لا يوجد في هذا الكون أية حالة إلا و لها ناموس معين أو قانون منها علمنا كيف يسير و الكثير الكثير ما زال ينتظر الاكتشاف في طريق تسارع العلم و التعلم للبشرية و مسارها المتصاعد
الكون و الخوارزميات التي تنتظر الاكتشاف
برأيي القول إن كل شيء في الكون له قانون فيه نوع من المبالغة، فأحيانًا تظهر أشياء لا يمكن تفسيرها بسهولة أو لا تخضع لأي منطق معروف، وكأن الكون لا يسير دائمًا بقوانين واضحة كما نتخيل، صحيح أن العلم يتطور، لكن ليس كل ما نجهله بالضرورة في طريقه للاكتشاف، بعض الأشياء قد تبقى غامضة أو خارج قدرتنا على الفهم، مهما تسارع تقدمنا.
بالضبط بسمة؛ حتى أنه هناك ظواهر وأشياء داخلية في جسم الإنسان نفسه لا نعرف لها تفسير أو حسابات؛ أبسط شيء هل نعرف مثلا معدل نمو شعر الرأس؟ البعض يزعم أنه من واحد لواحد ونصف سنتيمتر في الشهر لكن هذا قد يكون غير مؤكد. وأيضا الأجرام الطائرة هل أحد يستطيع تفسيرها وسبب ظهورها بشكل أكيد حتى الآن؟ أو حتى ظاهرة الحيوانات المتاهة التي تسافر وتهاجر لأماكن بعيدة دون أي معرفة بالملاحة أو اتجاهات الطيران.
نحن لا نبتكر الخوارزميات من العدم بل نستلهمها من الطبيعة ، مثلاً خوارزميات الخلايا العصبية الاصطناعية فى الذكاء الاصطناعي مستوحاة من طريقة عمل الدماغ البشرى ، كذلك خوارزمية الانتقاء الطبيعي التي تعتمدها بعض الأنظمة الحاسوبية، مأخوذة من نظرية داروين في التطور . هذا يعيدنا إلى فكرة عبر عنها ستيفن ولفرام صاحب مشروع Wolfram Physics ، حيث يرى أن الكون قد لا يكون سوى ناتج خوارزميات بسيطة تتفاعل بطرق معقدة، ونحن كبشر في مهمة عكسية لفهم الشيفرة التى تكتب بها الطبيعة ذاتها. هل يمكن أن نستخدمها لتسريع تقدم البشرية، أم لاحتكار المعرفة؟ فى زمن أصبحت فيه الخوارزميات هى من تُحدد ما نقرأ ونشاهد ونتفاعل معه على المنصات، فإن فهم القوانين لا يكفى، بل علينا أن نعيد التفكير فى كيف نسخر هذه القوانين لصالح الإنسان لا ضده.
التعليقات