تغرب الشمس لتخبرك بأن لكل نور نهاية، ويقتبس القمر من ضوئها، ليعلمك أن في كل ظلام قبس من نور، فلا ظلام مطلق ولا نور مطلق، لذلك لا تسمح لإحساس واحد أن يسيطر على تفكيرك. 

من الطبيعي أن تشعر، أن تفرح، أن تبكي، أن تيأس، وأن تتألم.  

لكن من المؤسف أن تترك تلك الانفعالات اللحظية تتسلط على عقلك وافكارك، دع اللحظة تمر، دع الشمس تغرب، دع النجوم تموت. 

لا بأس، سيولد غيرها، وستشرق الشمس، وستأتي لحظات أخرى أسعد أو حتى أحزن، لا يجب أن تكون الحياة كلها سعيدة، فبدون ضد الشيء لا تعرف قيمته، الحزن يا صديقي هو المعلم الذي يربينا على قيمة الفرح، الألم هو الأستاذ الذي يعلمنا أهمية الراحة، المرض هو الحكيم الذي يشعرنا بالصحة. 

فلا تبتأس عندما تغرب الشمس، فغروبها مقدمة لشروقها، وشروقها مقدمة لغروبها،

كل نهاية بداية وكل بداية نهاية، فلا ترمي بروحك في سجن اللحظة الراهنة، ولا تنم في فراش الضحية ، واعلم أن الأيام دول، تدور وتتبدل كتعاقب الليل والنهار، لذلك في المرة القادمة، التي تشاهد فيها غروبا، كن شاكرا، واعلم بأنه ثمة شروق قريب.