** كل نبات يزرع في أرض غير ارضه او في ساعة غير ساعته اما ان تأبه الارض فتلفظه واما ان ينشب فيها فيفسدها
وكذلك الإنسان، إن وُضع في مكانٍ لا يُشبه روحه، ولا يُنصتُ إلى مبادئه، أو استعجلَ بدايةً لم يحن أوانها، تجده بين خيارين أحلاهما مرّ: أن يرفضَ بيئته ويقاومها فيُستنزف، أو أن يبقى فيها مُكرهاً حتى يبهتَ صوته الداخلي، ويغدو ظلاً لما كان.
كم منّا اليوم يُرغم نفسه على البقاء في أرضٍ لا تُنبتُه، فقط لأن العُرف لا يسمح بالرحيل!
كم منّا يُخفي وجعه وراء ابتسامةٍ من الواجب، ويُقنع نفسه أن التأقلم فضيلة، حتى يختنق تحت ثقل ما يُنكره قلبه!
هذه رسالة عن الانتماء الحقّ، والانسجام مع الزمن والقدر — أن نمنح أرواحنا حقّ الاختيار، أن لا نُجبر الأشياء على التفتح في غير موسمها، ولا نُكره أنفسنا على التكيّف مع ما يُميت ببطء.
فالنفس، إن لم تُروَ بما تحتاجه، جفّت وذبلت،
وإن لم نمنحها حقّ الراحة، فلن تقوى يوماً على العطاء.
التعليقات