يقال إن تقديم النصيحة فن؛ فهي تتطلب فهم الشخص الذي توجه له النصيحة، وتقديمها بطريقة ملائمة. شاركونا بأفضل النصائح التي قدمتموها، وكيف أثرت على متلقًّيها.
ما هي أكثر نصيحة قدمتها لشخص آخر وكانت لها أثر إيجابي عليه؟
شاركونا بأفضل النصائح التي قدمتموها
أفضل نصيحة هي "ابدأ بنفسك وانشغل بذاتك عن الآخرين" بمجرد أن يبدأ الفرد منا بتطبيق هذه النصيحة سيجد نفسه يحقق الكثير من النجاحات، وفي نفس الوقت سيخف لديه الشعور بالتوتر والقلق بشأن من حوله من أشخاص، لن يسأل نفسه ماذا فعلوا؟ ولماذا؟ هل يقصدون الإساءة؟ ماذا أفعل لنيل رضاهم؟ جميع هذه التساؤلات تسببت في إصابة الكثيرون بالاكتئاب بسبب رغبتهم المستمرة في الحصول على رضا الغير، فلا يجب أن يحصل الفرد سوى على رضا خالقه ثم والديه، وبعدها سييسر الله أموره ويسخر له أفضل البشر ليكونوا بجانبه دومًا.
هذه أحد النصائح الجيدة، ولكن القول فيها أسهل من الفعل للأسف. الكثير يقول لا أهتم بكلام الناس، ثم تنم تصرفاته على أنه يهتم به كثيرا، ويتخذ على أساسه قرارات مصيرية: كالزواج، والتعليم، وتربية الأولاد، وغيره. أظن الحل هو الشعور بأن هناك من هو أحق بأن ترضيه من كل هؤلاء، وأن ما يرضيه هو اتباع الحق وترك سيء الأخلاق.
لكن أعتقد أن هذه النصيحة بالتحديد إذا تم تطبيقها بشكل مبالغ فيه قد تؤدي إلى نتائج سلبية، نعم من المهم أن يركز الإنسان لإرضاء ونمو نفسه ولكن تجاهل الآخرين تمامًا.. سينفر الناس منه وقد يضايقهم، أحيانًا قد لا تلاحظ أنك بتصرفاتك الأنانية تؤذي من حولك، الوالدان مثلاً، أو الأصدقاء سيشعرون بشيء من عدم التقدير إذا تم تجاهل آرائهم ونصائحهم.
أفهم وجهة نظرك، وأريد مشاركة قاعدة عامة أتبعها، وهي أننا جميعا كبشر مولودين طبيعيا على جانب من جانبين، وكلاهما خطأ، والصواب هو الوسط. فبعضنا طبيعته تجاهل الناس، وبعضنا طبيعته الاهتمام برأيهم، وكلاهما خطأ. والصواب: الاهتمام بالناس، وعدمالسعي وراء نيل رضاهم. وعلى الطرفين الاقتراب من الوسط الذي هو صواب.
- فمن يتجاهل الناس، عليه أن يبدأ بالاستماع لما لديهم ليقولوه بصدر رحب. وأن يتقبل نصح من يحبه، وأن يشاور من حوله، ويريهم بأفعاله أنه يحبهم، ويستمع لرأيهم.
- ومن يغرق في آراء الناس فيه، عليه أن يرى أن الناس لا تجتمع على شخص أبدا، وأنه مهما فعل لن ينال رضا الجميع. سيظل هناك أناس يحبونه، وسيظل هناك أناس غير راضين عنه.
وهكذا في كل صفة من الصفات. فنجد الكرم وسطا بين البخل والتبذير. والشجاعة وسطا بين الجبن والتهور.
كان لي صديق دائمًا ما يسعى للإصلاح المجتمعي، لكن نصحته بالتوقف عن ذلك!
على الرغم من الغاية النبيلة التي يسعى إليها، إلا أنه لا يمتلك الأدوات اللازمة لفعل ذلك، المفاهيم التي يدعو إليها والأشياء التي يبذل جهده في الجدال عنها لا يُطبقها حتى على نفسه، بل إن ذلك الطريق يجعله شخصًا أسوأ من ناحية الخلق ويؤثر على كافة تفاصيل حياته بالسلب.
أخبرته أن الفضيلة ليست إدعاءً، بل نمط حية يتجلى في أفعالنا اليومية وتعاملنا مع الآخرين. التغيير الحقيقي يبدأ من النفس أولًا، ويجب أن تكون المبادئ التي ندعو إليها متجسدة في سلوكنا وقراراتنا الشخصية، أو حتى نقاربها متى استطعنا.
أخبرته أن الفضيلة ليست إدعاءً، بل نمط حية يتجلى في أفعالنا اليومية وتعاملنا مع الآخرين.
أتفق معك، أرجو أن يكون قد تقبل نصحك له.
من المهم أن يُصدّق الإنسان قوله فعله، وإلا فسيكون غير متسق مع ذاته. أتذكر أحد الصحابة حين سأله النبي ﷺ كيف أصبحت؟، قال : أصبحت مؤمنا حقا. قالﷺ: " إن لكل إيمان حقيقة ، فما حقيقة إيمانك؟ ". وهذا هو السؤال حقا. ما حقيقة ادعائك؟ هل تتبع ما تدعي أنك عليه أم لا.
التعليقات