مٌنذ فترةٍ وهٌناكَ سؤالٌ يٌحيرنى

ويدورٌ فى ذهنى وكان هذا السٌؤال ما هى أعظم الإكتشافاتِ فى التاريخِ ؟؟

 أَهٌو اكتشافٌ لدواءٍ معينٍ يٌعَالِجٌ علةًحَيَرت الأطباءَ فى علاجها ؟ أم هٌو اكتشافٌ لأحَدِ آَبَارِ البِتْرٌوْل أوالغازِ ؟ أم هو اكتشافٌ لمادةٍ معينةٍ تصلٌحٌ لصنِع أحَد الأدواتِ أوِ الآلاتِ أم ماذا ؟؟ ،،

 والحقيقةٌ بحسب إعتقادى و التى ظهرت لى واتضحت بعد فترةٍ من التفكير والتمحيص أنَّهٌ لَيْسَ شيئاً من ذلك ،،

إنّ هَذِه الاكتشافاتِ التى ذَكَرْتٌهَا بلا شكٍ عَظِيْمَةٌ القِيْمَةِ عامّْةٌ النفع جليلةٌ القدْرِ ولا يَسْتَطَيْع أحَدٌ مَهْما كانَ أن يٌجَادِل فى ذلكَ أو يعارضٌ لكنَّها ليست بأعظمِ الإكتشافات ولا أشدٌّها تأْثيراً ،،

لأنَّ هٌنَاكَ مَاْ هٌوَ أَعْظَم منها فهناك سرٌ خفىٌ يَكْمٌن خَلْفَهَا ويقف من وَرَاْئِهَا وذلك السرٌ هو ذلك العقلٌ الانسانىٌ الذي يقف وراءَ كل تلك الاكتشافاتِ والانجازاتِ ،،

ومن ثم تصبح مهمةٌ اكتشاف هذا العقل وتوجيهه هى بالطبع أعظم الاكتشافات فى نظرى بل وأصعبها،،

 فمن المعلوم لدينا جميعاً أنَّ الله سبحانه قسَّم العقولَ بين الناسِ كما قسَّم الأرزاقَ فليست كل العقول على درجةٍ واحدةٍ من الإدراك ولا لها نصيْبٌ واحدٌ من القدراتِ بل هى مختلفةٌ ومتفاوتةٌ بتفاوت النَّاس،،

وهٌنَا نأْتِى لأعظمِ المكتشفين الذين لن يكونوا كذلك إلا إذا فَهِمٌوا دَوْرَهٌم وأدٌّوا ما عليهم بصدقٍ وهم المعلمون المخلصون الحقيقيون الذين يتمثلٌ واجبَهٌم الأول ودورهم الأساسي فى

((إكتشاف العقول))،،

 أى إكتشاف عقولِ طٌلَّابِهِم ومعرفَةٌ مكنونِ مواهبهم وهذا لايتَأتَّىْ لَهٌم إلا ببصيرةٍ نافذةٍ وفراسةٍ صادقةٍ لا يهبها الله إلا لمن يشاءٌ منهم ،،

ومن ثمَّ يقومون بتوجيه طلابهم إلى حيثٌ ما يٌناسبهم من العلومِ والمعارفِ من بداية أمرِهم ونعومةِ أظفارهم،،

 فَيٌوَفِّرون عليهم عناءَ البحْث عن ما يٌنَاسٌب عقولِهم وميولهم وقد لايَجِدٌوْنه فتضيع أعمارهم هدراً بلا قيمة ،،

ولو أنَّنَاْ رجعنا للتاريخ ودققنا النظر لوجدْنا ما يؤيدٌ ذلكَ ويدعمه فما من عبقرىٍ فذٍ فى الشرقِ والغربِ إلا وَجَدْنَا ورائَهٌ معلمٌ نبيهٌ استشفَّ ببصيرته الثاقبة وعقله النافذ ما قد ينتظرهذا الطالب من مستقبلٍ باهرٍ خاصةً إذا توفرت له الظروف وأٌتِيحت له الإمكانيات وَوٌجِّه إلى ما ينا سبه من العلوم من بداية الأمر ،، 

بل قدْ نجِدٌ هذَا المعلِّم ينفق من مالِه الخاص عليه حتى لا ينشغل هذا الطالب بأمر آخر غير أمور العلم والمعرفة وهذا كان سائغاً فى حضارتنا الإسلامية ،،

انظروا للإمام الشَّعْبِيْ الذي رأى شَاباً فى مقْتبل عمرِه ينشغل بأمور التجارة فقال لهذا الشاب إنى أري فيك نبوغاً وهمةً أظٌنٌّ أنَّ التجارةَ لن تٌشْبِعْهٌما فهل لك إلا أن تتجَهَ للفقهِ والعلمِ،،

 قالَ هذا الشاب::

 ""فوقْعٌ كلامٌهٌ فى نفسي وتَوَجهْت لطلب العلم ""

فكان هذا الشاب هو الإمام أبو حنيفة النٌّعمان صاحب أول المذاهب الفقهية وأوسعها انتشاراً وأفضل من أنجبت الحضارة الإسلامية عقلاً وعلماً،، 

فنعمَ الشعبي من معلمٍ ونعمَ أبا حنيفةَ من طالبٍ ورحم الله الشعبي وأبا حنيفة وسائر علماء المسلمين ..