فجأة و من دون مقدمات وجدت نفسي أعتزل بني جلدتي و أقراني. انتابتني رغبة شديدة في الافصاح عن أصلي و فصلي و عن كل ما يخصني. امتطني إرادة جامحة في البوح عن سر عائلتي المدفون في أعماق حكم الحكماء، و المخبئ بعناية في قمم جبال الكتب و المخطوطات...ضقت ذرعا من التعتيم و الكتمان، آن الأوان حتى يعرف الجميع كل أمر يخصنا. منذ هذه اللحظة بالذات فلا مزيد من الألغاز و الأحجيات... قررت اليوم أن أضع كل أوراقي على الطاولة، و
قصيدة في حب النبي ( صلى الله عليه وسلم )
السلام عليكم إخوتي... بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، يسعدني أن أشارك معكم محاولة شعرية في حب سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام... " محروم... مسكين من لم يراه، و ذليل... فقير...من أحب سواه. ربنا الهادي الرحيم هو من اجتباه، و بنوره اهتدى كل من سواه. رحمات ربنا الرحمان تغشاه... و قلوب المحبين و العارفين تهواه. ذكره مسك تعطر به الأفواه... وسيرته للأنام قبلة و اتجاه. أكرمه ربنا الكريم فالكوثر أعطاه، فهنيئا... لمن منه شربة سقاه. كلام ربنا الكريم قرآنا كرمه
حوار مع الروح...
تعيش معي وبين أضلعي و لا أعرف شيئا عنها، بل إنني لا أعيش من دونها حتى ولو لثانية واحدة، لكنني أجهل تماما أي أمر بخصوصها. نعيش كلينا في نفس المكان، و نتشارك كل شيء كأننا توأمان سياميان، و رغم كل هذا و ذاك فنحن مختلفان كل الاختلاف. نكمل بعضنا البعض، و نشتغل سويا من أجل إنجاح مهامنا كل حسب اختصاصه و خاصياته، إلا أنه لم يسبق لأي واحد منا أن تدخل في نطاق الآخر. قد يساعد بعضنا البعض، كما يمكنه
لغتي الأم...
لغتي الأم... كيف للرضيع إن صار رجلا أن ينسى حليب مرضعته؟ و كيف للطفل إن غدا شابا أن ينسى مربيته؟ تهب نسمات الأيام ورياح السنين فتبعثر أوراق الحياة و تكسر أغصان الذكريات، لكنها لا تقدر على الجدوع القوية للشخصية، ذلك لأن جذورها متشعبة في أعماق التربة فلا سبيل إلى انتزاعها مهما حاولت عوامل التعرية. ولدت و الحمد لله مسلما في بلد عربي، فكانت كلمات الأذان و الإقامة هي أول من ذاعبت أذني، و رضعت العربية غضة طرية في مكونات حليب
صيد الأفكار
صيد الأفكار أرى أسرابا من الأفكار التي تحوم حول دماغي لكنها لا تستطيع الهبوط على أرضية رأسي. أعرف كل واحدة من هاته الطيور: الغبية منها و كذا الذكية، البريئة منها و حتى الشيطانية...لكنني عاجز عن إستحضارها و إن حضرت فلست بقادر حتى على تصريفها. حاولت اصطيادها واحدة تلو الأخرى و في كل مرة تتكلل المحاولة بالفشل الذريع. صرت لها صيادا متمرسا رغم أن شباكي تعود فارغة بعد كل رحلة صيد...أضحيت أعرف أن لكل نوعية من الأفكار طريقة خاصة في استدراجها،
على دروب الكتابة...
أريد أن أكتب...لكنني لا أستطيع. أمسك القلم بأناملي و تأبى الحروف أن تخط على الورق...أعتصر الأفكار و أستحضر الذكريات ولكن بدون جدوى... أصابني خلل أم رميت بأسهم؟ هل خاصمتني بنات أفكاري؟ أم تراها تزوجت هي الأخرى و انشغلت بتربية أولادها؟ لربما لم تستطع أن تتعرف علي لطول غيابها عني وبسبب هجرانها لي من دون سابق إنذار... تحالفت ضدي الظروف و الحروف، و تخلفت عني كل من الكتابة و النصوص، و حاصرتني جيوش الكسل و التسويف...حتى وأدت أفكاري قبل ولادتها و
مقتطف رقم ٢ من رواية " جمهورية بروكا و فيرنيكه "
السلام عليكم... عدت إليكم من جديد، لأعرض على حضراتكم المقتطف الثاني من روايتي التي عنونتها بإسم " جمهورية بروكا و فيرنيكه " أتمنى أن تستمتعوا بقراءة هذا المقطع،كما أرجوكم ألا تبخلوا علي بتعليقاتكم... شكرا... " مثل كل صباح جميل، صاحت ديكة المدينة بصوتها الخاشع تدعو الجميع إلى الاستيقاظ. و أشرقت شمس نهار جديد على سكان " بروكا و فيرنيكه"، اخترقت أشعتها الدافئة أجواء سماء المادة الرمادية، و عانقت بمنتهى الحنان كل الوجوه البشوشة التي استقبلتها. لم يكن هناك أي شيء
أول مقتطف من روايتي الأولى " جمهورية بروكا و فيرنيكه"
السلام عليكم إخوتي... أخواتي...في مجتمع حسوب الذي افتقدته كثيرا... لقد غبت مرغما عن عائلتي الافتراضية الحسوبية بسبب ظروف مهنية استثنائية أبعدتني عنكم. يشرفني و يسعدني أن أخبركم بقبول أول عمل روائي لي من قبل دار نشر في مصر الحبيبة، و سيتم عرضها إن شاء الله في معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٣. أحببت أن أشارككم مقتطفا قصيرا و أوليا من الرواية التي أسميتها " جمهورية بروكا و فيرنيكه " ، و التي تتحدث عن الغزو اللغوي الأجنبي الذي تعرض له دماغ
التقاعد : بداية أم نهاية؟
لازلت أتذكر ذلك اليوم...كأنه بالأمس فقط. لم و لن أنسى ما حييت تعابير الفرحة و الفخر على وجه أبي ، رحمة الله عليه، يوم تكريمه بمناسبة إحالته على التقاعد. فرحة بذاك التكريم الرمزي و فخر بمسيرة زاخرة بتربية و تعليم أبناء هذا الوطن الغالي. فرحة سرعان ما نسفت بسبب أخطاء تقنية على مستوى الصندوق الوطني للتقاعد. هذا الأخير، لم يحتسب مدة ليست باليسيرة من سنوات عمل والدي في حساب معاش تقاعده. مات أبي و لم ينصفه هذا الصندوق رغم عديد
مدينتي...
يا سادتي، هلا سمحتم لي أن أحدثكم عنهما و لو قليلا ؟ رجاء...من فضلكم...لا تظنوا أني مبالغ في حديثي عنهما. لا شك في أن المحب لمن يحب مطيع، فهب على ذلك أني على هجرانهما لا أستطيع. نعم هذا من حقكم، فقد لا ترونهما جميلتين من الجميلات لكنني أراهما كذلك، و قد لا تكونان بالنسبة لكم نجمتين من أشهر المشاهير إلا أنني متيم بعشقهما رغم ذلك. بالرغم من كثرة منتقديهما و حتى مع نذرة ممتدحيهما، غير أنهما استولتا على سلطة فؤادي
نسائم الغربة
هبت نسائم العطلة السنوية فانحنت لها سيقان شقائق الذكريات و تراقصت على إيقاعاتها فراشات حب الوطن، و تأججت تحت تأثيرها نيران الشوق والحنين...بلطف كبير، ذاعبت نسائمها العليلة كل ذرة في القلب، فاندلعت ألسنة لهيب الرغبة في العودة إلى أحضان الوطن. كثيرا ما سمعت عن الغربة و قسوتها، و قرأت عن مرارتها بين السطور التي ألفها العديد من رواد أدب المهجر، لكن أن تسمع عن شيء ما فهذا أمر و أن تعيشه بكل تفاصيله فذلك أمر آخر. أن تشاهد عبر شاشة
رسالة إلى منافق
أيها المنافق الحقير… (تعمدت أن لا أقول عزيزي المنافق حتى لا أكون مثلك) هلا أخبرتني عن ألوانك و عن مصادرها؟ حدثني ولو قليلا عن أقنعتك و عن استعمالاتها؟ أ أنت شيطان في صورة آدمي ؟ أم أنك حرباء على شاكلة بشر؟ هل تعلم أنك تخدع نفسك قبل أن تخدعنا؟ و تحط من قدرك حتى من قبل أن نحتقرك؟ فأنت أصدق تجسيد لقوله تعالى" يخادعون الله و الذين آمنوا و ما يخادعون إلا أنفسهم و ما يشعرون " يكفيك ذلا أن
الفريق الآخر ( رحلة الظلام)
《 أنت...نعم...أنت ! يا من تسمع صوتي و لا تراني. ماذا أنت فاعل هنا؟ لست بالمكان المناسب لك. هل ضللت الطريق؟ أم تراك أنت من يرغب في تجرع الضلالة ؟ 》 كان صوت مخاطبه مرعبا و مجلجلا ، رغم أنه بدا له مألوفا نوعا ما. إعتقد جازما أنه سبق له أن سمع تلك البحة المخيفة التي تطغى على ذلك الصوت. لكن أين سمعه ؟ و متى أنصت له ؟ كان صوتا قويا يبث الخوف في كل من يسمعه، مزمجر كأنه