لكلٍّ منّا شغفه الخاص. وعليه، فإننا في يومٍ من الأيّام، وبطريقةٍ أو بأخرى قد اكتشفنا بوادر ذلك الشغف.
شاركنا تجربتك من الذاكرة.. ما هي الهواية التي اكتشفتَ شغفك الشديد بها مصادفةً؟ وكيف حدث ذلك؟
تعلم اللغات هو أمر اكتشفته في وقت متأخر ربما حين بلغت السابعة عشر، حيث أنني أتمكن من حفظ الكثير من الكلمات باللغات المختلفة التي قد أصادفها في مشاهدتي للأفلام والمسلسلات وفي كل فترة تثير إعجابي لغة ما، فأضع كل جهدي فيها وأحاول تعلم الكثير و من ثم أعود للغة أخرى جديدة أستمتع باستكشافها
لدي صديقين يمتلكان الهواية نفسها يا زينة، حيث أنهما مغرمان بتعلّم تفاصيل حول مختلف اللغات، وبالفعل نجح كلاهما في تعلّم الإنجليزية بطلاقة بالإضافة إلى لغة أخرى، فأحدهما تعلّم الأسبانية والآخر تعلّم الفرنسية.
لكن من جهة أخرى، أريد أن أطرح عليك تساؤلًا مؤرّقًا بالنسبة إلي: هل يجب علينا أثناء تعلّم اللغات أن ننهي اللغة الأولى أولًا؟ ما أعنيه هنا هو أن أحد المعارف قد أخبرني أنني إذا ما تعلّمتُ الألمانية سيؤثر ذلك على جودة إنجليزيتي، وعلى الرغم من أنني منذ سنوات قد تعلّمت حتى مستوى A2 في الألمانية فإن هذا لم يحدث ولم تتأثر لغتي الإنجليزية على الإطلاق، فما رأيك في هذا الرأي؟
أنا لا أرى أن تعلم لغة ثالثة قد يؤثر على لغة أخرى، فتعلم الفرنسية في وقت سابق ساهم بشكل كبير في توسيع إدراكي للغة الانجليزية وتشكيل مقارنة دائمة في دماغي بين الكلمات المختلفة، نظرًا للتشابه بينهما في كثير من المفردات، واليوم وصلت لمستوى C2 باللغة الإنجليزية رغم تزامن ذلك مع تعلم التركية، ولذا فأنا لا أرى أن هذا يؤثر على اللغة، بل يسهل عملية التعلم كما حصل معي
حدث ذلك منذ ثلاثة أعوام، كان عمري ١٧ سنة، حين كنت أنشر على صفحتي المستعارة بعض الخواطر والموضوعات، واكتشفت أنها كانت تعجب أناساً أكبر مني سناً، وعلى قدر كبير من الثقافة ورجاحة العقل، فكنت أفرح بذلك وأستمر، إلى أن أخبرتني فتاة من السودان كانت من متابعي كتاباتي آنذاك أنني أُدعى "كاتب" فقلت لها أن هذا المسمى كبير جداً ولطالما أصابني بالرهبة، فقالت أن ما أنا عليه بداية للطريق الذي أراه عظيماً.
وكانت هذه المرة الأولى التي يطلق علي فيها أحدهم مصطلح "كاتب".
ومع استمرار التشجيع منهم وإعجابهم بالمحتوى الذي أقدمه، نصحني أكثر من شخص عزيز ان أكتب بشخصيتي الحقيقية دون أسماء وصور مستعارة، ففعلت ذلك بعد عام من الكتابة..وهذا من أكثر الأشياء التي فرقت معي كثيراً..ولا زلت أجني ثمارها بفضل توفيق الله ثم بفضل أولئك الذين لم يتوقفوا عن مساعدتي معنوياً ثم باستمراري وصبري وسعيي الدائم لتطوير نفسي يوماً بعد يوم.
تجربة رائعة فعلًا يا عبد الرحمن، فعلى الرغم من أنني احترفتُ الكتابة في سن مبكرة نسبيًا، فإنني لم أجرؤ على فكرة مشاركة ما أكتبه بسهولة، وهذا الأمر هو ما أخرني في عملية التسويق لعملي بشكل عام فيما بعد، حيث أنني استغرقتُ وقتًا ليس بالقليل كي أقوم بما قمت به أنت في هذا الصدد، وبالتالي لا أستطيع إلا أن أبدي إعجابي بما فعلته مبكرًا.
من جهة أخرى، ما هي أبرز طموحاتك خلال الفترة القادمة فيما يخص الكتابة والتسويق لمحتواك وممارستك فيها؟
سلمت يا علي على هذا الكلام..جزيت خيراً
ما هي أبرز طموحاتك خلال الفترة القادمة فيما يخص الكتابة والتسويق لمحتواك وممارستك فيها؟
طموحاتي في الفترة القادمة أن أنهي روايتي الأولى وأنشرها في دار نشر جيدة ثم أهتم بتقوية مهاراتي وإثراء فكري ولغتي أكثر للعمل على رواية ثانية إن شاء الله، فالتسويق لنفسي في الفترة الحالية ليس من أولوياتي ولكن في مرحلة لاحقة سأعمل جاهدا لأن تلقي كتاباتي رواجاً وانتشار اً واسعاً. بكل الطرق المتاحة أو أفضلها.
لم يخطر ببالي شيء
لأن الرسم كان منذ الصغر والكتابة جاءت يوماً ما ..
لا أعرف إن كان هذا سيفي بالغرض لأكتبه ولكن :
كنت أقرأ القصص والحكايات منذ الصغر وأتمتع أيضا بالمشاهدة , حين كبرت لم تعد قصص الاطفال تروقني , ولكن أيضا ليست كتب الكبار والروايات تجذبني لم أجربها أساساً , توقفت عن القراءة فترة ,لا أعرف ربما سنة سنتان , كنت حينها في الصف السادس حين إذن أخذت كتاباً كان أشبه بخواطر قصير وقرأته , ومن ثم لم أجد مثله في مكتبة المدرسة , إلا أن بالصدفة رأيت صديقتي تقرأ رواية من مكتبة المدرسة أيضاً وسألتها عنها وتبادر إلي أن أقرأها وكانت زميلتي في الصف ايضا قرأتها , المهم قرأتها وبعد ذلك أحببت الروايات , وتوغلت فيها , لأنني جربتها لمره في وقت لم أجربها فيه وتعرف في السابق نعتاد على صور مع الكتابه بما أننا أطفال هه , لربما يمكن أن تكون هذه صدفة لإعادة تجربة شغف القراءة..
ولكنني متأكدة حتى وإن لم يحدث ذلك , سأعود للقراءة بشكل أو بآخر لربما كان سيحدث الأمر بعد السادس وأكثر , ولكن الشخص الذي فيه شغف لشيء , سيعود إليه في نهاية المطاف وإن توقف لفترة . .
أحب كوني ولدت على حب القراءة بينما لا يقرأ أحد ما في عائلتي
أنا على عكسك يا صديقتي، فعلى الرغم من أنني قرأتُ في سن مبكرة، فإن من علّمني القراءة كان شقيق والدتي، حيث أنه منحني الرواية الأولى، وكانت رواية "زقاق المدق" للكاتب نجيب محفوظ، أول روائي أقرأ له. لكنه لم يكن الكتاب الأول، حيث أن الكتاب الأول الذي أمتلك نسخته حتى الآن هو كتاب الكاتبة القديرة سهير القلماوي، وهو كتاب مجموعة من المقالات والحكايا لها بعنوان "أحاديث جدّتي"، ومنختني أمي فكرة عن الكتاب وعن الكاتبة قبل أن أبدأه.
لا أعلم هل هي هواية أم مجرد تصرف طفولي قد يكون، ولكن في الحقيقة اكتشفت مؤخرًا أنني أمارس الخرابيش، سواء كان على الورق أو الجدران وحتى أحيانًا أمارسها على يدي:)
أما الهويات التي أمارسها منذ طفولتي هي الرسم، أعشق الالوان جدًا، لا يمكن أن يخلو مكتبي من الالوان المختلفة.
أيضًا هواية الطبخ جيدة بها، ولكن تعد هواية قديمة، كوني كنت أمارسها منذ الاعدادية.
لا يهم ما إن كانت هواية أو ممارسة طفولية يا هدى، فبما أنكِ تمارسين هذه العادة فإن جانب المتعة يتوافر في هذه الممارسة، وقد تكون هذه المتعة نواة لهواية حقيقية لها انعكاساتها في شخصيتك بشكل محدد.
وعلى الرغم من أنك ذكرتي الرسم في السطر الثالث، فإنني من بداية التعليق وقد أدركت أنكِ بالتأكيد تحبين الرسم، حتى وإن كنتِ لا تعلمين ذلك. هل تفكرين بأي شكل من الأشكال أن تصقلي هذه الموهبة؟
تعجبني كثيراََ تلك المشاركات يا علي التي نعود بها الي الماضي ؛ ففي عام 2016 كنت ولأول مرة اركب خيلاً فيها وقد أحببت هذه الهواية كثيرا لتصبح والي الان هوايتي المفضلة وتعلقي الشديد بها، حتي لانني أنتظر اوقات مناسبة لكي اذهب مسرعاً الي ركوب الخيل، فقد تكون هذه الهوايه بعيدة تماما عن شخصيتي فقد تكونت من أول مرة اركب فيها خيل ومع خوفي منه الا انه يبقي للانسان علي ظهر حصانه شعور جميلا لا يتصورة الا من جربة .
يا للغرابة، فأنا كنت أتحدث وأصدقائي بالأمس حول ركوب الخيل، حيث أنني كنتُ أشاركهم رغبتي في تجربة الأمر بشدة، فأنا لم يسبق لي أن جرّبت ركوب الخيل من قبل.
ما يمنعني دائمًا يا مصطفى هو خوفي، فكي أكون صريحًا، ما زلتُ قلقًا من فكرة ارتياد الحصان، فهل يمكنك أن تسدد لي بعض النصائح للتغلّب على هذا القلق؟
كنت مثلك في البداية يا صديقي علي خائفا من مجرد الفكرة، ولاكن بعد تغلبي علي خوفي هذا، وادعوك ايضا للتغلب عليه، فقط كل ما عليك هو الاستعداد والمحاولة.
يمكن التجربة بشجاعة وانا واثق من نجاحك، فقط الامر يحتاج شجاعتك وسوف تعتاد الامر.
وفي هذا الصدد يا صديقي هناك مجموعة من البنود انصحك بتباعها :
لقد عشت فترة مراهقتي المبكرة متنقلة بين مختلف الهوايات والأنشطة في رحلة أتعرف بها على نفسي وعلى سمات شخصيتي، فجربت الرسم تارة ثم انتقلت إلى التصوير ثم الطبخ ثم كرة القدم ثم التصميم والبرمجة والكتابة والشعر والقراءة والكثير الكثير من الأنشطة المختلفة وكنت في كل مرة أجرب فيها أمراً ما اكتشف جانباً جديداً في شخصيتي، لذا أستطيع القول أنني اكتشفت شغفي لكل هواياتي بالصدفة أثناء تجربتي لها، وعلى رأسهم الكتابة التي بدأت شرارتها بالتوقد فيّ في المدرسة حين كنت أتلقى الإشادة من معلماتي على كتابتي التعبيرية ومن ثم جربت أن أنقل هذه الممارسة من المدرسة إلى حياتي الشخصية ومن هنا بدأ الشغف ينبض بداخلي تجاه الكتابة .
وعلى ذات النهج، اكتشفت حبي للطبخ والقراءة ولممارسة الرياضة .
تقريبا كل الهوايات التي إمتلكتها كانت بالصدفة، بمعنى لم تكن مهارة حرصت على تعلمها وإنما كان تمارين كنت أملئ بها وقتي بين الحين والأخر بدون النظر اليها بجديةن ومع مرور الوقت لاحظ بأنني أتطور في تنميتها.
من بين هذه المهارات:
إن مهارة الكتابة بالزخرفة والخط العربي يا عفيفية تحتاج إلى دقة عالية جدًا واحترافية كبيرة، ناهيك عن الموهبة بالطبع، فأنا عادةً ما أجد الأمر مبهرًا للغاية، خصوصًا فيما يخص الكتابة اليديوية، لا التصميم الجرافيكي، فتصميم الجرافيك يتيح لنا العديد من أشكال الخطوط التي يمكننا استغلالها. لكن في حالة الرسم اليدوي بهذه الخطوط يكون الأمر أكثر صعوبة، وتعتمد المسألة في حد ذاته على مهارة اليد. هل تعلّمتي هذه المهارة وحدك أم التحقتي بدورات تدريبية من قبل؟
اكتشفتُ أنّ لديّ شغفاً كبيراً بتصنيف الأشياء أو المعلومات وترتيبها حسب هذا التصنيف، أذكر في طفولتي أنني كنت أصنف الألعاب بطريقة معينة وأرتبها، ومع دخولي فترة المراهقة وزيادة الاهتمام بمتابعة كرة القدم كنت أكتب أسماء اللاعبين وأعمارهم وجنسياتهم والكثير من تفاصيل حياتهم في جداول لأقارن بيننهم لاحقاً، وكنتُ أحتفظ بسجل عن المباريات التي أقوم بلعبها على "الكمبيوتر" مع سجل الأهداف وغيرها من المعلومات المتاحة وأقارن بين كل موسم أنهيه، هذا بالإضافة لتصنيف الصور والفيديوهات على الكمبيوتر بطريقةٍ تبدو مملة للبعض إلى أنني كننت أستمتع بها كثيراً، اليوم لديّ جداول لكلّ شيء على Excel بالنفقات وسجل الكتب وسجل المشاهدات وال bookmarks وغيرها، إلا أنّ هذا الأمر الذي أستمتع به لا علاقة له بمجال عملي حتى الآن..
يا لها من هواية فريدة يا صديقي. أقترح عليك -ولتعتبره مجرّد اقتراح- أن تتجه إلى تعلّم تحليل البيانات، حيث أن تحليل البيانات بمختلف أشكاله يعتمد على هذه المكنة في الأساس، وبالتالي ستجد الكثير من المساحات في هذا الصدد كي تطلق العنان لمخيّلتك في قدراتك التصنيفية والترتيبية التي تحب ممارستها، بالإضافة إلى مختلف الأدوات التي ستوفر عليك اختصارات عديدة، خصوصًا أنك تحب استخدام الإكسيل وتعرف عنه معلومات عدة، فإن هذا سيفيدك جدًّا.
التعليقات