~ اخترت هذا الفيلم بدافع الفضول، فضول القصص التي تُروى في حضرة الحكايات الأنثوية الموجعة. ورغم أن ألوانه كانت قاتمة، إلا أن إيقاعه كان سريعًا، لا يتيح لك مساحة للهروب أو الملل.
~أكثر ما شدّني كانت شخصية صفاء، تلك المرأة التي تحمل في ملامحها خليطًا من الذكاء والعطش العاطفي. كيف يمكن لإنسان بسيط — كعامل لا يُؤبه له — أن يتسلل إلى هشاشة الأخوات الثلاث، مستغلًا جفافهن العاطفي وعطشهن للدفء، ليقلب حياتهن رأسًا على عقب؟
كانت صفاء هي الأكثر خسارة؛ إذ دفعت ثمن اللعبة بثمن عمرها، خمسة عشر عامًا ذهبت في لحظة غضب أشعلها خذلان قاتل.
~الفكرة الجوهرية التي جمعَت تلك القصص جميعًا هي الثقة، أو بالأحرى، خيبتها.
كل حكاية في الفيلم تدور حول نساء صدّقن القلب أكثر من العقل، ووهبن الثقة لمنحٍ مؤقتة من الحنان كنّ يفتقدنها منذ زمن. في النهاية، كان الثمن واحدًا: الخسارة.
~غير هذا الفيلم نظرتي للرجل — لا بقدر ما كشف عن قسوته، بل عن هشاشة الصورة التي تصنعها المرأة عنه حين تجعله محور حياتها. فحين تمنحه تلك المساحة الكاملة من الأهمية، يصبح حضورها بحد ذاته عبئًا عليه. الإنسان، أيًّا كان جنسه، إن شعر أنه محور الكون، يفقد دهشته، وتذبل محبته شيئًا فشيئًا.
التعليقات