لم تكن تدري أن حفلة تكريم عابرة، أقيمت في بلدٍ غريب، ستكون بداية التحوّل في حياتها. كانت امرأة ناجحة، تملأ يومها بين أطفالها وعملها، تمضي الساعات في دائرة لا تتوقف، حتى نسيت نفسها في زحمة المسؤوليات. وبين تصفيق الصديقات من جنسيات مختلفة، لم يخطر ببالها أن ما ستراه تلك الليلة سيغيّر شيئًا في داخلها. كانت صديقتها تضحك بخفة وهي تحدّث رجلًا تعرفت عليه في تطبيق محادثة. كانت حكاية تبدو عابرة، للتسلية فقط، كما قالت. لكن تلك “التسلية” كانت كصفعةٍ أيقظتها
الناحية الثانية من مسلسل نمرة 2
في أحد الأمسيات، اجتمعت الأختان وزوجاهما حول مائدة العشاء، والضحكات المجهدة تحاول أن تُخفي ما تحتها من تعب السنين. وسط الحديث، أفصح أحد الأزواج برغبةٍ دفينة في أن يفتح مشروعه الخاص. كلمة عابرة، لكنها كانت الشرارة. لم تُعلّق زوجته سوى بنظرةٍ ضاقت فيها العينان، وابتسامةٍ مشدودةٍ كأنها قناعٌ لبركانٍ مؤجل. فمرّ الموقف بسلامٍ ظاهري، واتُّفق ضمناً على تأجيل الشجار إلى حين العودة إلى البيت. لكن في تلك الليلة، لم يكن البيت كما كان دائماً. كان صامتاً كمن يستعد لسماع اعترافٍ
صوت الخسارة في رغبة لم تنضج من فيلم مذكرات مراهقة
~ما شدّني إلى هذا الفيلم منذ اللحظة الأولى هو قربه من عالمي الداخلي؛ أنا التي أحب تدوين اليوميات، والهرب إلى الروايات حين يخفت الحب أو يغيب. وجدت في البطلة ظلّي: امرأة ترمّم هشاشتها بالكتابة، وتداوي نقص الحياة بصفحات الكتب. ~وزاد انجذابي له ذلك الإيقاع الكلاسيكي في طريقة السرد، وتلك الألوان الباهتة التي تعيدك فجأة إلى زمن التسعينات. شيء في خامة الصورة وصوتها يجعلك تشعرين أنك تشاهدين فيلمًا خرج من ذاكرة قديمة، لا من شاشة حديثة. إحساس يشبه رائحة بيتٍ قديم؛
حين تخون الامومة النصيب
يا لها من مأساةٍ حين يصبح الحِضن الذي خُلق للأمان هو ذاتُه الفخّ الذي تُغتال فيه الأحلام… في مسلسل مناير وأربع كناين، لا تقف المأساة عند حدود الدراما، بل تتسلّل إلى عمق النفس؛ أمّ تُناور القدر، تخيط الخيبة بخيوط الخداع، وتغزل حول ابنتها أسوارًا من الحرمان، كلّما اقترب منها نصيب أطفأته بيدها خوفًا من أن تبقى وحيدة. كانت تقول لابنتها بصوتٍ رقيقٍ يحمل سُمًّا خفيًّا: > "اصبري، لم يأتِ نصيبك بعد." ولا تعلم البنت المسكينة أنّ الأم هي من تقف
الجفاف العاطفي من فيلم أحكي ياشهرزاد
~ اخترت هذا الفيلم بدافع الفضول، فضول القصص التي تُروى في حضرة الحكايات الأنثوية الموجعة. ورغم أن ألوانه كانت قاتمة، إلا أن إيقاعه كان سريعًا، لا يتيح لك مساحة للهروب أو الملل. ~أكثر ما شدّني كانت شخصية صفاء، تلك المرأة التي تحمل في ملامحها خليطًا من الذكاء والعطش العاطفي. كيف يمكن لإنسان بسيط — كعامل لا يُؤبه له — أن يتسلل إلى هشاشة الأخوات الثلاث، مستغلًا جفافهن العاطفي وعطشهن للدفء، ليقلب حياتهن رأسًا على عقب؟ كانت صفاء هي الأكثر خسارة؛
كم منا على غير شاكلته من كتاب العبرات
** كل نبات يزرع في أرض غير ارضه او في ساعة غير ساعته اما ان تأبه الارض فتلفظه واما ان ينشب فيها فيفسدها وكذلك الإنسان، إن وُضع في مكانٍ لا يُشبه روحه، ولا يُنصتُ إلى مبادئه، أو استعجلَ بدايةً لم يحن أوانها، تجده بين خيارين أحلاهما مرّ: أن يرفضَ بيئته ويقاومها فيُستنزف، أو أن يبقى فيها مُكرهاً حتى يبهتَ صوته الداخلي، ويغدو ظلاً لما كان. كم منّا اليوم يُرغم نفسه على البقاء في أرضٍ لا تُنبتُه، فقط لأن العُرف لا
عودة مرة اخرى
مرحبا ها انا قد عدت اليكم من جديد اشتقت اليكم كثيرا اسابيع ولكن مرت علي ثقيلة انا مرتبطة روحيا بكل شيء يخص الكتابة وكثيرا ما هناك منصات وتطبيقات لكن منصة حسوب ومجتمعه له اثر على نفسي لانه متنوع وفيه التعبير والاراء صادقة وهو الذي شجعني على كتابة مراجعات لكل مااشاهده شكرا لكل تعليقاتكم واهتمامكم ببقائي معكم ممتنة
ماهو لك لن يفوتك
في آخرِ يومٍ من أيامِ المراقبةِ في الدورِ الثالث للصفِّ الثالثِ المتوسط، كنا أنا وزميلتي نجلس في غرفةٍ يغمرها الصمت بعد أن غادرت جميع الطالبات، ولم تبقَ سوى واحدةٍ تنهي آخر أسطُر امتحانها. وفي ذلك السكون المائلِ إلى التأمل، انفتح بيننا حديثٌ عن النصيب، عن ذلك السرّ الذي إذا حضر أخرس الألسن، وأسكتَ كلّ "لماذا" و"لو أنّ". بدأت زميلتي تسردُ لي حكايةً تشبه الأسطورة في واقعيّتها، حكايةَ أخيها الذي لم يُكمل نصيبه في زواجٍ كان يُفترض أن يتمّ منذ سنين،