فيلم خيال علمي يقترب من أن يكون حقيقي يمتلئ بالمشاعر عن مهندس تابع لإحدى فصائل الجيش، يقرر البحث عن والده عند الأطراف الخارجية للمجموعة الشمسية، حيث يحاول الكشف عن أسرار تتحدى الطبيعة البشرية وموقعنا في الكون ويطرح الكثير من الأسئلة أهمها الحنين إلى الوطن هل هو حقيقي أم لا ، ففي المعتاد عندما يبتعد شخص عن الوطن يشعر بالحنين أكثر إليه ، ولكن إذا أبتعد كثيراً من المسافة والوقت، تغيرت حياته بالكامل ويتأقلم على البيئة والمجتمع الجديد ليصبح بمثابة (وطن جديد) ينتمي إليه! فهل في الحقيقة يصبح الحنين للوطن مجرد شعور غريب حيث تتبدل تفاصيل حياة الشخص بالكامل حينما يتأقلم على عالم جديد كلياً ؟
الحنين للوطن هل يتبدل إذا تأقلم الشخص على حياة جديدة أفضل؟ فيلم Ad Astra
الحنين للوطن عنصر جوهري من تركيبة النفس البشرية. الإنسان يتشكل وجدانيًا في محيطه الأول: لغته وطفولته وملامح المكان وروائح الطعام وأصوات أهله.
التأقلم لا يساوي الانفصال بل يساوي التكيف مع المحيط الجديد مع بقاء الانتماء القديم في الأعماق،
وإن من يزعم أن الحنين وهم، غالبًا ما يحاول دفن شعور مؤلم لم يتعلّم كيف يواجهه.
وبرغم المنطقية في كلامك لكن أجد أن كثير من المهاجرين الحاصلين على جنسية أجنبية يبدأ بعضهم في التخلي عن جنسيته وأفكاره الوطنية أنا لا أقصد أنه لا يحب وطنه ، ولكن يشعر غالباً بالخزي من أي مظاهر ترتبط بالوطن، ويفخر بالمحتمع الجديد الذي أصبخ ينتمي إليه.
هذا من تتكلم عنه يا صديقي هو القروي الساذج الذي بهرته أضواء المدينة. هل منهم من يفعل ذلك؟ بلى؛ وهم كثر جدا؟
لكنني في المقابل رأيت عندما كنت أدرس في الولايات المتحدة أساتذة جامعات عرب كانوا يفتخرون بأنهم أتوا من جامعات حكومية عربية يُقال أنها خارج التصنيف ومع ذلك وصلوا لمناصب كبيرة في شركات عالمية مرموقة، فلذلك من يتجرد من هويته هذا على الأغلب كانت طموحاته في وطنه أكثر من إمكاناته فذهب لمجتمع جديد أعطاه فرصة بالنسبة له كبيرة جدا لا يحلم بها لكنها بالمجتمع نفسه تعتبر لا شيء. مثلا مثل رجل يبيع الكبدة على عربة طعام بنيويورك مع احترامي لهم؛ لو حصل في المجتمع الجديد على 6 آلاف دولار شهريا لم يحصل عليها في بلده وهو لديه شهادة جامعية فكيف يكون حاله إذا ظهرت عليه النعمة وعاد بعدها لبلده الأم في أي ظرف من الظروف؟
نعم بالتأكيد أوفقك أنهم كثر جداً وبرغم ذلك هناك بالمقابل من هم يفخرون بوطنهم وهويتهم ولا يحملون عقد نقص تدفعهم للتخلي عن قيم الوطن ، ولكن بما أن الظاهرة يا صديقي حسين منتشرة جداً كما أشرنا هل تجد وسيلة فعالة للحد منها ؟
الحل الوحيد هو أن نحاول حل المشكلة من جذورها وهي المدارس ليس بالطبع بأغنية حب الوطن غالي علينا بل فعلا بترسيخ مشاعر الانتماء والوطنية بصدق.
بالفعل من الممكن أن يتحول الفرد إلى غريب في وطنه، خاصة عندما يتعرض للظلم أو التهميش، وقس نفس الوقت يجد في وطن آخر ما يفتقده من كرامة وحرية وفرص عادلة.
وبرأيي التأقلم مع حياة جديدة أفضل لا يلغي الحنين تماماً، لكنه يخفف من حدته، لأن الإنسان بطبيعته يتعلق بالمكان الذي يشعر فيه بالأمان والاحترام، صحيح أنه قد يبقى للوطن الأول مكان خاص في القلب، لكن مع الوقت تبدأ مفاهيم الانتماء بالتشكل من جديد بناء على التجربة والمعاملة لا مجرد الذكريات.
يتعلق بالمكان الذي يشعر فيه بالأمان والاحترام،
قد لا يكون الحنين للمكان بقدر ما هو للأهل والأقارب والأصدقاء، يعني هو لا يريد أن يرى بلده بل من فيها الذين هم يمدونه بالأمان والاحترام وغير ذلك.
صحيح تمامًا، الشعور بالانتماء لا ينبع من الأماكن، بل من الروابط التى نشأنا فى ظلها، من ضحكات الجيران، وسند الأصدقاء، ودفء الأهل. علم النفس الاجتماعي يؤكد أن الأمان النفسي والاجتماعي هو من الحاجات الأساسية للإنسان، بحسب هرم ماسلو، والحنين هنا يعبر عن فقدان تلك الدائرة الحاضنة التى كان يشعر الفرد داخلها بأنه مرئي ومحبوب ومفهوم.
نعم يا أمل أجد أن الروابط التي نشأنا في ظلها من ضحكات الجيران، وسند الأصدقاء، ودفء الأهل. هي بالتأكيد تحمل ملامح الوطن ، ولكن بالنظر بعمق لبعض الشذوذ الذي يؤكد القاعة نفسها سنجد أن هناك بعض الأشخاص قد تخلوا فعلياً عن جنسيتهم .. هم لا يحملون جنسية أخرى فقط .. ولكن تخلوا حرفياً عن انتمائهم .. فأصبحوا ينتموا بالأسم فقط لا غير .. أصبحوا خواجات .. لكن ليس هذا فقط بل البعض يذهب لما هو أبعد مثل اعتناق ليس فقط جنسية أخرى .. أو هوية ثانية .. ولكن تبني رؤى الأعداء أنفسهم .. أو النظر للمجتمعات العربية على إنها مجتمعات يملئها الجهل والتخلف (وستظل كذلك) تلك هي الزاوية التي ينظروا منها .. ربما يكون البعض جريئاً ليعترف بذلك بوضوح منهم ، ولكن البعض لا يعترف ويكتفي بالعيش داخل صومعة خاصىة أو برج عاجي يرى فيه الجميع صغار بما فيهم الوطن نفسه.
نعم أظن في معظم الحالات
التأقلم مع حياة جديدة أفضل لا يلغي الحنين تماماً، لكنه يخفف من حدته، لأن الإنسان بطبيعته يتعلق بالمكان الذي يشعر فيه بالأمان والاحترام
ولكن لماذا أجد بعض النماذج تسخر من وطنها أو تعتبر المواطنين مجموعة من الجهلة أو الأغبياء أو التابعين والمهللين بدون وعي لأي نظام حتى وإن كان بالغالب نظام فاسد ((هكذا تبدو تعليقاتهم)) أجد تلك الفئة تسقط كل العيوب على الوطن دون فهم أو ويع بحقيقة ما يحدث حقاً
أعتقد أن الحنين للوطن قد يصبح شعور مختلف بعد التكيف مع بيئة جديدة. في البداية، يكون الحنين مرتبط بالمكان والذكريات، لكن مع مرور الوقت وتغيير الحياة بالكامل، قد يتبدل هذا الشعور. إذا تأقلم الشخص مع البيئة الجديدة وأصبح جزء من المجتمع هناك، فإن الحنين قد يتحول إلى شعور غريب أو غير ملموس، وقد يصبح الوطن الجديد مصدرًا للانتماء. ولكن، مع ذلك، لا يعني هذا أن الحنين يختفي تماماً، بل قد يتحول إلى مجرد ذكرى أو شعور بعيد.
الحنين للوطن يطرح تساؤل عميق بما أنه من الممكن لفئة كبيرة التأثر بفكرة الابتعاد نفسياً وجغرفياً وزمنياً عن بيئة لطالما أعتاد عليها ليعيش بداخل بيئة جديدة بدأ بالتأقلم عليها ، وهو تعريف معنى الهوية والوطن ، فالبعض يشير للوطن أنه الأهل والذكريات ، والبعض يشير إلى أنه الأرض، لذا كان سؤالي داخل الموضوع حول ما إذا كان الوطن بالفعل يتأثر الشعور به كما ضكرت :
مع مرور الوقت وتغيير الحياة بالكامل، قد يتبدل هذا الشعور. إذا تأقلم الشخص مع البيئة الجديدة وأصبح جزء من المجتمع هناك، فإن الحنين قد يتحول إلى شعور غريب أو غير ملموس، وقد يصبح الوطن الجديد مصدرًا للانتماء
فكيف إذاً يمكن القول أننا حقاً نحب أوطاننا ؟ أو ما هو تعريف كلمة الوطن حقاً لمن تتأثر مشاعرهم بتلك الطريقة ؟
التعليقات