تراودني الكثير من المخاوف في مجال عملي ضمن الكتابة كل فترة، بعضها أستطيع التغلّب عليه بخطط والبعض الآخر بتغيّر الظروف وأنت؟ ما هي أكبر مخاوفك في مجال عملك؟
ما هي أكبر مخاوفك في مجال عملك؟
الحقيقة هي ليست مخاوف بقدر ما هي تحديات بالنسبة لي. عودتني تجربة الأيام ألا أخاف من شيئ لأن مغظم مخاوفنا تكون مجرد توهمات تقلل من إمكانيات العمل لدينا. أما التحديات فهي الوقت المحدود جدا مقابل ما أريد أن أنجزه. هناك الكثير مما أحب أن أقرأه وليست فقط قراءة بالمعنى الذي نعرفه ولكن مطالعة (Perusal) أو قراءة تأملية هادئة. ولكن الوقت ومشاغل الحياة تشغلني عن ذلك. ولذلك أرى أن الأولى أن نبدأ بالأولى و الألصق بحاجاتنا الضروية و ندع تلك الترفية إلى أن يحيت وقتها.
ولذلك أرى أن الأولى أن نبدأ بالأولى و الألصق بحاجاتنا الضروية و ندع تلك الترفية إلى أن يحيت وقتها.
في حال كنت حضرتك تقصد أنّ المطالعة هي هذا الترفيه، فلا أعتقد أنّك قد أصبت في هذا الأمر، المطالعة، القراءة بشكل عام هي من أكثر الأمور ضرورية على الإطلاق، لا يمكنني أن أبني أي شيء على حياتي إلا بناءً على هذه العادة، أعاني كثيراً من ضيق الوقت على أنني أفرّغ لهذا الأمر وقتاً إجبارياً لاتمام الأمر، ولو 5 صفحات فقط باليوم.
أعترف بأن القراءة يجب أن تكون أمراً لا زماً وليس ترفياً وهذا ما أقوله لمن هم حولي وأعتقد فيه صراحةً. ولكن, هناك من الأولويات ما لا يمكن تأخيره بحال. فأحياناً لا أجد وقتاً وخاصة في رمضان للنوم. هناك قائمة من الكتب أحب أن أقرأها ولكن نظراً لطبيعة عملي بالتدريس فهو يتطلب مني أشياء أحضرها معظم أيام الأسبوع إضافة إلى باقي المهام. قد لا أجد وقتاً إلا في الخارج.
ما هي أكبر مخاوفك في مجال عملك؟
مثل هذه الأسئلة تجعلني أواجه نفسي بأمور لا أحب أن أواجهها بها؛ فأنا أكتفي بإخبار نفسي بأن مخاوفي غير حقيقية ولا داعي لرسم سيناريوهات غير حقيقية أو الخوف من الأمر قبل وقوعه. لكن من أكثر مخاوفي أن عملي مشروط بوجود صحتي، هذه حقيقة. فإن حدث وخسرتها أو ضعفت فإن عملي سيتخلى عني. الحياة نفسها ستتخلى عني. هذا يمثل هاجس بالنسبة لي.
ماذا عن حضرتك؟ ما هي أكبر مخاوفك؟
الأمر بسيط بالنسبة لحضرتك برأيي، لإنّ حلّه أمر مقبول نسبياً، جرّبي في بداية الأمر أن تتواصلي مع شركات التأمين، ربما لمجرّد أنّك مشتركة في مجال تأمين صحّي سوف يخفف جداً من هذه المشاعر، هناك العديد من البرامج قليلة التكلفة والتي تغطّي فعلاً نسب كبيرة من أي علاج، هذه الأمر سيخدمك في هذه القضية ويسبب علة منطقية لتوقّف التفكير على الأقل بالموضوع.
. لكن من أكثر مخاوفي أن عملي مشروط بوجود صحتي، هذه حقيقة. فإن حدث وخسرتها أو ضعفت فإن عملي سيتخلى عني.
صدقت القول يا رغدة، الصحة هي كل شئ للانسان، انا ايضا افكر في هذا الأمر، ومن هنا يجب علي أن أبذل قصارى جهدي للحفاظ على صحتي، بما فيها الاهتمام بالتغذية الصحية وممارسة الرياضة وتقليل التوتر والقلق. ولكن في نفس الوقت، يجب علي أن أكون على علم بأن الحفاظ على الصحة ليس في يدي فقط، بل يتطلب تعاوناً من الآخرين وقبول الدعم المتاح من محيطنا ايضا.
مخاوفي الكبرى في مجال العملي هو تآكل مهارتي. هذا مصطلح ابتكرته للمخاوف التي تعتريني طيلة الوقت من مهنتي، حيث أنني أسعى دائمًا إلى صقل هذه المهارة بالمزيد من التطويرات. التعامل مع مهارتنا يتطلّب التطوير المستمر. لذلك يصيبني كابوس محنة احتراق هذه المهارة بعد فترة من الوقت. لأن مجال الأعمال التقنيّة مجال متسارع إلى أبعد حدٍّ. وبالتالي فالأمر غير ممهّد على الإطلاق. وبما أنني أعمل من خلال مسار العمل الحر المهني، فالمتطلّبات ترتفع في هذا الصدد. لأن غزارة الفرص لدي تقوم على العرض والطلب في المقام الأوّل.
فعلاً هذا الأمر مخيف ويتعرض له الكثير من الشبّان حالياً العاملين على تأسيس مراكزهم الثابتة في الحياة ضمن العمل، ولذلك أول ما يطالبون به أنفسهم بنظرة مستقبلية آمنة لمستقبل العمل هم نحن. لكن هذا غير منطقي بالمرة، لماذا؟ أنت بمجرّد أن تمضي جل أيامك في تدرّب وخبرة وإطلاع، لا يمكن لأي شخص أن يسبقك بفارق مسافات قد تلغي عملك، إنما قد يسبقك لتصير أعمالك بجودة أقل بقليل فقط. سر القضاء على هذا الخوف برأيي هو: التعلم المستمر.
بالتأكيد لكل منا مخاوفه في مجال العمل، وربما تكون هذه المخاوف في كثير من الأحيان دافعاً كبيراً للشخص للتفاني والإخلاص والعمل بروح المحارب! ومن أشهر هذه المخاوف هو الخوف من الاستغناء، عبر إيجاد بديل يقوم بنفس الأعمال ويأخذ محل الموظف تدريجياً.
أذكر على سبيل المثال أن حارس كرة القدم السابق بفريق الأهلي المصري "عصام الحضري" قد تراجع مستواه قليلاً في أحد المواسم، فكان من إدارة النادي أن تعاقدت مع حارس احتياطي شهير لا أذكر اسمه، فكانت النتيجة أن كسب الأهلي حارساً جديداً استثنائياً يدعى "عصام الحضري"! لقد استبسل عصام في التدريبات وزاد مستواه بشكل غير معتاد، وبقى الحارس الآخر على دكة البدلاء طوال الموسم إلى أن رحل في الموسم التالي!
لا أنكر أنني قد واجهت هذا النوع من المخاوف خلال فترة من فترات عملي، ولكنني ولله وحده الفضل والمنة، استطعت تطويع هذا الخوف والاستفادة منه عبر تطوير قدراتي والتميز في منطقة معينة من العمل لا يستطيع غيري التعامل معها بنفس درجة الخبرة، مما أكسب وظيفتي استقراراً جيداً، وباءت محاولات أصحاب العمل استبدالي بأشخاص جدد يتقاضون رواتب أقل بالفشل، لقد كان الأمر صعباً حقاً وكانت لحظات عصيبة في العمل لكن مع التوكل على الله أولاً ثم الصبر والاجتهاد والسعي تمر الأزمات على خير وتزداد المنفعة بشكل كبير.
أعتقد أنّك فعلاً يا أحمد تعرف نقطة ضعفك وخوفك وتعرف حلّها بالمقابل، أنا متفق مع حضرتك جداً في مسألة أنّ الاستغناء دائماً ما يكون لـ استبدال المستقل بشخص أحسن مثلاً. إذا لتبقى على حالة مستقرة وراضية عليك برأيي:
- محاولة تطوير نفسك بشكل مستمر لكي تصير شخص غير قابل للاستبدال.
- التحضّر الدائم لأي استغناء مفاجئ، أي وضع خطط احتياطية للتعامل مع الطرد أو الاستغناء المفاحئ.
أكبر مخاوفي هي أن لا أستطيع تقديم ما يجب تقديمه كي يرقى إلى أن يكون عملا مميزا,. ولكن مع الوقت فقد خفت حدة حدة هذا الخوف وذلك من خلال تذكير نفسي دائما أن لا شيء ممتاز وكامل ولكننا نسعى إلى تقديم عمل مميز والمميز لا يعني الكامل. وأما الأمر الآخر الذي ساعدني في التغلب على هذا الخوف فهو أن أعمل في المجالات التي تتناسب تماما مع مهاراتي وكفائتي والابتعاد عن أي مجال قد لا يتطابق مع كفائتي. فاحتمال النجاح في المجال الذي ننقنه مرتع جدا أمام احتمال النجاح في عمل لا خبرة ولا مهارة لنا في إنجازه. والأهم أنني أثق بنفسي وقدراتي وهو ما يساعدني دائما في التغلب على مخاوفي الكبرى بشكل عام وعلى خوفي من الفشل من جهة أخرى. فختى لو لم أنجح في أمر فأنا أتعلم وقد تكون أحيانا كلفة التعلم مرتفعة.
أكبر مخاوفي هي أن لا أستطيع تقديم ما يجب تقديمه كي يرقى إلى أن يكون عملا مميزا
هذا أمر غير واقعي بالمرّة، لا يوجد شيء كامل، نحن نحاول في أعمالنا الوصول إلى الاكتمال لا الكمال، يطرح هذه القضية الدكتور جوردان بيترسون على طلابه ويقول أنّ هناك نسب كبيرة منهم يعملون على تسليم واجباتهم الكتابية فارغة بحجة أنّهم لا يعرفون كيف يكتبون موضوعاً لم يحيطوا به بمئات الكتب!
يقول لهم اكتبوا أوّلاً وطوّروا ثانياً، لإنّ الـ c كدرجة دائماً أفضل من F.
بالنسبة لي أكبر مخاوفي في العمل هي أن تكون مهارتي وخبرتي لا تكفي للمشروع الذي أعمل عليه، بأن ما أقدمه ليس جيد كفاية، أو أن أعتقد بيني وبين نفسي أنني قدمت أفضل عمل ولدى المدير أو صاحب المشروع كان عادي أو دون المستوى، لذلك دائمًا ما أحاول تقديم الأفضل والتركيز على نقاط ضعفي العملية وتحسينها، متابعة المجال وآخر الأحداث لأكون على علم مسبق ومحاولة تعلمه والتكييف معه.
بالنسبة لي أكبر مخاوفي في العمل هي أن تكون مهارتي وخبرتي لا تكفي للمشروع الذي أعمل عليه، بأن ما أقدمه ليس جيد كفاي
هذا النوع من أنواع الخوف يتلاشى برأيي عبر القيام بخطوتين، الأولى: يجب على المستقل أن يقرأ جيداً ما هو المشروع الذي يقبل عليه، أن يفهم كل تفصيله به قبل قبوله، هذا يحمي وينفع أن يكون فلترة أولية للمشاريع، ثانياً: تفنيد ما الذي تملكينه من مهارات حقيقية، كيف يكون ذلك؟ بدلاً من أن تقولي مثلاً أنّك كاتبة محتوى، هكذا بشكل عام، فصّلي عوضاً عن ذلك، أكتب مقالات مثلاً من 1000 كلمة ل 2000 عادةً، عندي مهارات بحث أكاديمية، أتقن الـ seo.. إلخ هذا التفصيل سيجعل كل المعايير التي تقابلينها في وصف الأعمال قادرة على القول بأنّها تطابق ما تعرفين أو لا بلحظة.
في الحقيقة ليست لدي مخاوف من ناحية العمل في الفترة الحالية، لان جل مخاوفي متجهة صوب مجالي العلمي والدراسي، ولكن على العموم يمكن تصنيف المخاوف الشائعة في معظم مجالات العمل في قائمة تشمل القلق بشأن الوظيفة، والاستقرار المالي، والتوازن بين الحياة الشخصية والعمل، والضغط النفسي الناجم عن العمل.
ومن بين هذه المخاوف، يشعر العديد من العاملين بالقلق بشأن مدى استمرارية عملهم وإمكانية الحصول على فرص عمل أخرى في حالة حدوث أي تغييرات في الشركة التي يعملون بها. كما أن القلق بشأن المستقبل المالي يمثل مصدر قلق آخر، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها العالم في الوقت الحالي.
وقد يشكو العديد من العاملين من صعوبة التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، ويعانون من الشعور بأن العمل يستهلك معظم وقتهم وطاقتهم، مما يجعلهم غير قادرين على الاهتمام بأمورهم الشخصية.
والاستقرار المالي
يبدو أنّ كل مشاكلك متعلّقة بأمر واحد لم تذكريه حضرتك بشكل مباشر: المستقبل. لديك إدارة قلقة بشأن مصيرك في المستقبل من الأيام سواء على الصعيد المهني أو الشخصي. لذلك أقترح على حضرتك أن تفهمي المعادلة التالية: لا يوجد عذاب ماضي إلا بندم، ولا عذاب مستقبل إلّا بأمل - يقرر هذا الأمر الرائع إيكهارت تولِ في كتابه قوّة الآن ويعطي الكثير من الاستراتيجيات الناجحة لإدارة النفسية والعقل أثناء العمل بحيث تقدرين على أن تجبريه على الدخول ضمن حيّز الآن، الحاضر (الذي تعملين فيه بطبيعة الحال على تطوير مهاراتك وشخصيتك باستمرار).
التعليقات