أريد أن أكتب...لكنني لا أستطيع. أمسك القلم بأناملي و تأبى الحروف أن تخط على الورق...أعتصر الأفكار و أستحضر الذكريات ولكن بدون جدوى... أصابني خلل أم رميت بأسهم؟

هل خاصمتني بنات أفكاري؟ أم تراها تزوجت هي الأخرى و انشغلت بتربية أولادها؟ لربما لم تستطع أن تتعرف علي لطول غيابها عني وبسبب هجرانها لي من دون سابق إنذار...

تحالفت ضدي الظروف و الحروف، و تخلفت عني كل من الكتابة و النصوص، و حاصرتني جيوش الكسل و التسويف...حتى وأدت أفكاري قبل ولادتها و صدأت أقلامي دون استعمالها.

هل يريدون مني أن أرفع الراية اليبضاء؟ أم يريدون مني التخلي عن الكتابة و التحرير؟ إذا فعلتها كنت كمن يبيع هويته و من يحرف شخصيته، لأنني ببساطة لا أستطيع العيش من دون قراءة و كتابة...قد أغيب عنهما و لكني لا أهجرهما أبدا ما حييت !

"...رغم الداء و الأعداء..." قد قالها من قبلي شاعر الخضراء. فرغم إكراهات العمل و متطلبات الحياة و مراغم الغربة، عاهدت نفسي و من قبلها روح أبي أن لا أفارق القراءة و الكتابة إلى آخر نفس...حبا و عشقا فيهما ،لا طمعا في غيرهما من استرزاق و تملق... و بدورها، عاهدتني كل من ثقافتي المتواضعة و رباطة جأشي بالسير إلى جانبي في دروب الكتابة...

د. محمد جمال الدين الزروالي