ها قد تم نشر برومو الفيلم المنتظر الذي يتوعد الكثيرين بفشله بعد فشل مسلسل السندريلا عام ٢٠٠٦، برومو فيلم الست بطولة منى ذكي، أعجبني ورأيت باقة من النجوم المميزين، لكن شكل منى زكي والمكياج صدمني ولكن لا مشكلة، ومن البداية يعرف جميعنا أنها بعيدة جسمانيًا وشكليًا وصوتيًا حتى في تنويع طبقة صوتها للوصول لأم كلثوم، كانت منى رائعة في أدوار كثيرة وأحساسها العالي بالشخصيات يصل لي، لكن أرى أنه لا داعي لكل هذا الهجوم حتى لو كانت لها تجربة تمثيلية في أداء الشخصيات غير ناجحة، وأتسأل إذا ما كان يجب أن تكون السير الذاتية مثلما قال القاموس، أي أن يكون الممثل مشابهة أو قريب من الشخصية من ناحية الشكل والبنية وطبقة الصوت هي مميزات للتصديق أكيد لأننا نريد رؤية الشخصية كما نعرفها. لكن أرى أنها تجربة جديدة لكسر نمط أعتدنا عليه، ربما أذهاننا تربط الشخصيات لكن أظن أن الفيلم سيعرض فترة معينة، ويمكن أن تكون منى زكي مقبولة خاصة مع طاقم ضخم من النجوم، لدي خوف قليلًا لكن لا أريد الحكم وذلك ليس من ناحية الشكل بل الأداء نفسه والتجسيد، فهناك أشخاص لا يشبهون شخص شكليًا لكن يستطيعون تجسيد حركته وأدائه الصوتي وليس طبقة صوتها تمامًا حتى مع أن هذه مقومات كما عرفناها في أعمال السير الذاتية، لكن تعجبني المغامرة ومتحمسة لرؤيته.
فيلم "الست".. هل ستجيد منى زكي أداء شخصية أم كلثوم؟!
صعب تقبل شخص يجسد شخصية ما دون أن يكون هناك تقارب بالملامح، يعني سبب نجاح صابرين في هذا المسلسل كان قرب ملامحها منها ثم يأتي الأداء بعد ذلك.
لكن منى لا تشبهها اطلاقا، ورغم قرب شبهها أكثر من سعاد حسني لكن فشلت فيه، يعني الشخصيات مخلصتش كان ممكن تدور على سيرة أخرى اقرب لها طالما تحب هذا النوع من الاعمال، أحيانا أشعر أنها تريد أن تسير على خطى احمد ذكي لكن شتان في الاختيارات
انا من الناس التي تري التشابه التام بين الممثل والشخصية مهم جدا بل هو ما يجعلني اتابع العمل والممثل الذي لا يشبه الشخصية خارجيًا يشعرني بنفور من مشاهدة العمل طبعا الشكل والصوت مهمان بالإضافة الي الأداء هو الذي يصنع الفرق الحقيقي للفيلم وهذا هو التحدي الأكبر. كنت اجب جدا أحمد زكي لقدرته الرهيبة على تجسيد الشخصية بالكامل بالشكل والصوت والأداء وهذا ما يجعله أسطورة في نظري
شاهدت البرومو وبالفعل منى ذكي موهوبة في التمثيل، وتستطيع أن تنقل بعض ريأكشنات الشخصية، لكن البراعة مهما كانت لا تكفي، فمثلاً أحمد حلمي ممثل قوي جداً، لكنه لن يقدم دور مصارع بشكل مقنع.
السيدة أم كلثوم كانت معروفة بقوة الشخصية، ومعروفة أيضاً أنها شخصية جادة، لكن ملامح منى ذكي كممثلة وصوتها وانفعالاتها طفولية جداً ولا تستطيع تقليد الفخامة التي كانت في لغة وشخصية أم كلثوم.
وهناك ملحوظة أخرى أغلب البرومو تأثيرات بصرية وصوتية رائعة وهذا يعني ميزانية ضخمة، وأغلب المشاهد هي لباقي الممثلين بينما أم كلثوم يظهر منها الظلال فقط، فأنا أرى أن المخرج نفسه لا يعتمد على الممثلة.
عموما لا يمكن الحكم على فيلم كامل من بعض اللقطات التي يظهرها اعلان لا يتعدى دقيقتين. ورغم أن الصفات الشكلية تلعب دور كبير في قبول الدور والقدرة على اسقاطه على الشخصية خصوصا في أفلام السير الذاتية، لكن هناك عوامل كثيرة أخرى مثل السيناريو والحوار بين الشخصيات والأداء التمثيلي والحركي وغيره، وبالتالي فأعتقد أنه علينا الانتظار الى صدور الفيلم ثم الحكم عليه
هناك كثير من الجدل الآن مبني على الشكل فقط، وهذا برأيي اختزال غير عادل لتجربة فنية كاملة. أم كلثوم ليست شكلًا فقط، ولا صوتًا فقط. هي حالة، وحضور، وروح، وطريقة وقوف ونَفَس وحركة يدين ونظرة… وكل ده يمكن لممثل قوي أن يقترب منه حتى لو لم يكن نسخة طبق الأصل. نعم، التشابه الشكلي والصوتي يساعد الجمهور على التصديق، لكن مش دايمًا يكون هو العامل الحاسم. في أعمال عالمية كثيرة ممثلين قدموا شخصيات حقيقية من غير شبه كبير، ومع ذلك حققوا نجاح لأن الأداء كان صادق ومقنع. والحقيقة أن منى زكي ممثلة شاطرة وذكية في اختياراتها. قد تنجح… وقد لا تنجح. لكن الحكم المسبق من برومو أو لقطة مكياج بيظلم التجربة قبل ما تبدأ. وفي النهاية، الفيلم مش وثائقي؛ هو رؤية فنية، ومعالجة درامية لجزء من حياة الست. التجربة تستحق المشاهدة قبل الحكم، ويمكن يكون الأداء مفاجأة… ويمكن يكون أقل من التوقعات. بس خلينا نشوف الأول بدل ما نغلق الباب من البداية.
التعليقات