إن المثالية والبحث عن الأشياء التي تُرضي ذاتنا أكثر ما يشغلنا جميعًا في هذه الحياة، فنجد أنفسنا خلال مشوار العيش نمر بتجارب ولحظات عابرة نظن أنها لا تؤثر فينا، حتى نصل إلى مرحلة نجد أنفسنا سجينين حتى في أقل التفاصيل التي مرت علينا!
التصنيف: دراما \ رعب نفسي
التقييم 6.6\10 على IMDb
ملخص الأحداث
يبدأ الفيلم بأحداث طبيعية لشاب وفتاة في السيارة في طريقهم لتناول عشاء عائلي، وكل ما يُراود الفتاة في طريقها هو التفكير في انهاء علاقتها مع الشاب، رغم أن الأمور تبدو بينهما طبيعية، وتصل الفتاة الى منزل عائلته لتناول العشاء، واثناء تبادل الأحاديث تبدأ الأحداث في التصاعد حيث ينتقل بنا الفيلم إلى محطات مختلفة في حياة الفتاة ليُبرز لنا منها ما يدور في رأسها من أفكار جعلتها ترغب في انهاء تلك العلاقة.
جميعنا سُجناء الأحداث التي نمر بها
في اطار فلسفي غير محدد بزمان او مكان يدور الفيلم حول فكرة العيش داخل الأحداث التي نمر بها على مدار الحياة دون أن نشعر، وكيف يتحول حدث عابر مضى إلى سجن نعيش فيه يُراودنا في أفكارنا من وقت لأخر دون سبب منطقي! ليست فقط الأحداث، بل حتى الكتب التي نقرأها، الأشعار التي تعجبنا، الصور التي نراها، والأشخاص التي تمر في طريقنا ولو بشكل عابر، كل مايمر على أذهاننا نحن سجناء في داخله
أثناء مشاهدتك للفيلم ستشعُر وكأنك تُسقط كُل شيء على نفسك وتُفكر، هؤلاء الأشخاص الذين يُراودوني في التفكير من وقت لأخر، هل حقًا أنا الذي أُفكر بهم أم أنني أصبحتُ سجين لهم منذ رؤيتهم؟
الإقتباسات التي أرددها من الكتب، هل اقتنعتُ بها وتتناسب مع مبادئي؟ أم أنه مجرد تأثر بالكلمات وأصبحت مجرد سجين لها ؟
والسؤال الذي ستقف أمامه مع الأحداث * تلك المبادئ التي نُدافع عنها ونعيش بها، هل هي حقًا مبادئنا أم أنها مُجرد أفكار موروثة تربينا عليها ونضجنا ونحن سجناء بها؟*
قد تكون الفكرة عابرة، وجميعنا سنُجزم أننا نختار بإرادتنا ولسنا سُجناء، ولكن عندما نتسائل هل كانت تلك التفاصيل سبب في منعنا من عيش أشياء رغبنا فيها؟
سيجدُ معظمنا الكثير من الأشياء التي منع نفسه عنها، اما خوفًا منها، اما شعور بأنها لا تُناسب مبادئه أو رغبة في ارضاء من حوله وليس نفسه، فسيسأل نفسه حينها نفس السؤال ليجد أنه قد أضاع وأنهى الكثير من الأشياء التي أرادها في سبيل أشياء لم يختارها!
قد تكون نهاية الفيلم فلسفية وغير مفهومة، ولكن هل من الممكن أن تكون أشبه بالنهايات التي نعيشها في الواقع؟! نهايات فلسفية لا نفهمها، أو حكايا لا تنتهي وتُغلق بطريقة لا نختارنا لمجرد أنها حدثت هكذا ونحن صمتنا أمامها !
بشكل عام إنه من الأفلام التي تضعنا أمام حقائق نفسية مُخيفة، رغم أنها تستحق التفكير والوقوف أمامها حتى نعلم ان كانت تلك الحياة التي نعيشها هي التي نرغب فيها أم أنها مجرد حياة سُجناء داخلها ؟
في تلك اللحظة هل تشعر أنك سجين لشيء عابر مر في حياتك دون ان تشعر؟ وفي رأيك كيف يُمكن للشخص معرفة الأشياء الحقيقية التي يعيشها بإرادته من الأشياء التي هو سجين فيه؟
التعليقات