هل مررتم يومًا بتجربة أن صديقكم المقرّب صار شخصًا آخر بعد تغيّر مسار حياته؟ هذا بالضبط ما وضعني فيه فيلم Frances Ha (2012) للمخرج نوح باومباخ وبطولة غريتا غيرويغ. في البداية نرى فرانسيس وصوفي كأنهما ثنائي لا ينفصل: يعيشان معًا، يتشاركان الضحك والأحلام، حتى نظن أن هذه الصداقة لا يمكن أن تهتز، لكن فجأة تبدأ الحياة في أخذ كل منهما إلى طريق مختلف، صوفي تخوض تجربة الزواج، وفرانسيس تكافح لتثبت نفسها فنيًا ومهنيًا، ومع هذه التحولات، يصبح الرابط بينهما في موضع اختبار. الغريب أن الصداقة هنا لم تنكسر بسبب خلاف أو خيانة، بل بسبب اختلاف الاتجاهات. وهذا ما جعلني أفكر: هل الصداقة تتطلب أن نظل دائمًا متشابهين، أم أنها قادرة على الصمود رغم اختلاف الظروف؟ شخصيًا، مررت بشيء مشابه. عندما تمت خطبة صديقتي المقربة، شعرت أنها تبتعد عني دون قصد؛ محادثاتنا قلت، وإن تحدثنا كان زوجها أو خطيبها محور الكلام. حتى أنها صارت أقرب لصديقاتها المتزوجات، ربما لأنها كانت تبحث عن خبرات لا أملكها وقتها. الأمر آلمني كثيرًا، ومع أن صداقتنا عادت لاحقًا، إلا أنني دائمًا أشعر أن شيئًا ما تغيّر.

فهل التغيير في مسارات الحياة يعني بالضرورة أن نفقد جزءًا من صداقاتنا؟ أم أن الصداقة الحقيقية يمكنها أن تعيد صياغة نفسها مع كل مرحلة جديدة؟