أخبروني متى تكون صفة العند إيجابية ؟
كيف يكون العند إيجابي ؟
إيجابية حين يتم تقويمها وتوجيهها نحو غرس قيم الإصرار والعزيمة، وسلبية إن أخذت مجراها المنطقي نحو التكبر، والاستمتاع بكسر القيود لمجرد كسرها والشعور بالانتصار، لا للاختلاف مع حيثياتها.
والاستمتاع بكسر القيود لمجرد كسرها والشعور بالانتصار، لا للاختلاف مع حيثياتها.
مع مراعاة أن هذه مرحلة طبيعية وخصوصًا في فترة المراهقة، فالشخص يشعر أنه يريد أنi يكتشف الحياة من منظوره ومن خلال تجربته وليس من الإطار الضيق الخاص بحياة والديه فقط، لذا قد يكون الحل هنا هو استخدام أسلوب تربية قائم على إعطاء الأبناء فرصة لتجارب مختلفة في هذا السن ولكن ضمن حدود معينة مُتفق عليها، حتى لا يصل الابن لمرحلة من الكبت التي لا يفرق عندها بين الصواب والخطأ، هو فقط يريد كسر كل القيود كما ذكرت، وهذا هو معنى الاستقلالية بالنسبة له دون إدراك لأي نتائج سلبية لاحقة، وملحوظة هامة أخرى، دائمًا يُروج لمبدأ "التجربة" في هذا السن على أنها حق من حقوق أي ابن ويجب أن يكون له تجربة فريدة وغامضة تصنع له قصة يستطيع من خلالها أن يثير إعجاب من حوله.
دائمًا يُروج لمبدأ "التجربة" في هذا السن على أنها حق من حقوق أي ابن ويجب أن يكون له تجربة فريدة وغامضة تصنع له قصة يستطيع من خلالها إثارة أن يثير إعجاب من حوله.
مقترح عظيم فعلًا، لكنه يحتاج إلى آباء ذوي قلوب قوية كي يتركوا أبنائهم لتجربة فريدة وغريبة، فالحماية هي غريزة الأبوة الأساسية.
لكنه يحتاج إلى آباء ذوي قلوب قوية
الأمر لا يحتاج إلى أب جريء أو قاسي بل حكيم.
كانت هناك قصة لطفل مراهق تمرد مرة على أبيه وطلب أن يسافر إلى جدته التي تبعُد عنهم بالقطار 18 ساعة وكانت أول مرة يسافر فيها وحده، ومع إصراره وعناده وافق أبوه لكنه أعطاه ورقة وقال له: عندما تشعر بالخوف يا ولدي افتح هذه الورقة واقرأ ما فيها. ولم يذهب الأب معه ليرافقه في هذه الرحلة كما وعده.
فبينما هو بمنتصف الطريق أدركه الخوف وندم على عناده مع أبيه؛ لكنه أدرك كلام أبيه والورقة التي أعطاها له. فلما فتح الورقة ليخفف عن نفسه قرأ فيها: "اطمئن يا ولدي فأنا في العربة الأخيرة من القطار".
يجب أن يعطي الآباء لأبنائهم حريتهم الكاملة لأنه من حقهم لكن يجب أن يكون الوالد دائما في العربة الأخيرة يراقب ويحمي عن بُعد وإذا أدركك الخوف والتشتت ساعدك لتخرج من هذه المحنة.
"هل تعلم أنه تم ربط عناد الطفل بأنه علامة على قوة شخصيته في المستقبل" يقول الدكتور مصطفى أبو السعد أن الطفل العنيد الذي يجادل ويرفض الانصياع للاوامر وللأخر بصفة عامة، يستطيع بذلك العناد تقوية شخصيته وفرضها على الأخر، وكذلك التمسك بمبادئه وقيمه ولن يستطيع أن يؤثر عليه الأخر في المستقبل، كما أنه يستطيع قول "لا" للاشياء التي يراها منافية لطبيعته وقيمه التي ربي عليها، عكس الطفل الخانع المنصاع دائما لأوامر والديه والمحيط، فهو بذلك سهل عليه الانصياع لكل ما يصادفه من أفكار واقتراحات في رحلة الحياة والطالح فيها أكثر من الصالح.
حين يكون في أخذ الحق.
لأن الشخص إن سكت وخضع لمن يسلبه حقه، فسيعيش بهذا الشكل دائما، وعليه أن ينسى أن يتغير الحال للأفضل، فعليه أن يعند في طلب حقه ولا يسكت عنه.
صفة إيجابية عندما يكون غرضه هو الوصول لهدف محدد والإصرار على ذلك مهما تكبد الشخص من عناء، وحتى لو اضطر أن يواجه ظروف عسيرة وشخصيات محبطة له، هنا يكون تأثير العند إيجابي بالنسبة لصاحبه، ولكن يضع عليه حمل من ناحية أخرى، وهي تقبّل الضغط والتوتر بسبب اختلافه عمن حوله، ولأن سعيه بالنسبة لهم ولآرائهم قد يكون لا قيمة له.
ولأن سعيه بالنسبة لهم ولآرائهم قد يكون لا قيمة له.
وما شأنه بالأخرين، المهم هو النتيجة وهي التي ستحكم لصالحه وتبين لهم أنه في طريق صحيح، وأره ايجابيا حتى لو خرج منه بخسارة لأنه بذلك اكتسب تجربة تنفعه، وتعلم مهارة وخبرة ستساعده بالتأكيد في النجاح في المستقبل وقدرته على التحلي بالشجاعة لخوض التجارب، كما أن العناد صفة لصيقة بالثائر على المعتاد والباحث عن أفكار خارج القطيع.
التعليقات