في العصر الرقمي، لم تعد الخوارزميات مجرّد أدوات تقنية تُستخدم لتنظيم المعلومات، بل أصبحت بمثابة عدسة تُشكل من خلالها رؤيتنا للعالم. من منصات التواصل الاجتماعي إلى محركات البحث، تمر معظم تفاعلاتنا الرقمية عبر أنظمة خوارزمية صُممت لتعرض لنا ما "نرغب" برؤيته — أو ما يُرجّح أن نبقى بسببه أطول داخل المنصة. وهنا يبدأ تشكّل ما يُعرف بـ"فقاعة الخوارزمية".

هذه الفقاعة تعمل على تضييق الأفق المعرفي للفرد، إذ تُغذي تفضيلاته وتعيد تدوير اهتماماته في حلقة مغلقة، فلا يرى إلا ما يُشبهه، ويظن أن العالم يُشبهه أيضًا. فتتآكل القدرة على الاختلاف، ويتعزز الانحياز المعرفي، ويتراجع التفكير النقدي. الأخطر من ذلك أن هذه العملية تتم دون وعي المستخدم، مما يجعل تأثيرها عميقًا وغير مرئي.

فهل نملك حقًا السيطرة على اختياراتنا الرقمية؟ أم أننا ننزلق دون مقاومة في دوائر مغلقة من المحتوى، نُعيد فيها إنتاج أنفسنا بلا وعي؟

وما السبيل لتجنبها والفكاك من سيطرتها وتأثيرها ؟