لماذا نجح محتوى تلخيص الأفلام والمسلسلات على يوتيوب؟

على العكس تمامًا لا احب هذا النوع من المحتوى ولا أفكر بحضوره بتاتًا، لا أدري كيف يقبل المنتجين والمخرجين بأن تعب أيام وشهور يُقصل في عشر دقائق وحتى أنهم لا يسردونه بطريقة جيدة، إما ساخرة أو قص الأحداث وهذا الأسوأ، من المستحيل أن ينقل التلخيص الفكرة الأساسية من العمل، أو حتى يشعر المشاهد بنفس الانسجام وعظمة عمل ما مثلًا.

أتمنى أن يختفي هذا النوع من المحتوى وأن يجدوا محتوى آخر غير هذا إذ أجده بلا بدون هدف وتضييع وقت اكثر من الوقت الذي كان سوف يضيعه في مشاهدة العمل الأساسي.

وهل تعتقد أن الاكتفاء على يوتيوب وسماع القصة بعين الراوي (صاحب القناة على الأغلب) طريقة ناجحة لفهم القصة والمغزى منها أم أنه ينقص من تجربة مشاهدة العمل الحقيقي كاملًا؟

إجابة هذا السؤال تعتمد على الراوي وهدفه. وفي كل مرة أشاهد تلخيص لفيلم كنت قد شاهدته سابقاً أجد أني ألاحظ زوايا لم أكن أنظر إليها أو عوامل غابت عن ذهني حين مشاهدة الفيلم كاملاً. وربما ذلك يعتمد على الراوي وكيف يحلل ويلخص الفيلم أو المسلسل. والأمر يتعلق أيضاً بالمشاهد نفسه هو من يقرر وحسب وقته وما يحب حتى لو كان يريد عيش تجربة كاملة ربما وقته لا يسعفه.

ورغم أنه ينصح بمشاهدة الأفلام والمسلسلات كاملة إذا كنت تريد الحصول على تجربة كاملة وشاملة للعمل وفهم القصة والمغزى منها. ولكن يمكن استخدام تلخيصات الأفلام والمسلسلات على يوتيوب كوسيلة للاطلاع على محتوى العمل قبل الاستثمار في مشاهدته بالكامل.

وهناك سبب أخر للجوء إلى التلخيصات هو وجود بعض الأفلام مدفوعة وتأخذ وقت طويل لتكون متاحة للجميع. فيكون التلخيص مسعفاً لبعض المهتمين أو المضطرين لمتابعة المجال.

وهل تعتقد أن الاكتفاء على يوتيوب وسماع القصة بعين الراوي (صاحب القناة على الأغلب) طريقة ناجحة لفهم القصة والمغزى منها أم أنه ينقص من تجربة مشاهدة العمل الحقيقي كاملًا؟

إنّهُ تماماً الفرق بين أن نرى حادثة سير بعيوننا الشخصية وبين أن نسمعها أو نرى صورها على الأخبار وبين الأصدقاء، قد يظّن الشخص بأنّهُ تحصّل على كل ما يريد التحصّل عليه ولكنّه لن يكون معه بهذا السلوك إلا الخبر وبضع مشاعر تنتج آلياً وفطرياً بناءً على سماعه، أمّا طريقة التشكيل الفنّي وآلية السرد والروعة البصرية والتقنيات والتأثيرات والموسيقى وكل ما قد ينسجم بأي عمل فني ليشكّل فيلماً أو مسلسلاً فهذا غير موجود، وبالتالي من يرى أو يقرأ ملخّص لفيلم التايتانيك مثلاً لا يمكن أن يعتبر بأي حال من الأحوال مشاهداً له وحتى ولو صحح للمشاهد الكثير من المعلومات وسرد له الكثير من التفاصيل، الأمر تجربة سحرية خاصّة لها علاقة بين المشاهد الهادئ المُركّز (لذلك صالات السينما توفّر هذه الشروط) مع الفيلم أو المسلسل بأكمله من شارة البداية للنهاية، بلا أي توضيحات وشروحات سوى ما نرى ونتفاعل معه مباشرةً من قصّة إنسانية خيالية تحكمها العاطفة التي فيها خبراً، لا الخبر الذي فيه تفاصيله.

أعتقد أن نجاح محتوى تلخيص الأفلام والمسلسلات على YouTube يمكن أن يُبرر بعدة عوامل.

أولها انخفاض مستوى المرء للانتباه والتركيز لمد طويلة والذي يعاني منه الكثيرين، وضيق الوقت لمشاهدة فيلم أو مسلسل كامل والحاجة إلى اللحاق بالحلقات الفائتة والإرهاق أيضا.

أنا شخصياً أستطيع مشاهدة الملخصات بدلاً من مشاهدة الفيلم أو المسلسل بأكمله. ومع ذلك، أعتقد أن مشاهدة العمل الحقيقي في مجمله يوفر تجربة أكثر إرضاءً.

على الرغم من أن الملخصات قد تمنحك جوهر القصة إلا أنها لا تلتقط النطاق الكامل للحبكة وتطور الشخصية والتأثير العاطفي الذي يأتي مع مشاهدة فيلم أو مسلسل، تتيح لك مشاهدة العمل الحقيقي وتكوين آرائك وتواصلك مع القصة وشخصياتها على مستوى أعمق، والتي أعتقد أنها جزء لا يتجزأ من تجربة الترفيه.

في الختام، أثناء مشاهدة ملخصات الأفلام والمسلسلات على YouTube يمكن أن تكون وسيلة فعالة للوقت لاستعادة ذكرياتك أو تحديثها لفلم أو مسلسل شاهدته من قبل، ولكنها لا تُقارن بالرضا الذي يأتي مع مشاهدة العمل الحقيقي بأكمله. أعتقد أن الاختيار يعتمد في النهاية على التفضيل الشخصي ومقدار الوقت المتاح للاستثمار في تجربة الترفيه.

لماذا نجح محتوى تلخيص الأفلام والمسلسلات على يوتيوب؟

برأي السؤال الأول والأهم هو معرفة هل نجح محتوى تلخيص الأفلام على اليوتيوب بالمقارنة مع مشاهدة الفيلم بالكامل؟ بالاعتماد على ارقام توضيحية لذلك.

مثلا هل يمكن لملخصات الأفلام ان تصل لتحقيق ارباح اكثر من فيلم المترجم "ذهب مع الريح" الذي حقق الرقم القياسي كأعلى الأفلام دخلاً لمدة 25 سنة مقارنة مع الأفلام الأخرى.

لذلك حتى مشاهدة هذه الملخصات تراعي اهتمامات فئة معينة من الجمهور الذين يحبون مشاهدة الملخص قبل مشاهدة الفيلم اصلا، في المقابل هناك فئة ترى بأن الملخصات لا تقدم فائدة كبيرة مقارنة بمشاهدة الفيلم بالكامل.

وهل تعتقد أن الاكتفاء على يوتيوب وسماع القصة بعين الراوي (صاحب القناة على الأغلب) طريقة ناجحة لفهم القصة والمغزى منها أم أنه ينقص من تجربة مشاهدة العمل الحقيقي كاملًا؟

ما يهمني أكثر ان يكون صاحب القناة ناقدا سينمائيا، يحلل الفليم ضمنيا وشكليا حتى انتبه للامور التي غفلت على معرفتها ويقدم تحليلا للاحداث التي وقعت ولكن ان يكون ملخصا يحكي الأحداث التي شاهدتها اصلا ولا يقدم الجديد فأعتبره مضيعة للوقت فقط.

يساعد تلخيص الأعمال الفنية في فهم فكرة العمل بشكل عام، ومن خلالها يمكن أن يقرر المشاهد متابعته أم لا، لكنه ليس بديلاً عن مشاهدة العمل كاملاً بكل تفاصيله من أداء تمثيلي لكل مشهد، وإضاءة، وديكور، لأن كل ما يخص العمل يعبر عن الحبكة، ولا يمكن اختصار كل ذلك في وقت قصير عبر فيديو على يوتيوب، لكن هذه الفيديوهات هامة أيضاً لأنها توضح طبيعة العمل كما ذكرنا سابقاً، وتساهم أيضاً في تحليل بعض المشاهد التي تثير التساؤلات، وتفتح باب المناقشة للأعمال التي تنتهي بنهايات مفتوحة لينظر المشاهد لها بعدة زوايا، وبذلك لا أرى مانعاً من الاستفادة من متابعة هذه الفيديوهات بالإضافة إلى مشاهدة العمل الفني كاملاً لتحقيق الاستفادة الكاملة.

بصراحة لا يمكن الاعتماد على معيار حاكم هنا، لأنه الدافع الذي سيدفعني لمشاهدة التلخيصات بعد سبب الوقت والتهيئة هو أن أداء الممثلين والإخراج مملين ولم يكونوا بالقدر المطلوب فألجأ للهروب من هذا الملل للتلخيص وخاصة إن كانت الفكرة أو القصة تهمني بغض النظر عن طريقة التصوير والعرض.

لكن بالمجمل يغريني كل شيء في صناعة الأفلام بدأ بالتصوير والتمثيل والإخراج والحبكة والنص لذلك أفضل مشاهدة الأفلام كاملة. وبالتحديد حينما يخرجها مخرجين أكفاء ويمثل فيها ممثلين محترفين أحترمهم وأفضل أعمالهم على غيرهم.

وهل تعتقد أن الاكتفاء على يوتيوب وسماع القصة بعين الراوي (صاحب القناة على الأغلب) طريقة ناجحة لفهم القصة والمغزى منها أم أنه ينقص من تجربة مشاهدة العمل الحقيقي كاملًا؟

هي قد لا تكون بديلا عند البعض بل يقوم بمشاهدة الملخص لمعرفة الفيلم كفكرة عامة ليحدد هل يقوم بمشاهدته أم لا؛ لذلك أغلب من يلجأون لهذه الملخصات لا يكتفون بها الا في حال كان الموضوع بالنسبة لهم غير شيق أو جذاب.

بالنسبة لي لا أجد الأمر مفيد كوني لست من هواة الأفلام لكن لطالما وددت أن يوجد ما يشابه هذه الفكرة في الكتب والروايات بحيث يتم تقديم ملخص الكتاب أو الرواية بطريقة جذابة مختصرة وغير مخلة بمستوى الكتاب أو أحداث الرواية الرئيسيين.