حين شاهدت فيلم "أعز الولد"، لامستني حكايته بطريقة لم أكن أتوقعها. لم تكن القصة فقط عن اختطاف أحفاد، بل عن قلوبٍ تهرع نحو من تحب، دون أن تنتظر إذنًا من أحد.
أعجبتني حبكة الفيلم، لكن ما شدّني أكثر هو مبدأ الجدات: لم ينتظرن الشرطة أو الحظ أو الزمن، بل اتخذن القرار بأنفسهن، وسلكن الطريق نحو أحفادهن بكل ما فيه من خطر ومجهول.
والأجمل من ذلك، كيف تحول هذا الطريق إلى جسر بين قلوب النساء الأربع. هناك، وسط القلق والركض، بدأت الجدّات يُصبحن صديقات، وبدأت كل واحدة تحكي قصتها كما لو أنها تُلقي عن كاهلها صمت عمر بأكمله.
كل جدة كانت تحمل عبئًا خاصًا بها:
الأولى، التي كانت حياتها حفلات وضجيج، وجدت ذاتها من جديد في لحظة هدوء مع حفيدتها.
الثانية، المتدخّلة في كل تفاصيل ابنها وطليقته، تعلّمت أن تتركهم وشأنهم، وتفهم حدود الحب الحقيقي.
الثالثة، التي كانت ترفض قلبًا نقيًا بدافع "العيب"، تخلّت عن خوفها، وقبلت الزواج، متحدية نظرة المجتمع.
أما الأخيرة، التي لا يوقفها شيء، فازدادت حرية وجرأة، وكأنها قررت أن تعيش الحياة بشروطها وحدها.
لكن ما هي الحكمة من كل هذا؟
هل هي أن معزة شخص ما قد تدفعنا لأن نخوض المخاطر كلها من أجله، مهما كلف الأمر؟
أم أن الصداقة بين النساء قد تكون المفتاح الذي يفتح أبواب الشجاعة، ويوقظ في كل واحدة منهن ما خنقته السنوات؟
ربما الاثنان معًا.
وربما الأهم أن هؤلاء الجدّات، في خضم الفوضى، اكتشفن أنهن لسن فقط جدات، بل نساءٌ لهن الحق في التغيير، والبوح، والاختيار، والعيش كما يشتهين.
إذن، ما هي الحكمة التي يمكن أن نأخذها نحن كمتفرجين؟
أن لا أحد كبير على التغيير، ولا أحد ضعيف إن كان مدفوعًا بالحب،
وأنكِ إن وجدتِ صديقات يفهمنك، ويقفون معك، فستصبحين أقوى، مهما كانت العقبات.
التعليقات