العقل يصعّب عليك الايمان لانه ليس اختصاصه والشيطان بارع في تزويق الادلة والحجج ولكن اختصاص الايمان هو القلب.
الايمان بالله عقليا صعب جدا لذلك ليس مطلوبا ان تعرف ادلة وجوده كي تكون مؤمنا. الايمان قلبي وهو ليس صعبا بشكل عام الصعب هو منع العقل من التدخل في قرارات القلب لكنه سيتدخل لذلك الصبر على الايمان هو الامر الصعب وكذلك المحافظة عليه والاستمرارية.
الايمان صعب في هذه الحالات:
ظروف عمل سيئة
فقر شديد
انغماس في الاخبار السياسية اليومية.
لما لا تحب وظيفتك ومرتبط بشخص لا تحبه وذبحت احلامك تحت قدمي والديك والمجتمع في نظري الشخصي الله غير ملام. من هو الملام؟ انت او على اقل تقدير اسأل والديك مثلا.
الاستمرار في وظيفة صعبة لا تطيقها ينحت الروح ويدمرها. وطبعا يولد اسئلة اشد صعوبة من هذا.
قهر احلامك من اجل اي شخص كان (بالاخص شريك الحياة والوالدين) يولد الامراض العضوية المحسوسة والعقد النفسية العميقة.
وفي رايي ايضا ان مثل هذه الاسئلة (لماذا-وكيف- وانا لا افهم شيئا من حياتي) يجاب عليها بشكل شخصي ولا توجد اجابات عامة ولن ينفع لا الف كتاب ولا مئة خطبة ولا عشرات الفيديوهات التحفيزية.
افضل طريق هو التامل وسماع صوت الله يرشدك (والتدرب على ذلك صعب جدا) ولا حل غير ذلك. لما تفقد الارشاد وتكون اذنك ثقيلة لانك كتمت انفاس قلبك لن تسمعه وحين لا تسمعه لن تجد الاجابة. وبالمناسبة الامر لا يزداد الا سوءا مع الالحاح والغضب وطرح الاسئلة بشدة.
ان كنت عملية (او اي واحد يطرح مثل هذا السؤال) استسلم.
صعب جدا؟
جدا جدا. لكن خذها مني استسلم. ارضى تخلّ عن اسئلتك واهدا واستمع لدقات قلبك وتدرب على التامل حتى تسمع صوتك الداخلي /الله الكون/براهما/ يهوه . ايا كنت عقيدتك لا يهم ذلك لكن القلب فعلا ودوما وابدا لا يخطا ولذلك وضع قلب واحد لكل بشري وليس قلبان مثلا او ربط بقلب شخص اخر.
من النادر جدا ان تجد المرتاحين غير مؤمنين لانه وقتها العقل سيكون اكثر جنونا في البحث بلا كلل وراء اجابات لمئات الاسئلة التي لا اجابة عليها خارج الايمان بدءا من حياته هو الشخصية الى اعظم الكواكب والمجرات. واضعف الايمان انه سيؤمن بايديولوجية ما لكنها ايمان ولا شك. مثل جون ترافولتا مع الساينتولوجي.اعتقد شخصيا أن الأباء والامهات لديهم احتمالية ايمان اشد وذلك لوجود الاولاد ووجود الاولاد هو الجواب عن سؤال لماذا لا يكون السباق نحو الجائزة اختياريا فاذا سالك طفلك السؤال التالي: لماذا لم تستشيرني قبل ان تنجبيني فيمكن الا اقبل ان اكون ابنك او الا اتي لهذا العالم ككل؟ ( السؤال ليس شخصيا لك انما هو منطقي لكل اب وام) وبالتالي هو وارد جدا.
الجواب العقلي على لماذا لم يتم استشارتنا الجواب هو انه لا يمكن استشارة العدم . وقت تكون في العدم الحق بقدرته العالية لديه قدرة مخاطبة المعدومات لكنها حتى لو اجابته هي لن تذكر ولن تعرف انها تسئل والاهم انها لن تعرف ما معنى الحياة اصلا حتى تجربها. والحق لم يجبر احدا على الفعل او عدم الفعل وهو من كثرة لطفه ورحمته لا يمس حرية ارادة الانسان بشيء فاذا كان لا يمسها في الخلق والحياة الدنيا فمن المنطقي ان نفترض ان المعدومات اختارت طواعية الوجود وهو سبحانه احترم رغبتها بذلك وقام به (حرية الارادة) ايضا هي اقوى حجة عقلية عن معضلة الشر في الكون (ونحن نصدقه لانه هو قال ذلك لانه الوحيد الذي لديه امكانية مخاطبة المعدومات كما قلنا ولديه امكانية )
شخصيا مررتُ وأمر باسئلة معقدة واصعب من هذه بكثير وما اسعفني بشدة طيلة عام كامل -والامر مستمر حتى الان- هو الامتنان والامتنان دواء فعّال له مفعول سحري لا شك فيه ومجرّب يجدر التنويه فقط ان تتمن صادقا. فان امتننت كاذبا فلن ينفعك
لذلك وتباعا لحديثنا في الصدفة نسيت ان ادرج التالي وان سلاسل المصادفات القوية من المستوى الثالث فما فوق غالبا ما نجدها في هذه الامور (الولادة- الزواج -الموت) وهي تتطلب الايمان اكثر من اي شيء اخر. في هذه الامور اسال اي متزوج او والد او اب سيبرر لك عقليا وجود الابناء واختيار الزوجة (ولحسن الحظ لا احد يبرر موته ) لكنها كلها مبررات عقلية غير مقنعة.
كيف نجيب ابنائنا عن اسئلتهم الصعبة؟ كن طفلا مثلهم وانفض عنك غبار النضج وابحث معه بحماس عن اجابات نحن هنا يا بني لنبحث عن اجابة نحن في لعبة ونريد حلها. شعرتُ بالوحدة فطلبت الله فمنحني اياك وانا اسعد انسان بك. هل لك ان ترافقني؟ ( اعتقد انه استحالة ان يقول الابن لا).
الاباء يفهمون الله اكثر من غير المتزوجين.
الايمان ينفي وجود الدليل او حتى رائحة من الدليل لانو لو جد انتفى الايمان اصلا فاما ان تكون مؤمنا او لا هناك فعلا درجات رمادي في الايمان وزيادة ونقصان لذلك ينصح بتمرينات تقوية للايمان يوصى بفعلها وبما ان الاسلام تم استهلاكه في طقوس محددة فان معظم الطقوس التقليدية للزيادة في الايمان لا تجدي.
معظم الاسئلة الحديثة غير حقيقية وهي تلاعبات نفسية فقط. ايجاد سؤال حقيقي والبحث عن جواب عنه هو المهمة المقدسة (للمعرفة/العبادة) التي نحن هنا لأجلها.
التعليقات