من مسلسل مرايا عنوانها على ما اظن " نص زلمة"
تناقش فكرة التحول الفاجئ في فكر الادارة في الشركات يمكن ببساطة تغيير الكادر العام للشركة ان يغير كل شيء فيها الى ادنى موظف، ولا شيء مضمون في اي شركة، فحتى لو تم التعامل معك كموظف محمي من اثار ازمة مثلا بفضل تعاملك الجيد معها، يمكن ان يتم تغيير مجلس الدارة ببساطة تكون نسيا منسيا ........ وهذا هو الرعب بعينة في الشركات الخاصة خصوصا.
أظن أن الأمان الوظيفي من العمل كموظف أو عامل بشركة يحصل على أجر ثابت هو وهم مختلق حيث أن معظم الشركات لا تفكر بشكل فعلي في مدى تأثر الموظف بقرارتها بالأخص إذا كان من الأفضل لها كأدارة إتخاذ قرار معين .. لذا لا أرى أنه من الذكاء على أي شخص يعمل بشركة أن يظل يعمل بها هي فقط دون التفكير في إقامة مشروع شخصي صغير منفصل حتى يتثنى له مواجهة قرارت مثل تلك .. هذا ما تعلمته وعلمته الحياة لي ولغيري .
الأمر مُعقد للغاية، ولكن دعنا نقول أنه وفي هذه الأيام يمكنه أن يبحث عن وظيفة أفضل في مكانٍ آخر مثل مواقع التوظيف على الإنترنت وما إلى ذلك.
لكن قد يكون أسلوب عمل الشركة مع الموظفين مُختلف عما نراه عادةً، وبيئة العمل مبنية على الثقة والتعاون بينهم، حينها يمكن أن يضحي الإنسان من أجل المكان الذي يعمل فيه ولكن قدر استطاعته، وأعتقد أنه ومع الخبرة يمكن للشخص أن يعرف هل يستحق الأمر تعاونه أم أنه سيكون بلا فائدة وعليه يمكن أن يتحرك.
ولكن بالطبع سيتغير الموقف حسب الحالة المادية للشخص والالتزمات والمسؤوليات التي تقع على عاتقه، ففي النهاية العمل عمل، ويسد إحتياجات مُعينة.
لذا أعتقد أن الموقع نفسه قد يتحمله مُدير في الشركة من أجل منصبه ومن أجل فوائد مُستقبلية، لكن قد لا يتحمل موظف صغير في الشركة مشكلة بهذا الحجم .
التعليقات