العمل أثناء العيد هو أمر اضطراري لا اختياري أعيشه ويعيشه أيضاً الكثير من أقراني، في ظلّ الأمر، كيف نتعامل مع أهلنا المتوقّعين تفرّغنا لهم؟
مضطرين أحياناً أن نعمل بالعيد، كيف نتعامل مع أهلنا المتوقّعين تفرّغنا لهم؟
أوّلًا، أستمتع دائمًا بفكرة العمل في العيد، خصوصًا في سياق العمل الحر. لأنني أنعم بهدوء كبير فيما يتعلّق بالبيت والشارع، حيث الهدوء الذي يخيّم على كل الأجواء ويفرضه العيد بعد مرور الليلة الأولى واليوم الأوّل. وعليه، أجدها فرصة كبيرة للغاية للتعامل مع مختلف الأعمال المؤجّلة، وكي نسبق مختلف أشكال التأخير الذي قد يفرضه علينا تراكم الأعمال في الفترة المضغوطة قبل هلول العيد.
من الجهة الأخرى، لنتعامل مع الأمر بانسيابيّة فيما يتعلّق بالعلاقات العائليّة، لا مفرّ من أن نحتفظ بأوّل أيّام العيد كيوم إجازة وعطلة عن مختلف الأعمال، وذلك إيمانًا منّا بالقيم الأسريّة والعائليّة وترسيخًا لها. من هنا يمكننا أن نحظى بتجربة عائلية ومهنية مريحة.
وكي نسبق مختلف أشكال التأخير
أحب هذا النوع من التفكير، حيث يجد بكل فرصة قد تُهدى كراحة مكسباً يمكن تحويله إلى مزيد من الراحة، راحة مضاعفة.
لا مفرّ من أن نحتفظ بأوّل أيّام العيد كيوم إجازة وعطلة عن مختلف الأعمال
يبدو هذا الكلام وهذا المصطلح "لا مفر" وكأنّ ما نفضّله حقيقةً هو العمل لا الجلوس مع العائلة والأصدقاء، هل تعتقد أن من الأفضل علينا دائماً القيام بما نريد فعلاً دون أي محاباة أو القيام بما يجب أن نقوم به أو ما يُتوقّع أن نقوم به؟
لا أعتقد أنً الأمر يمثل كبير مشكلة وخاصة أنً أهلينا يعرفون عن عملنا وما هو مطلوب منا. وكذلك لا أجد العمل الحر يلزمنا كما يلزمنا العمل الأعتيادي الذي يحتاج إلى انتقال وتغير مكان. يعني أول يوم في العيد نقضيه عادةً مع الأقربين في فترة النهار ثم إذا جنًنا الليل فبإمكاننا أن نخلو بأنفسنا و نعمل. ما أحبه في العمل الحر الأريحيًة الموجودة فيه بحيث يمكننا أن نعمل و نكون في جو البيت ومع العائلة. يمككني كذلك أن أعمل على ملف ما و أترك ما في يدي وأخرج أتحدث إلى أقاربي بعض الوقت ثم أدخل لأكمل ما بدأته.
وكذلك لا أجد العمل الحر يلزمنا كما يلزمنا العمل الأعتيادي
العمل الحر وكوني مستقل هو أكثر أمر قد يجبرني على العمل أثناء العيد، المشاريع التي نفتحها والاتفاقيات التي نمضي عليها وبخاصة مثلاً لو كنت كاتب محتوى تُنشئ محتوى لشركة أثناء العيد بشكل تفاعلي يحتاج لجلوسك أمام اللابتوب، العمل الحر بالتزامه ومشاريعه المحددة ضمن اطارات زمنية هو أكبر مُلزم أحياناً للعمل أثناء العيد بعكس الشركة التي قد تطلب التفرّغ منها بسهولة.
نعم, حينما تلتزم باعمال لابد أن تنجزها في وقتها كما التزمت و اتفقت. ولكن ما أقصده أن العمل الحر سُمي حراً لانه ليس له وقت محدد أو مكان محدد أو طلايقة واحدة للتنفيذ. وأنا قبل العيد بأسبوع أو كثر لم أحاول أن ألتزم بأعمال حتى لا يحول ذلك دون قضاء وقت العيد مع أهلي وبين عائلتي. كان علينا أن نعمل حساب ذلك. وحتى إن جائنا عمل و وافقنا عليه يمكننا أن نتحدث إلى العملاء ونفهم ظروفنا.
وافقنا عليه يمكننا أن نتحدث إلى العملاء ونفهم ظروفنا.
أشعر بأن هذا الشطر الأخير الذي كتبته حضرتك لا بد وأنه سيكبدنا خسارات كثيرة على مستوى السمعة، برأيي الشخصي لا يوجد أي عميل يقدّر أي شيء على حساب ما يريد هو وعلى حساب الإطار الزمني المتوقع لإنهاء العمل منّا، لذلك قد يقبل الآن ويجعلك تخسر العمل معه مستقبلاً، أقول لك ذلك لكي تضع هذا المعيار ضمن إطار تفكيرك دائماً بالمسألة.
برأيي الشخصي لا يوجد أي عميل يقدّر أي شيء على حساب ما يريد هو وعلى حساب الإطار الزمني المتوقع لإنهاء العمل منّا،
أتفق معك يا صديقي؛ وبرأيي هذه واحدة من مشاكل أو من طبيعة العمل الحر المُشكلة. لماذا؟ لأننا في العمل الاعتيادي نلتقي بالمدراء و المسؤولين وجهاً لوجه ونحادثهم وتلتقي أعيننا و يفعل اللقاء الجسدي فعله الخطير في مدى التفاهم ومدى الصدقية التي يشعر بها المسيولون ولذلك فقد يتم التفاوض و الرضا عن طيب نفس وخاطر بشان إجازة أو بشأن تأخير أو أي شئ آخر مما يكون في الأعياد و المناسبات وخلافه. أما في العمل الحر فإننا نفقد وسائل التواصل و الحميمية تلك التي تمكننا من ذلك.
بالفعل فإن فترة الأعياد هي الفترة التي تمتحن صبرنا واضطرارنا للالتزام بزيارات في العادة لا نكون ملزمين بها. ولكن مجاراة للعادة التي تفرض علينا زيارة الأقاراب ومدارة لأهلنا فإننا نقوم بما لا نحب. وتجبنا للضعوطات النفسية التي قد تحصل معنا فقد قمت بعمل برنامج خاص للأعياد . ففي اليومين الأولين أقوم بزيارة الأهل والأقارب وفي اليومين التاليين أقوم بالخروج إلى الأماكن التي أحب مثل إلى الجبل أو البحر . وأجد بالفعل أنني أرتاح لدى تطبيقي لهذا البرنامج إذ أنني من ناحية لا أقصر بالتزاماتي ومن ناحية أخرى أرفه عن نفسي.
أرجو أن لا تتخلي أبدا عن زيارة الأهل والأقارب. هذا هو العيد كله. في مجتمع يقدر الوحدة، والانعزالية، أرجو أن تعيدي التفكير فيهما، وأن تجدي المتعة، والسعادة في لحظات تقضيها مع الأحباب. ولا أحد يعلم ما يخبئه الغد.
خذي تعليقي كعلامة لك على أن تحاولي الاستمتاع بلمة العائلة هذا العيد، وأن تُسعدي الصغار بالعيديات، والحلوى، وأن تؤنسي وحشة الكبار.
من الآن مهد لهم الأمر وأخبرهم بوضع عملك في العيد وأنك لن تكون مُتاح ومُتفرغ كليًا خلال إجازة العيد مثل الجميع عليك عمل يجب إنجازه، وأيضًا بالعادة أنت بالطبع لا تعمل 24\7 ويوجد أوقات فراغ حاول ملائمة وقت عملك وفراغك بطريقة تنجز ما عليك من عمل وتؤدي مراسم العيد والأمور التي يطلبوها أهلك منك.
بالعادة أحب العمل في الأعياد وأخذ إجازة بعد العيد عكس الجميع، لأنه في الحالتين أجواء العيد وضجيج الشوارع ولا يوجد راحة أو هدوء فأفضل الاستمتاع بالهدوء بعد العيد، لكن هذه المرة يبدو أنني يأفعل العكس.
أحب هذه الأفكار العملية المطروحة فعلاً خاصّة فكرة التمهيد لهم قبل العيد أو أخذ إجازة بعد العيد، لذلك خطر على بالي أمر: هل كسر التوقّعات يمكن أن يضايقهم؟ ماذا لو قلت لهم أنّ مشوارنا أو متعتنا ستمون باليوم الفلاني بعد العيد؟ هل القيام بهذا الأمر يجعلني أخسر متعتهم بشكل أكيد ولا أفاد أي شيء من هذا الأمر؟ بمعنى ما الأفضل: التقيّد دائماً بالمتوقّع مني أو القيام بما هو أفضل لجميعنا؟
منذ سنوات جربت العمل في يوم العيد، الأمر متعب ولكنه يختبر قدرتنا ومدى تحملنا للمسؤولية وادراتنا للأوقاتنا، اغلبية الساعات التي اخصصها للعمل يوم العيد تكون اما في اوقات يكون الكل نيام في الصباح الباكر او بعد الظهيرة واحيانا في الليل، ولكن الساعات التي اعمل عليها يوم العيد احيانا لا تتجاوز 4 ساعات مقسمة بين أوقات النهار، الانتاجية تكون منخفظة قليلا ولكن استمرارية العمل هي الأمر المهم التي احرص عليه حينها.
لذلك يمكننا التخطيط مسبقًا ومحاولة إكمال أكبر قدر ممكن من العمل قبل يوم العيد حتى نتمكن منا ادراة حجم العمل الذي يتعين علينا القيام به.
ولكنه يختبر قدرتنا ومدى تحملنا للمسؤولية وادراتنا للأوقاتنا
لقد سمعت هذا الكلام عدّة مرات من عدة مستقلين وأصدقاء، وللثراحة حتى أنا لفترة من الوقت كنت أردده كثيراً ولكن استوقفني أمر مرّةً، خاطر خطر لي فجأة: من أجل ماذا نختبر قدراتنا؟ ولماذا نريد التأكد من احتمالنا للمسؤولية؟ ولكن نقوم بهذه الأمور النفسية أصلاً؟ هذه أسئلة قد أجبت عنها أنا سابقاً ولكن مهتم أكثر بخواطرك وإجابتك الخاصة أكثر.
أجد يا ضياء أن العمل يمكنه الانتظار قليلًا وخصوصًا في أيام تتوقع الأسرة البهجة بها وبالأخص لو كان المستقل أمًا أو أبًا فهناك أطفال بحاجة للشعور بسعادة وتفرغ والداهم لهم.
يمكن التفرغ ليوم واحد فقط ومن ثم العودة لما أنت عليه من أعمال.
كلّنا نتفق على ذلك ولكن مضغوطيات العمل والأهم: تعهداتنا المرتبطة بإطارات زمنية محددة هي ما تعرقل هذا الأمر الذي نتفق عليه.
يبدو أنه من جميع الاجابات أنه لا مفر من التضحية أحياناً بمكاسب العمل المادية وبعض السمعة من أجل لحظات قد لا تنسى مع العائلة في المستقبل.
ليتنا كنا نملك حلول فيها خسارات أقل لتبنّيها فوراً.
التعليقات