قلنا سابقا أن اللا اكتراثية بكافة أشكالها يمكن أن نعدها أحد ردود الفعل على الحداثة وأزمتها وهى أحد أشكال مابعد الحداثة ،، واليوم نريد أن نتحدث عن رد فعل أخر على الحداثة وإشكالياتها وأحد أوجه ما بعد الحداثة وهى الفلسفة التفكيكية أو التقويضية ،، والفلسفة التفكيكية لو قلنا أنها بعينها السفسطة اليونانية القديمة المنكرة لحقائق الأشياء فى ثوب جديد لما كنا مبالغين ،، وإذا كان اللا اكتراثيون يغيبون عقولهم ويحاولون أن يخدروها أطول فترة ممكنة حتى ينالوا أكبر قدر ممكن
أحمد الألفى
باحث وكاتب متخصص فى العقيدة والفلسفة والتيارات الفكرية ،، باحث ماجيستير العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر
34 نقاط السمعة
11.5 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
كيف خرجت ما بعد الحداثة من رحم الحداثة
من الأمور الهامة التى يجب أن ندركها أن الفلسفة اللاكتراثية بكافة أشكالها هى أحد أهم مظاهر وتجسدات فلسفة ما بعد الحداثة فهى تعد نوعا من ردة الفعل على الحداثة وإشكالياتها واخفاقاتها العميقة فى حل المشكلة الإنسانية ،، والفكرة اللااكتراثية وإن كانت موجودة سابقا على الحداثة وما بعدها إلا أنها لم تنتشر ذلك الانتشار الواسع إلا بعد فترة مابعد الحداثة ،، ولكى ترتبط الأمور أكثر ببعضها لا بد لنا من معرفة ما بعد الحداثة ،، وما بعد الحداثة كما يظهر من
الرعب الوجودى
من الأمور التى يجب التنويه إليها قبل ذكر العلاقة بين الفلسفة الوجودية وبين اللااكتراثية هو معنى ومفهوم القلق الوجودى او الخوف الكونى ،، ولكى نوضح ذلك لا بد من بيان عدة أمور ،، لو نظرنا إلى أى علم من العلوم أو عمل من الأعمال لوجدنا انه ما كان ليوجد أصلا إلا ليحارب نوع من الخوف أو القلق ويحقق نوعا من الأمن والاستقرار ،، فمثلا لو تأملنا العلوم العسكرية والحربية لوجدناها تتجه لبيان كيفية محاربة الأعداء من البشر والطامعين منهم و
الفلسفة الوجودية
من مظاهر الفكر اللا إكتراثى هى الفلسفة الوجودية وهى مدرسة فلسفية متشبعة وممتدة ولها منظريها وفلاسفتها المروجون لها ،، وطبعا هذا المقام لا يسمح لعرض كل ما فيها بالتفصيل لكننى سأحاول أن أقوم بجولة سريعة عن ملخص مذهبهم مما يقولون هم عن أنفسهم محاولاً ربط هذه الفلسفة بالفكر اللااكتراثى ،، ولكى نفهم الفلسفة الوجودية لابد من الرجوع لظروف نشأتها وازدهارها حيث ازدهرت الفلسفة الوجودية فى وقت بدأ يشعر فيه الإنسان الغربي بضياع المعنى وسقوط القيمة من حياته مما جعله يشعر
ما هى أعظم إكتشافات التاريخ ؟
مٌنذ فترةٍ وهٌناكَ سؤالٌ يٌحيرنى ويدورٌ فى ذهنى وكان هذا السٌؤال ما هى أعظم الإكتشافاتِ فى التاريخِ ؟؟ أَهٌو اكتشافٌ لدواءٍ معينٍ يٌعَالِجٌ علةًحَيَرت الأطباءَ فى علاجها ؟ أم هٌو اكتشافٌ لأحَدِ آَبَارِ البِتْرٌوْل أوالغازِ ؟ أم هو اكتشافٌ لمادةٍ معينةٍ تصلٌحٌ لصنِع أحَد الأدواتِ أوِ الآلاتِ أم ماذا ؟؟ ،، والحقيقةٌ بحسب إعتقادى و التى ظهرت لى واتضحت بعد فترةٍ من التفكير والتمحيص أنَّهٌ لَيْسَ شيئاً من ذلك ،، إنّ هَذِه الاكتشافاتِ التى ذَكَرْتٌهَا بلا شكٍ عَظِيْمَةٌ القِيْمَةِ عامّْةٌ
ما هى أعظم الإكتشافات فى التاريخ ومن هم أعظم المكتشفين ؟؟
برأيكم ما هو أعظم الاكتشافات فى التاريخ ؟؟
العلاقة بين التقليد فى العقيدة واللا اكتراث بها
أظن أن العلماء حين اختلفوا فى مسألة إيمان المقلد هل إيمان صاحبه مقبول عند الله وكافى لنجاة صاحبه فى الآخرة أم لا؟؟ أظنهم كانوا لا يعنون بالمقلد ذاك الانسان البسيط نقى القلب الذى سمع عن الإيمان وحقائق العقيدة فصادفت تلك الحقائق بوضوحها وجلالها قلبه الصافى وفطرته النقية السليمة،، فدخلت فى قلبه دخولاً راسخاً وثبتت فى قلبه ثبات الجبال ووجدت لها فى نفسه وقلبه موضعاً عظيما وانعكست على حياته وأخلاقه ،، لاشك أن إيمان مثل هذا لم يكن محل اختلاف العلماء
البراجماتية واللااكتراث
من أكبر تجسدات الفكر اللا اكتراثي هى الفلسفة البراجماتية ،، و كلمة براجماتية : مأخوذة من كلمة "براجما" والتى تعنى العمل أى العمل المجرد عن الفكر والنظر ،، وهذه الفلسفة : هى الفلسفة الأمريكية الأولى والوحيدة فإذا قلت الفلسفة الأمريكية فكأنك قلت البراجماتية ،، وهى تتسق تماماً مع الرأسمالية كمذهب اقتصادى ،، بل يمكننا القول إن الرأسمالية الاستهلاكية هى تطبيق للبراجماتية لكن فى المجال الإقتصادى ،، وهذه الفلسفة شديدة الخطورة على العقل البشري بل إن شئت قلت على الإنسانية فى
هل لشاربي الخمر و المخدرات رؤية فلسفية
تكلمت قبل ذلك عن الفلسفة اللاكتراثية ووصفتها بأنها أنها أسوأ انواع الفلسفات،، وذلك : لأنها تلغى العقل الأنسانى وتغيبه وتسقطه من حساباتها ،، واليوم أضيف إلى كونها الأسوأ كونها الأخطر وسبب خطورتها :: هو إمكانيتها العجيبة على التمظهر بمظاهر متعددة والتشكل بصور مختلفة كلها ترجع لنفس المضمون وتتحد فى نفس الجوهر ،، بالإضافة إلى قدرتها المذهلة على اختراق الفلسفات الأخرى والعقائد المغايرة لها ،، ولعل سبب تلك المقدرة على الانتشار والتغلغل بين أفكار البشر : هو موافقتها لهوى النفس ورغباتها
ما هى أسوأ أنواع الفلسفة؟؟
أسوأ أنواع الفلسفات : من أسوأ انواع الفلسفات والتصورات والعقائد :: هى فلسفة(( اللافلسفة )) أو عقيدة اللا عقيدة ولم لا ؟؟ و هذه الفلسفة تسلب أخص الخصائص التى أنعم الله بها على الإنسان وميزه بها عن سائر خلقه ،، من عقلٍ وبصيرة وقدرة على التفكير والاختيار فى مقابل أن تعطيه شيئاً من شعورٍ وهمى زائف براحة العقل من عناء التفكير وراحة الجسد من مشقة التكليف ،، وإن شئت قلت تغييب وتعمية عن الواقع وحقائقه الكبري ،، وهل هناك أهم
ما هى الخريطة الوجودية
كنت تحدثت سابقاً وقلت أن العقيدة أو الفلسفة أو الرؤية الكونية فى حقيقتها ماهى إلا خريطة وجودية للإنسان تبين مكانه فى هذا العالم ،، وهى فى أهميتها للإنسان : كأهمية الخريطة الجغرافية للمسافر حيث تحدد موضعه الذى هو فيه والمكان الذى يصير إليه حتى لا يضل طريقه أويُهلك نفسه ويفقد مبتغاه،، ولقائلٍ أن يقول وما وجه الشبه بين الأمرين أو بين المثالين بين المسافر وبين الإنسان!! ؟ وأنا أقول له بماذا تُعرف المسافر سيجيبنى: بأن المسافر هو الشخص الذى لا
من روائع تاريخنا
إِنّ عَظَمَةَالمٌسْلِميْنَ وَسَبْقَهَمٌ الحَضَاْرِىْ وَعٌلٌوِّ كَعْبِهِمٌ فِىْ العٌلٌوْمِ وَالمَعَارِفِ العَقْليّةِ والنَقْلِيةِ وَالتَجْرِيْبِيَةِ مِمّاْ لَاْيُنْكُرٌهٌ عَاقِلٌ كَيْفَ وَالتَاريْخٌ خيْرٌ شَاْهِدٍ عَلَىْ ذَلِكَ،، وَإِلِيْكٌمٌ نَصٌّ رِسَاْلَةِِ كَتَبَهَا مَلِكٌ إنجلترا والسويد والنرويج إِلَىْ خَلِيْفَةِ المٌسْلِمِيْن بِالأندلٌسِ يَسْتأْذِنٌ مِنْهٌ وَيَتَوسَّلٌ إِلِيْهِ فِىْ قَبٌولِ بعثَةٍ مَنْ بَنَاتِ وَأَبْنَاءِ أٌمَرَاْءِ مَمّلَكَتِهِ لِيَنَاْلٌوْاْ شَرَفَ الْتَعَلٌّمِّ فِىْ بِلِْادِالمٌسْلٍّمِيْنَ يَقٌوْلٌ فٍيْهَاْ : (( مَنْ جٌوْرْج الثَاْنِىْ مَلِكٌ إنْجِلْتِرَا ْوَالغَاْلِ والسِوِيْدِ والنِرْوِيْجِ إِلَىْ الخَلِيْفَةِ صَاْحِبِ العَظَمَةِ مَلِكٌ المٌسْلِمِيْنَ بِالأندلٌِس بَعْدَ التَعْظٍيْم والتَوْقِيْر فَقَدّسَمِعْنَاْ عَنِِِِ الرٌّقٌىِّ العَظِيْم الذِيْ تَتَمَتَّعٌ بِفَيْضِهِ الصَاْفِىْ
إشكالية الفلسفة بين المفهوم والمضمون
من القواعد الجليلة التى طالما أرساها علماؤنا هى قاعدة " لامشاحة فى الاصطلاح" ومضمون هذه القاعدة :: كما يقولون أنه طالما أن الخلاف بينهم كعلماء هومجرد خلاف لفظى واصطلاحى أى لم يتعد اللفظ والمبنى إلى المضمون والمعنى فلا نعد ذلك خلافاً حقيقياً إنما هو مجرد خلاف ظاهرى فى الأسلوب وطريقة التعبير،، والذى دعانى إلى ذكر تلك القاعدة هاهنا،، هو ما رأيناه ونراه من ذلك الكم الهائل من الاختلاف حول معنى الفلسفة ومضمونها وحكمها،، فما بين صنف مانع محرم ، وآخر