لا بد وأنكم سمعتم بالضجة التي أحدثها الفيلم بعد صدوره في السينمات، وما بين آراء تمدح وآراء تذم لا يهمنا هذا، فأنا لا أريد نقاش الفيلم من الناحية الفنية، ولكنه كان تذكيري بقضية شائكة محل خلاف كبير وحساسية كبيرة أيضًا، ألا وهي الصداقة بين الرجل والمرأة والتي أنها ليست مستحيلة كما يُزعم، هكذا رأيي على الأقل، فهي لا يجب دائمًا أن تنتهي بقصة حب ( إلا إذا كانت هذه نية الطرفين من البداية وكانت الصداقة مجرد ستار مؤقت). الصداقة ممكنة طالما أن الطرفين ينظران لبعضها نظرة احترام وتقدير لكونهما بشر يستحقون ذلك لشخصهم، ولا يضع أحدهما الآخر في قالب نمطي أو صورة معينة تجعله لا ينظر إليه بنظرة أخرى تعيق إمكانية الحفاظ على الصداقة، ومع وضع الحدود والالتزام بأخلاقيات الدين والمجتمع لن تكون هناك أي مخاوف حول طبيعة هذه العلاقة أو نتائجها.
فيلم الهوى سلطان: الصداقة بين الرجل والمرأة ليست مستحيلة كما يُزعم.
أتفهم وجهة نظرك رغم عدم أتفاقي معها أستاذة رنا ، فمعظم الصداقات المهنية أو حتى تلك الصداقات التي نطلق عليها (صحوبية) لا تشبع بأي شكل صداقة ولد لولد أو بنت لبنت فكل ما يمكن القول فيه من تجربتي الخاصة أن تلك الصداقات التي حاولت أن أجعلها مهنية أو بالشكل المثالي لوجود صديق وصديقة مبنية على الاحترام والتقدير المتبادل وتلاقي العقول، وجدت أنها تنتهي دوماً بأن الطرف الثاني في مرحلة ما يتفاجئ مثلاً أنني أخبره بفتاة معحب بها - وكأن الصداقة التي بيننا - هي شكل اجتماعي لتبرير تواجدنا معاً .. وهذا الأمر لم يكن من قبيل المصادفة أو حدث مرة واحدة ... بل أكثر من مرة ، ومن هذا استنتج أن الصداقات هي أشبه بطريقة غير مباشرة لإبقاء شخصاً ما تحت الاختبار لفترة بهدف تحويله لعريس محتمل .
أعتقد أن الصداقة لا تنتهي بوجود شخص بين اثنين لا يرى للصداقة مطرح، ما الذي أعنيه من كلامي؟ أنني لأفرض أنني أشتغل ضمن شركة وقالت لي بنت هناك كنت أعاملها كصديقة أنها تحبني أو معجبة فيّ، أستطيع فقط لإنهاء حالتها هو الرفض القاطع المؤدب لهذا الأمر، وهذا لن يؤثّر على صداقتنا واستمرارها، يمكنني أن أضع في عقلي أنني صديق لهذه الانسانة مهما حاولت إفساد صداقتنا بتطويرها لحالة إعجاب وحب، هذا الاصرار برأيي يجعل علاقات الصداقة مستمرة، حتى لو فشلت هذه الطريقة مرات ولكن نسبة نجاحها أكيدة في نهاية الأمر، لإنه برأيي أن القرار دايماً في رؤيتنا لهذه المواضيع هو فردي لا ثنائي.
ولكن هذا يعتمد على تقبل الطرف الآخر الرفض، وهذا على أرض الواقع قد يكون صعبا، ربما تفهم أن الإبقاء على الصداقة هي فرصة أخرى لها لمحاولة تغيير مشاعر الطرف الآخر ناحيتها، وهذا سيسبب له عدة مشكلات بالأخص إذا كان معجب بفتاة أخرى ويريد التقدم لها مثلا أو تعريفه بنفسه، الصديقة في هذه الحالة لن تترك الأمر يمر مرور الكرام دون أن تحاول تخريبه بشتى الطرق، فضلا عن أن الفتاة المعجب بها إذا استشعرت أن للصديقة مشاعر أخرى غير الصداقة لن تقبل بهذه العلاقة فإما سترفض الارتباط به أو تطلب منه قطع علاقته بصديقته وهذا بصراحة من حقها بالطبع.
مع كل يوم إضافي لي في الحياة أتأكد أكثر بأننا نحن المسؤولين عن حياتنا وبالتالي لا يمكن لأي بنت أن تخرّب ما عرفت أنا أن أشئه بيني وبين بنت أخرى وبين عائلتي وعائلة أخرى، أنا المسؤول بطريقة بنائي لكل أمر وتواصلي مع كل أحد وكل هذا يحدد طريقة حياتي ولذلك لا أخاف هؤلاء البنات والشباب نهائياً لإنني متأكد بأن مواقفنا وردود أفعالنا نحن هي وفقط ما تصيغ حياتنا كلها بدون أي تأثيرات خارجية.
ربما يا ضياء إذا كانت مواقفك قوية وتؤكد ما تشعر به وتطمن مخاوف شريكك قد لا يتأثر بكلام أو أفعال وسلوكيات طرف آخر يحاول التخريب بينكما، ولكن يجب مراعاة عوامل أخرى قد تؤثر على هذا، مثلا تجارب سابقة سامة مع شريكك كانت ملئية بالكذب أو الخيانة زرعت فيها الشك الدائم فيما يقال لها، غيرة الشريك، بعض الأشخاص أكثر غيرة وحساسية من أبسط المواقف مهما كانت ولا تقبلها أو تتفهمها بسهولة، فضلا عن من يرفض فكرة وجود صداقة من الأساس لشريكه مع شخص من الجنس الآخر، وفي هذه الحالة أريد رأيك في هذا الموضوع، ماذا لو رفضت شريكتك صداقتك مع فتاة أخرى؟
لهذا أنا ذكرت في المساهمة ووضعتها بين قوسين بشكل خاص ( إلا إذا كانت هذه نية الطرفين من البداية وكانت الصداقة مجرد ستار مؤقت). على الأغلب هؤلاء الفتيات كانت لديهم مشاعر إعجاب بك من البداية، ولم تعتبرك يوما صديقا بل كانت الصداقة ستار أو واجهة لتبرير تعاملكم معا أمام الناس، أو تغيرت مشاعرها مع الوقت ولا ضرر في ذلك، نحن لا نتحكم في مشاعرنا ولكن نتحكم بتصرفاتنا، وفي كلا الحالتين عندما توضح طبيعة مشاعرك بطريقة لائقة وتضع حدود مجددا لعلاقتكما لا مشكلة على الإطلاق، لو الطرف الثاني ناضج سيتعامل بنضج مع الموقف ويتقبل حقيقة مشاعرك فإما سيبقى على الصداقة أو سيحجمها، هذا لا يمنع من أن فكرة الصداقة بين الجنسين ليست مستحيلة، وهناك علاقات زمالة وصداقة استمرت سنوات دون أن تتحول لحب أو تنتهي بشكل غير مرغوب، وحافظت على الود والاحترام المتبادل، وهذا لا يمنعك من أن تتعامل بطبيعتك أو يدفعك لتجنب أي صداقة مع أي شخص طالما أنك وضحت حدود وطبيعة العلاقة بينكما من البداية، فليست مسؤوليتك نوايا أو مشاعر شخص آخر.
نعم لقد جربت هذا الحل أيضاً ، وحقيقتاً أنا كنت أشعر بالضيق وحتى الغضب من نفسي لتسببي لهم في الألم الناتج من عدم القدرة على مبادلتهم المشاعر نفسها وأنا أتفحص أفعالي هل قمت بتشجيعهم والغريب (أنني لم أفعل) ، الأصعب أنني عندما أظهر أن صداقتنا تكون أقوى ، أجد أنهم يتعاملوا معي بطريقتين
الأولى : تقبل الصداقة ظاهرياً ولكنها تتعمد أن تعاملني بفطور شديد وأحياناً تجاهل وعدم أهتمام أو حتى (قلة زوق) وأنا كنت أتفهم هذا فأنسحب بهدوء مضطر
الثاني : تقبل الصداقة ظاهرياً ولكن محاولة إثارة غيرتي بأي شكل أو حتى غضبي مثل قيامهم مثلاً بالتورط في علاقات عاطفية أخرى (قادرة على تدميرهم حرفياً) بهدف دفعي للتدخل ، حتى لا أعرف حينها هل علي التدخل وإنقاذهم مما ورطوا أنفسهم به فيعتبروا هذا نوع من الاعتراف بالحب أم أنسحب وأتركهم لمصيرهم ... فأجد نفسي أيضاً أنسحب مضطر
وللأسف لم أجني سوى الكراهية بنهاية الأمر .. كراهية لم أسعى لها أو أتعمدها
الصداقة الوحيدة بوجهة نظري التي تجمع بيني وبين نساء : هي تلك الصداقات التي قد تجمعني بزملاء عمل متزوجات أو سيدات كبيرة بالسن بعمر والدتي ، أو حتى فتيات صغيرة مثل أخواتي ( مع بعض الحذر) ، ولكن هذا يجذب لذهني سؤال آخر .. ما الذي أحاول فعله عندما أعجب بفتاة
هذا يحدث بالتقرب منها والتودد لها ومحاولة (كسب صداقتها) تمهيداً للحظة مناسبة أعترف لها بهم بالحب .. إذاً لماذا يجب علي لومهم لفعل أغلبهم المثل أغلب الوقت ؟
تقبل الصداقة ظاهرياً ولكنها تتعمد أن تعاملني بفطور شديد وأحياناً تجاهل وعدم أهتمام أو حتى (قلة زوق) وأنا كنت أتفهم هذا فأنسحب بهدوء مضطر.
هي في هذه الحالة أوضحت بطريقة غير مباشرة عدم قدرتها على تحمل الرفض، والأفضل بالفعل هو إنهاء هذه العلاقة أو إعادتها للرسميات كأنك تتعامل مع شخص غريب عنك، وهذا أفضل لها أيضا لكي تتمكن من تجاوز مشاعرها والمضي قدما.
تقبل الصداقة ظاهرياً ولكن محاولة إثارة غيرتي بأي شكل أو حتى غضبي مثل قيامهم مثلاً بالتورط في علاقات عاطفية أخرى.
لا تتدخل، هذه نصيحتي لك، طالما أنك تعلم نيتها للتورط بهذه العلاقة فلا تعطي لها ما تريد ولا تهتم، هي بنفسها عندما لا تحصل على ما أرادته ستنهي العلاقة المزيفة التي بدأتها، ولكن إذا تدخلت ستعطي لها آمال لتسرح بتخيلاتها حول أسباب تدخلك، فلا تغذي هذه التخيلات، في النهاية هي إنسانة بالغة وواعية يجب أن تدرك مسؤولية أفعالها وتتعامل بنضج أكبر.
هذا يحدث بالتقرب منها والتودد لها ومحاولة (كسب صداقتها) تمهيداً للحظة مناسبة أعترف لها بهم بالحب .. إذاً لماذا يجب علي لومهم لفعل أغلبهم المثل أغلب الوقت ؟
لا أنا لا عن نفسي لا أفضل هذا، ولنكن واضحين من البداية بشأن طبيعة العلاقة، عندما نقول من البداية أننا صديقين ولا توجد مشاعر أكثر من ذلك فيجب أن نلتزم بهذا وإن حدث وتغيرت المشاعر بعد ذلك فيجب مراعاة أن الطرف الآخر لا يتحمل ذنب أو مسؤولية تغير مشاعرنا، أما إذا كانت المشاعر من البداية مشاعر إعجاب فلتكن واضح بها وتتخذ الخطوات الصحيحة للاعتراف في هذه الحالة.
يعجبني تحليلك الواعي جداً للعلاقات وأحترمه للغاية وبحكم تجربتي التي قد تكون مختلفة عن تجربتك معظم الفتيات تقودهم مشاعرهم بشدة وتتحكم بهم بشكل مفرط ، وهو سبب اساسي في أن كثير من الصداقات تتحول لحب بشكلاً أو بآخر ، مثلاً هناك فتاة الآن على أحد منصات التواصل تحبني بصمت وأنا أدرك هذا ولكن ليس لي القدرة على مبادلتها نفس المشاعر (رغم محاولتي في أحد المرات منح الأمر فرصة ليس لأني أريده حقاً) ولكن لكونها تتعذب بشدة لإدراكها أنني لا أحبها وأنها لو حاولت مثلاً التصريح من جانبها تعرف إن تلك العلاقة ستنتهي .. فتختار هي الصداقة وتتألم بصمت وهو أمر مؤلم لي أيضاً لشعوري بالعجز وعدم القدرة على تقديم حل حيال هذا الأمر وهي تتألم ، والأمر كما يحدث للفتيات يحدث للشباب ، الصداقات تتخذ أشكال عديدة ... ولكن ليس هناك الكثير ممن يعرف قيمتها أو الفرق بينها وبين الحب وأحياناً هناك الكثير يتعمد عدم الفهم، وأنا أحترم الصداقات المهنية .. مثل تلك الصداقات التي يفرضها عمل معين مثل شركة أو مكان دراسة ألخ حيث تصبح هناك حدود واضحة يصعب تخطيها بسهولة,
الفيلم جميل، لكن مشكلته في رأيي أنه استعرض إمكانية الصداقة بين الرجل والمرأة في بيئة مصرية أكثر تحررًا، أي بشكل ما لا تشبه البيئة المتوسطة أو تحت المتوسطة التي قد تفرض معوقات لذلك النوع من الصداقة، والتي تتجلى فيها فعلًا أخلاقيات المجتمع، التي هي أيضًا تتغير باستمرار في نواحي كثيرة.
هذه نقطة هامة بالفعل، فمفهوم الصداقة بين الرجل المرأة أو حدودها يختلف باختلاف البيئات والطبقات، وإذا ركز الفيلم على طبقة معينة تسمح بأشياء معينة فهذا ليس معناه أن الصداقة بين الرجل والمرأة تشتمل على تلك الأشياء فإذا كنت أرفضها أرفض العلاقة كليا! هذا ليس منطقي، لكل شخص الحق في وضع حدوده في علاقاته جميعا أيا كان، وأنا بالمناسبة لا أتفق مطلقا على طبيعة أو حدود الصداقة لنوعية البيئات كالتي وردت في الفيلم لأنني لا أراها تتناسب مع قيم الدين ومبادئي الشخصية، الفيلم نفسه كان عليه ملاحظات كثيرة في هذا الجانب ككثرة مشاهد شرب الخمر.
لا بد وأنكم سمعتم بالضجة التي أحدثها الفيلم بعد صدوره في السينمات، وما بين آراء تمدح وآراء تذم لا يهمنا هذا، فأنا لا أريد نقاش الفيلم من الناحية الفنية، ولكنه كان تذكيري بقضية شائكة محل خلاف كبير وحساسية كبيرة أيضًا، ألا وهي الصداقة بين الرجل والمرأة....
أنا مثلك، أرى أن الصداقة بين الرجل والمرأة ممكنة، لكنها تعتمد على نضج الطرفين واحترام الحدود. نجاحها يتطلب وضوحاً في النوايا وتفاهماً متبادلاً حول طبيعة العلاقة، بعيداً عن التوقعات العاطفية أو الالتباس. هذه الصداقة يمكن أن تكون غنية بالتجارب المختلفة ووجهات النظر المتنوعة، لكنها قد تواجه تحديات بسبب الصور النمطية المجتمعية أو مشاعر قد تتطور لدى أحد الطرفين. الأهم هو الصدق مع النفس ومع الآخر، وفي حال ظهور تعقيدات، الحوار الصريح هو المفتاح للحفاظ على الاحترام والتوازن.
هذه الصداقة يمكن أن تكون غنية بالتجارب المختلفة ووجهات النظر المتنوعة.
هذه حقيقة، اختلاف طبيعة كل من الرجل والمرأة يجعل لكل طرف منهم طريقته في التفكير والعمل والتقييم والتجربة، وهذا يعرض كل منهما لتحديات مختلفة يتعلموا منها دروس مختلفة، وهذا يجعل كل من الطرفين يتعلم من الآخر ما يفيده في حياته بشكل عام، ويساعد على تعزيز الفهم والتواصل بين الطرفين والتي بالمناسبة يعاني منه الكثير من الأزواج بعد الزواج، أتذكر كم تعلمت وعلمت عن العديد من الفرص عندما كنت في الجامعة بفضل زملائي الولاد، كانوا يعرفون أشياء أكثر عن الدراسة والعمل أكثر منا نحن كفتيات لأن احتكاكهم أكثر بسوق العمل على أرض الواقع كان أكبر بكثير، وهذا مثال بسيط عن الاستفادة من طبيعة الاختلاف.
تعليقك يعكس فهمًا عميقًا لقيمة الاختلاف بين الجنسين وأثره في بناء علاقات غنية بالتجارب والتعلم المتبادل. من الناحية العلمية، التنوع في التفكير والخبرات بين الرجل والمرأة ينبع من اختلافات بيولوجية واجتماعية ونفسية، ما يثري العلاقات ويجعلها مصدرًا للنمو الشخصي.
وجود زملاء أو أصدقاء من الجنس الآخر يوفر منظورًا مختلفًا حول الحياة والعمل، ويساعد على كسر التصورات النمطية التي قد تكون متجذرة في بيئاتنا الاجتماعية. كما أشرت، فإن التفاعل بين الجنسين يساهم في تعزيز الفهم والتواصل، وهي مهارات ضرورية ليس فقط في الصداقة، بل أيضًا في العلاقات الزوجية والمهنية.
فكرة أن الرجال يحتكون أكثر بسوق العمل في مراحل مبكرة قد تكون صحيحة في بعض السياقات، خاصة إذا كانت البيئة الاجتماعية تشجعهم على الاستقلالية بشكل أسرع. لكن في الوقت نفسه، النساء يقدمن رؤى مختلفة قائمة على تجاربهن ومهاراتهن في مجالات أخرى، ما يجعل التبادل بين الطرفين متكاملًا. هذا التفاعل لا يقتصر على تبادل المعلومات، بل يشكل أيضًا أساسًا لتطوير مهارات حياتية مثل الاستماع والتعاطف وفهم وجهات النظر المختلفة.
ما ذكرته عن الجامعة يُظهر مثالًا واقعيًا على كيفية استفادة الطرفين من الاختلاف، وهو تأكيد على أن الصداقة بين الرجل والمرأة ليست فقط ممكنة، بل يمكن أن تكون نافعة ومثرية للطرفين إذا أُديرت باحترام وتفاهم.
لكن في الوقت نفسه، النساء يقدمن رؤى مختلفة قائمة على تجاربهن ومهاراتهن في مجالات أخرى.
هذه حقيقة، أنا فقط ركزت بناء على تجربتي وما استفدته من تعاملي مع زملائي في هذه الفترة تحديدا، ولكن هذا لا يمنع أن النساء كذلك قد يقدمن نفس الاستفادة بناء على خبراتهن وظروفهن. بشكل عام التواصل بين الطرفين مفيد لأنه يجعلنا نفهم ونستفيد من خبرات بعضنا البعض سواء في الدراسة أو العمل أو في الحياة بشكل عام، طالما أن لها حدود وضوابط، وخارجة عن النمط التقليدي الذي يضع فيه كل طرف الآخر مثلما أشار مثلا زميلنا @Mohamed_hosny بعض النساء تعتبر الصديق عريس محتمل، أو في حالة الرجل عندما لا يرى الفتاة سوى وسيلة تسلية.
كلام جميل وأنا أقدره وأؤمن بإمكانية نجاح هذه العلاقات، ولكن أنا ضدها وأرفضها تمام الرفض، وهذا ما أمرني به الله ونصحني به رسوله، لذلك لن امتثل لغيره تحت أي مسمى أو بأي مبرر، حتى لو كانت رفض صداقتهم ستعني أن أكون وحيد في العمل أو في الدنيا فخير ما فعلت لاخرتي أن أكون وحيد في الدنيا.
أنا لست متخلف أيضاً أؤمن بقيمة التواصل وأنا من أكثر الداعمين للنساء في بيئة عملي بل وأكثر فريقي من النساء، ولكن بيننا تواصل غرضه العمل ومهام العمل فقط لا يتعدى ذلك ابدا
ما مفهومك عن الصداقة اسلام؟ لاحظت أن كثير من الناس يحرم "الصداقة" ويستبدلها بمصطلحات أخرى كالتعامل، التواصل، الزمالة وكلها درجة من درجات الصداقة في النهاية! لماذا عندما نتحدث عن الصداقة لا يخطر ببالنا سوى الصداقة المقربة جدا التي بلا حدود، رغم أننا في العادي لدينا صداقات مع بني جنسنا وليست جميعها بنفس درجة القرب وبها الكثير من الحدود أو الرسميات ولكننا مازلنا نطلق عليها "صداقة".
سلام عليكم .... الواقع اليوم يقول ان الصداقة بين الطرفين ممكنة . لا يوجد مكان عمل او دراسة يكاد يخلو اليوم من وجود الجنسين معاً . ومن نافلة القول انهم بحاجة للتواصل و التعامل معاً و طبيعي ان تنشأ علاقات بينهم على رأسها الصداقة التي هي تطور طبيعي لعلاقة الزمالة . تحياتي
مشاركتك حامد تحمل تفهم كبير للواقع الذي نعيشه ومتغيرات العصر التي تفرض ضرورة التواصل والتعامل بين الجنسين، وبالتالي ضرورة إزالة الحساسية حول طبيعة هذا التواصل، وطعنه دائما بالشك في النوايا والأفعال، خصوصا أن هذا في كثير من الأحيان يعطي أوصاف مشبوهة لكلا الطرفين، فتجد مثلا من يتكلم عن أخلاق فتاة ويضعها في خانة معينة، وهذا بالطبع غير مقبول على الإطلاق!
وضع الحدود والالتزام بأخلاقيات الدين
لنكن واضحين في البداية، هذه الحدود " الدينية" لا تعترف بهذه الصداقة من الأساس (قلت الصداقة ولم أقل التعامل، طبعا الدين لا يحرم تعامل الرجل مع المرأة في الضروريات لكنها ابدا لن تصل للصداقة)
فدينيا هنا ينتهي النقاش. وهذا هو الرأي الذي أتبناه وينبغي لكل مسلم عاقل أن يتنباه.
أما إذا نظرنا لمختلف وجهات النظر المنتشرة في الساحة فالبعض يرى أنها ممكنة إذا كانت مبنية على احترام متبادل ووضوح في النوايا، حيث لا مجال لتجاوز الحدود. آخرون يعتقدون أن الفروقات الطبيعية والجاذبية بين الجنسين تجعل هذه الصداقة محفوفة بالمخاطر.. أشبه بقنبلة موقوتة. هناك أيضا وجهة النظر التي تقول إن السياق يلعب الدور الأكبر.. في العمل والدراسة قد تكون الصداقة عملية لكونها اكثر رسمية قليلا..
هذا يعتمد على فهمك للصداقة، والتي استثني منها الصورة الغربية التي تم حفرها بأذهاننا من خلال الأعمال السينمائية، يعني لو قلنا الأخوة ستكون العلاقة مقبولة أكثر، الفكرة بالأساس تعتمد على عقلية كل طرف ومدى التزامه ومعرفته لحدوده، وبالتأكيد هذه العلاقة إن وجدت بين رجل وامرأة لن تكون بنفس سمات العلاقة نفسها بين المرأة والمرأة مثلا أو الرجل والرجل، فقد تصادف الحياة أن تقابل سيدة تكون لك أخت وسند ربما أكثر من أختك والعكس صحيح، المهم هو كيفية التعامل بينهما والحدود المرسومة التي لا يمكن تجاوزها، وأن سمات العلاقة نفسها ترسم حدودا وسمات لهذه العلاقة لتجعلها متوافقة مع معتقداتنا وبيئتنا العربية.
هذا التعليق حمل نفس تساؤلي رفيق، ما تعريفك للصداقة أو المعايير التي وضعتها لها؟ @Rafik_bn، أنا مثلا أرى أن الصداقة دعم وتشجيع ومشاركة، فإذا كان لدي أحد زميلة أو زميل على حسب في الدراسة مثلا وتعرفا على بعضهما البعض وأصبحا يدرسان معا ويساعدان بعضهما البعض في المهام المختلفة، فهذا دعم، وإذا شجعا بعضهما البعض على التفوق وتحقيق أعلى المراتب فهذا تشجيع، وإذا شكى كل منهما للآخر مما يعانيه ومن مخاوفه فهذه مشاركة، وكل هذا يدخل ضمن إطار الصداقة والتي بالمناسبة درجة من درجات التعامل أيضا، فما الضرر في هذا؟
لا يوجد ضرر طبعا! يا رنا، لقد وضّّحتِ بتعليقك هذا وجهة نظري بالضبط، كل علاقة يتوفر فيها معيار معين يطلق عليها اسم خاص، قي مثالك نطلق عليها زمالة عادية، وإن حصل دعم وتشجيع (وهنا نصل لحالة مثال سيدنا موسى عليه السلام الذي ذكرته) ويمكن أن نضيف اليها قلييلا من المشاركة عند الضرورة فقط! تتحول الى أخوة في الله وهي أعلى درجة من العلاقة بين الرجل والمرأة
أما المشاركة المطلقة كالشكوى لبعضهما ومشاركة الهموم و حتى الافراح نعم ستوصل العلاقة لمسمى الصداقة لكن الدين لا يسمح بهذا ويعتبره خضوعا في القول، لذلك قلت من البداية الافضل ان لا نفتي من رؤسنا في النظرة الدينية لأنها محسومة! أي نعم هذا موجود في الواقع وهي صداقة نعم لانها توفرت فيها كل الشروط التي ذكرتها لكن لا داعي لنخدع انفسنا فذلك لا يرضاه ديننا نحن فقط متساهلون فيه نوعا ما! هل فهمتِ قصدي... فأنا لا أنفي وجود صداقة بين الرجل والمرأة، بل أنفي وجودها في الاسلام! أما مجتمعيا وكذا فقد أدرجت في تعليقي الاول اختلاف وجهات النظر حول الموضوع وفق شروط حسب مايراها كل شخص.
هذا يعتمد على فهمك للصداقة
مفهومي للصداقة لا يتوافق بتاتا مع هذا المثال
تصادف الحياة أن تقابل سيدة تكون لك أخت وسند ربما أكثر من أختك والعكس صحيح
الصداقة لاتبنى فقط على مواقف كهذه، ماذكرته يدخل في الأخوة في الإسلام مثلما النبي موسى عليه السلام عندما سقى للبنتين، فمن يتأمل القصة جيدا يعرف أن ما قام به مساندة حقيقية في تلك الظروف والبيئة التي صعّبت عليهما مُرادهما، فهل نقول عنه صديقهما؟ بالطبع لا فما قام به كان من باب الأخوة في الله وفعل الخير أيضا.
أما الصداقة فيجب أن تتوفر عدّة معايير حتى نطلق عليها مسمى "الصداقة"، ومن بين هذه المعايير أمور لا تصلح أن تكون بين الرجال والنساء.
لابأس أن نناقش وجهات النظر الأخرى ونعرف الحدود والأخلاقيات والشروط التي ينبغي أن تتوفر لتبقى العلاقة أقل سوءا وأكثر أدبا على الأقل وكذا نعم.. لكن عندما يتعلق الامر بالرؤية الدينية الصحيحة فالنقاش محسوم ولايفضل أن نجادل فيه
أما الصداقة فيجب أن تتوفر عدّة معايير حتى نطلق عليها مسمى "الصداقة"، ومن بين هذه المعايير أمور لا تصلح أن تكون بين الرجال والنساء
هذا ما أقصده، من أين أتت هذه المعايير؟ كيف كوناها هل من الصورة التي صدرتها لنا الأفلام الأجنبية، أم من أين، وألا يمكن خلق صورة تتماشى مع معتقداتنا، بالنهاية نحن من نضع الحدود ونرسمها، لذا من خلال التعليقات والمنظور الذي يرفض هذا النوع من الصداقة أجد تصدير للفكر الغربي، الخروجات والسهرات، والتقارب وكل هذه أمور ليس شرطا للصداقة أبدا
ومن بين هذه المعايير أمور لا تصلح أن تكون بين الرجال والنساء.
بالطبع الصداقة بين الرجل والرجل أو المرأة والمرأة ستختلف عن طبيعة الصداقة بين المرأة والرجل وهذا طبقا لما وصفته بالحدود الدينية والأخلاقية والمجتمعية كذلك، فمثلا من الطبيعي أن تزور إمرأة صديقتها وربما تبيت لديها ولكن بالتأكيد هذا غير مسموح في حالة صداقتها مع رجل! المعايير التي تضعها للصداقة بشكل عام لا يتم تطبيقها في حالة الصداقة بين الرجل والمرأة بشكل خاص.
ماذا يعني الدين ينهي الجدال! الدين لم يحرم علينا النقاش، ونحن نتناقش في قضية لا يهم أي الآراء تتبناها فيما يخصها لأن جميع الآراء مرحب بها، لهذا أنا أود سماع رأيك وسببه وليس رأي المقال، أنا أعرف ضوابط الدين في هذا الموضوع والتي بالمناسبة لم تختلف مع أي مما ذكرته في المساهمة.
ينهي الجدال = معناه منع النقاش معناه أنه معروف حكمه وسبب تحريمه و إضراره .
أنا سبقت وقلت رأي في كذا موضوع لا يوجد علاقة صداقة بين الجنسين العلاقة بين الجنسين لا تخلو من نوعين
علاقة زواج ( زوج و زوجة ) أو علاقة محرمة (ليش شرط أن تكون زنا ) .
بخصوص العمل المفروض يتم الفصل بينهم وإذا لازم الامر المفروض تكون تحت ضوابط منها الإحتشام في اللبس وعض البصر من كلا الطرفين والكلام بينهم يكون بحدود ومن تميع او الإطاله في الكلام ولا يكون في تواصل خارج أوقات العمل ينتهي كل شيء بعد العمل .
التعليقات