أظن أن العلماء حين اختلفوا فى مسألة إيمان المقلد هل إيمان صاحبه مقبول عند الله وكافى لنجاة صاحبه فى الآخرة أم لا؟؟ 

 أظنهم كانوا لا يعنون بالمقلد ذاك الانسان البسيط نقى القلب الذى سمع عن الإيمان وحقائق العقيدة

 فصادفت تلك الحقائق بوضوحها وجلالها قلبه الصافى وفطرته النقية السليمة،، 

 فدخلت فى قلبه دخولاً راسخاً وثبتت فى قلبه ثبات الجبال ووجدت لها فى نفسه وقلبه موضعاً عظيما وانعكست على حياته وأخلاقه ،،  

لاشك أن إيمان مثل هذا لم يكن محل اختلاف العلماء ،، فمثل هذا لا يُشك فى إيمانه أبدا ،،

 وأظنهم كانوا يعنون أصحاب الفكر للا إكتراثى والفلسفة النفعية التى لا تعنيهم تلك العقائد ولا هذه الحقائق فى شئ إطلاقا،،

 هولاء المقلدون اللذين لا تربطهم بحقائق العقائد سوى التوارث من الآباء والتقليد للمجتمعات ولو فرضنا أنهم ولدوا وعاشوا فى مجتمع آخر  لتغيرت  عقيدتهم ولتبدلت مذاهبهم ،، 

 ولقد أشرت سابقاً أن الفكر اللاكتراثى خطير جداً لأنه سهل التغلغل داخل غيره من العقائد بصور مختلفة وأشكال متباينة ،، 

وأظن أن مفهوم المقلد بالمعنى الثانى يعد صورة من صور الفكر اللاكتراثى بين أصحاب الدين ،،

 إن الفرق كبير جداً بين ايمان المقلد بالمعنى الأول وإيمان المقلد بالمعنى الثانى بل لا مجال للمقارنة أصلاً ،، 

إن الأول أشبه برجل دللته على الطريق الصحيح فأكمل سيره فيه على هدى وبصيرة ،،  

 وأما الاخر فهو أعمى البصر والبصيرة لا يسير على طريق أو يسلك سبيل إلا وفق ما يقتضيه الهوى وما ترتضيه المصلحة الوقتية مغمضاً عينيه عن مآل السلوك فى هذا الطريق أو ما قد يؤدى إليه من عواقب وتبعات ،،

 فهو لا يعنيه إن كان هذا الطريق الذى يسير عليه صحيح فى حد ذاته أم لا وهل يوصل فى نهايته إلى نجاته أم لا ،،

 بقدر ما تعنيه الفائدة اللحظية التى قد تعود عليه إن أكمل فيه ،،

 أو الضرر الذى قد يقع عليه لو غير مساره ،، 

 إن هؤلاء وأمثالهم يحق للعلماء أن يختلفوا بشأنهم و بشأن حقيقة إيمانهم فمثل هذا الإيمان يستحق أن يكون موضع النظر ومحل الشك ،، 

ولذا فإنه يتوجب على كل واحد منا أن يحذر أن يكون من هؤلاء لاسيما : وأن هذا من مجالات تلاعب الشيطان بالإنسان ،، 

حيث يجعله يعتقد أن ذلك من قبيل التفويض بمعنى ترك الأمر لله والحق أن هذا ليس تفويض ابداً ،، 

بل هو إهمال وقلة اكتراث ولا مبالاة ومحاولة لتغييب العقل وتخدير النفس وإشغالها بالملهيات والمسليات حتى ينقضى العمر وتضيع الفرصة ويجئ الأجل مباغتاً الأنسان ،،

 وهو مازال لاهياً وناسياً ولو كان الأمر تفويضاً كما قد يخدعه الشيطان ويزين له ،، 

فلم لا يفوض أمره كله لله فى جميع شؤؤنه وسائر أحواله !! ؟ لم يتكالب على شهواته وملذاته مغرقاً عقله و نفسه بالتفكير فيها ليل نهار دون كلل أو ملل !! ؟؟ 

إن نصيحتى لهؤلاء بأن عليهم أن يراجعوا أنفسهم ويعيدوا حساباتهم فهم معرضون لخسران الدنيا والآخرة معاً ..

#_أحمد_محمد_الألفي