عندما يفقد الرجل إحساسه برجولته، وبدلاً من أن يواجه مشاكله يقرر أن يرتدي قناع القوة والإنكار في مواجهة عجزه، وهذا ماحدث في فيلم "ابو صدام" حيث أن إحساس العجز داخله بدأ يتوغل داخله ليجعله يعيش في عالم من الكذب والوهم، ليتخيل أنه ملك الطريق ومعشوق النساء على الرغم من أنه لم يقم بقيادة أي شاحنة لأكثر من 5 سنوات، وعلى الرغم من علاقته السيئة بزوجته الثانية!

ابو صدام ليس وحده من يتصرف بهذا الشكل، الكثيرين من حولنا يتصرفون بهذا الشكل وإلا ما كنا سنشاهد تزايد إعلانات منتجات الخصوبة في التليفزيون وواجهات المحلات والصيدليات!

هذا الفيلم يجعلنا نتساءل لماذا الكثير من الرجال من حولنا بدلاً من أن يعترفوا بضعفهم يختلقوا أوهام ويعيشوا بها حتى تبتلعهم؟!

والمعضلة هنا أن المجتمع يربي الرجال بهذه الطريقة، طريقة الإنكار ودفن رؤوسنا في الرمال، يتربى الرجال أيضا على أن دائما لهم السلطة الأعلى فممنوع إظهار الضعف، وأن من الأفضل لهم نسج حكايات وهمية عن بطولاتهم حتى لو صدقوها فيما بعد!