استغرب عندما أشاهد كيف أن المشجعين يصرخون ويبكون على مباريات لا تعنينهم أبدًا، لماذا كل هذا الانغماس؟ هل هنالك تفسير منطقي لما يحدث؟
على إثر المونديال، لماذا نتفاعل مع مباريات لا تعنينا أبدًا؟
تؤثر مشاهدة مبارايات كرة القدم على العمليات الكميائية التى تحدث فى المخ ، فأثناء مشاهدة مباراة تقوم مجموعة خلايا فى المخ يطلق عليها " الخلايا العصبية المراتية " بالتضخم ، وحيث أنها الخلايا المسئولة عن جعلنا نشعر بالتعاطف مع مشاعر الاخرين وجعلنا نضع أنفسنا مكان الاخرين ونشعر بما يمروا به ، فهذا يفسر لنا حجم التأثر والإنفغال الذى نشعر به أثناء مشاهدة المبارايات .
والأمر ينطبق علينا سواء كنا نشاهد فريق منتخبا ، أو فريق نشجعه ،خاصة إذا كان به لاعب نحبه ونتابع مباراياته ، ونظرا لتلك العملية ، فإننا جسمنا يفرز هرمونات مختلفة فى حالة الفوز أو الخسارة بنفس الشكل إذا ما كانت المباراة لفريق منتخبه أو ناديه أو لا .... التفاعل يحدث مع عملية اللعب نفسها .
@jawad_x @alyfarghaly هذا التفسير الذي كنت ابحث عنه من طرحي لهذا السؤال
مجموعة خلايا في المخ يطلق عليها " الخلايا العصبية المرآتية " بالتضخم ، وحيث أنها الخلايا المسؤولة عن جعلنا نشعر بالتعاطف مع مشاعر الآخرين وجعلنا نضع أنفسنا مكان الآخرين ونشعر بما يمروا به
هذا الموقف ليس في كرة القدم وإنما في مختلف المواقف التي نمر بها وطريقة تفاعلنا معها، ممكن الموقف يكون إيجابي أو سلبيا حتى في الآلام والمسلسلات التي نعلم بأنها غير واقعية نجد أنفسنا نتفاعل معها ونتفاعل مع الموسيقى المتواجدة في المشهد، العديد من المشاهد التي تم عرضها على المتابع بدون تلك الموسيقى لم يحدث فيها التفاعل مثلما حدث مع وجود الموسيقى.
اهتمامات الأشخاص تختلف، ممكن أن أحدهم يشجع ويتابع هذا الفريق من فترة طويلة، ممكن الفريق كامل أو بعض لاعبين، يشعرون بالانتماء، أما بالنسبة لأشخاص لا يتابعون بالعادة فهذا لأنه حدث عالمي ولا يحدث كثيرًا.
بالنسبة للتفاعل والانغماس في جو المباريات أعتقد أنه يكون طبيعة الأفراد نفسهم يتحمسون في كل شيء، إضافة إلى أن جو المباريات حماسي وعند مشاهدته مع مجموعة يتفاعلون جميعهم ويشجعون بعضهم ويرتفع الإدرنالين وهكذا يصبح الجو العام.
لا أعتقدأن هناك سبب منطقي بالكامل.
التعبير عن الفرحة والحب الشديد للكرة القدم هي من تجعل المشجعين ببكون عليها، خصوصا الجمهور العربي لديه ارتباط وثيق وحب شديد لكرة القدم، والأمر ليس عيب اطلاقا بل أحيانا يعبر عن حب الوطن وروح الانتماء، ولكن السئ في الأمر عندما لا يتقبل المشجع الهزيمة التي تعرض لها فريقه يكسر يشتم كل من يجده أمامه، وهنا الأمر خطير للغاية، وقد يتفاقم الأمر لدرجة ن يحدث صراع دولة بين فريقين، لذلك كرة القدم قد تجمع الأعداء في ملعب واحد، وقد تفرق بين الأحباب كما شاهدنا في الأونة الأخيرة.
لو نظرنا للأمر علميًا سنجد بأن التفاعلات التي تحدث في الدماغ لها دورٌ في ذلك، هي رمن تجعل الشخص يتفاعل مع المباريات وما يحدث في الميدان.
فمثلا في دراسة حديثة تناولت الامر وجدت أنّ ما يسمى ب "خلايا الأعصاب المرآتية" تلعب دورًا مهمًا في مساعدة المشاهد والمتفاعل على إدراك ما يشعر به الآخرون وفقًا للدراسة والخبير الذي قام بها "ديفي ايزل "
على أي أساس حكمت أنها لا تعنيهم أبدا؟
أنت على ما أظن تأخذ المسألة بناء على الجنسية, أو الدين أو العرق "بما أنه ليس فريق بلدي فلا يعنيني" هذه تمثل رغباتك الشخصية ومايعنيك أنت وليس بالضرورة أن يطال الجميع, لكل إنتماؤه فقد يشجع الافريقي فريقا افريقيا ضد أوروبي ويشعر أنه يعنيه بشدة وقد يشجع اليهودي الأمريكي فريقا يهوديا ضد بلده أمريكا.
من جهة أخرى كرة القدم مجرد لعبة ووسيلة ترفيه وليست حربا, فعادي جدا أن يختار شخص ما فريقا يشجعه وينغمس معه لأنه يرغب في متعة التشجيع والحماس والترقب بعيدا عن أي إنتماءات.
في السياق نفسه، لا أتفق مع طرحك لسبب آخر غير كرة القدم، وهو التمييز على أساس قيمة النشاط. كي يبدو كلامي واضحًا، ما أعنيه بهذا أننا بشكل عام نفعل الشيء نفسه مع أي شيء في الحياة تقريبًا، فالانفعال مع مشاعر العمل السينمائي على سبيل المثال التي قد تدفع أحدهم للبكاء هي نشاط قائم على الكذب في النهاية بمعناه التقليدي، وبالتالي فهي لا تستند على الوقائع. لذلك إذا ما بدأن في التفسير بواقع الأشياء هنا، ستسقط صفة الفن من على العمل. هذا هو تمامًا ما يجب أن نطبّقه على الرياضة والتسلية بشكل عام، لا يجب علينا أن نحكم على شيء قائم على المشاعر الغريزية، مثل اللعب وكرة القدم، على شيء واقعي بحت يتمثّل في الانحياز العرقي أو الجغرافي أو أي شيء آخر.
ا، فالانفعال مع مشاعر العمل السينمائي على سبيل المثال التي قد تدفع أحدهم للبكاء هي نشاط قائم على الكذب في النهاية بمعناه التقليدي،
سواء في السينما أو حتى في المباريات وغيره من الفعاليات التي تجعلنا نبكي ونصرح وخلافه، هنالك أسباب منطقية وهذا ما قلته لجواد، لهذا طرحته سؤالي لمعرفة هذا الأسباب سواء كانت مبنية على أسباب علمية أو نفسية و غيره!
الأمر غير قابل للقياس بهذه الطريقة ولا بأيّ حال من الأحوال، هذه مغالطة منطقيّة واضحة، كرة القدم حدث عالمي، يُحرّك العالم كلّه، وإلّا يفقد بذلك حسّه العالمي، الأمر أشبه بأن يقول أحدهم، لماذا يترقّب العالم استعمار الأمريكي لكوكب المريخ أو أي كوكب آخر؟ لماذا يفرح حين وصل إلى القمر؟ لإنّ هذا الأمر بعالميّته ينتزع منه القوميّة، يصبح حدث عالمي يُحرّك العالم كلّه، يلغي الحدود ويفرض ترابطاً اجتماعياً واحداً باسم آخر غير القوميات، باسم الإنسانيّة، فما بالك إن كان الحدث يفرض فرحاً ويقرر منافسة شريفة؟ الأمر يصبح بذلك أكبر من أيّ إطار
لعبة كرة القدم، هي لعبة شعبية عالمية بامتياز، حيث نراها تحظى باهتمام بالغ ومتابعة عالية من طرف الشعوب في كل بلدان الدنيا.
وكأس العالم لكرة القدم، هو عرس رياضي عالمي يعرض الفرجة في إطار تنافسي شريف، لا بد وأن يولد الحماس والتفاعل والانفعال لدى الجماهير المحبة لهذه اللعبة الساحرة. بغض النظر عن أننا نتابع مباراة لفريقنا الوطني أو لا. الأمر يفوق الانتماء.
من منظور آخر, يمكننا الدخول الى باطن المشجع ودراسه افكاره ومشاعره الواعية وغير الواعية لمعرفة الدافع والسبب الذي يضعه في هذا الموقف.
فريق البلد لا يعلب... اذا ليس هناك من اشجعه
من يلعب اليوم؟ هل هناك من اود ان يربح من هذين الفريقين؟ لا
اذا هل هناك من اوده ان يخسر, بناء على احقاد قديمة, عداوات, تفضيلات شخصية, شماتة, تسلية؟ نعم
اذا اصبح لدينا قضية... ثم هناك منظور "المقامرة"
الرهان حول المستقبل. ليس هناك اي شيء يضاهي كرة القدم سوى الرهان والمقامرة. هي لعبة ممتعة حيث تستطيع ان تراهن على شيء و تترك لهرمونات المغامرة والاثارة بأن تشدك معها صوب ادمان رائع وجميل لا يضاهيه ادمان. مع كل هجمة يصبح هناك افراز هرمون دوبامين "اقترب الفوز" ومع كل هجمة مضادة افراز عالي لل "ادرينالين" نجونا بأعجوبة. وهكذا. بين صراع الهرمونات تكون مبارة كرة القدم تجربة مختلفة لمن يغوص ويسبح معها. هذا لمن كان يشاهد من المنزل.
في الملاعب هناك امور اخرى اهم تجذب الانسان. مثل الاحساس والحاجة الى الانتماء والسير مع القطيع. سمة متأصلة في الجينات الانسانية. لذا تخيل لو ان هناك احتفال ما وراء الباب. لا يعنيك بشيء. ولكن الكل مدعوون هل ستخرج؟ بالطبع سنخرج ونشارك بهذا الاحتفال ونفرح كما لو كان يخصنا.
التعليقات