الجميع يعيش في سجن فما هو سجنك و الأهم كيف ستتحرر؟ فيلم Locked.2025

إلى حداً ما أنا أمر بسجن مشابه .. كنت حبيساً بداخله لنفس الفترة تقريباً ، لكن الخبر السعيد أنني بدأت بالتحرر .. لا يصلح أن أقول لك الحل (لأنه بسيط) حتى لا تشعرك بساطته أنه ليس الحل الأنسب لك .. ولكن يمكن أن أمنحك قبس ... مثل دعني أسألك سؤال بسيط وصادق : هل فكرت أن تقف قليلاً وتفكر .. ما هو الحل لتلك المشكلة الذي سيكفل لك الراحة أو الخروج من السجن .. هل هو عائد مادي أم مسؤالية إنسانية .. أم شيئاً آخر؟

إجابة هذا السؤال هي أول طريق بإتجاه حل تلك المشكلة... فما هي إجابتك؟

أتفهم موقفك يا إسلام، واتمنى أن تشعر بقيمة مقابلة لمسؤوليتك ومردود ذلك قريبًا. ولكن أريد أن أقول شيئًا، لو المسؤوليات أختفت اليوم، هل ستكون سعيدًا؟ أم أن شعورك بالمسؤولية نفسه يضيف قيمة للحياة؟ أقول ذلك لأنني مثلًا أجد في الفراغ مساوئ أبعد كثيرًا من المسؤولية، ولكن اقدّر إنك تحتاج إلى راحة لالتقاط الأنفاس طبعًا.

أما التحرر فسيكون عندما أتوقف عن القلق وأسمح لنفسي أن أخطئ وأتعلم من الأخطاء، وأن أعيش اللحظة بدون ضغط دائم على نفسي

أشاركك نفس الرغبة هنا صديقتي، أعتقد إنه إذا توقف قلقي ستزول تقريبًا 70% من مشكلات أظن إنها مشكلات، وفي الواقع هي تأخذ هذا الحجم بسبب قلقي ومخاوفي فقط، لكن لو جردتها من القلق، ستصبح أمورًا يمكن تحملها، أو على الأقل، وضع حلول لها، والحل تقريبًا هو التوقف عن القلق.

الخوف من الفشل @BasmaNabil17 هو أكثر المخاوف التي تقابلني جميعاً وأنا يا بسمة بشكل شخصي أعاني المشكلة - وبرغم أنني أدرك الخوف وإدرك الحل وطريقة التحرر - لكن تبقى المشكلة في التوتر التابع للقلق المستمر من توابع الفشل المحتمل ، فمثلاً عندما تكون لديك إلتزامات هائلة في الأسرة ((تتجاوز إمكانيتك المادية)) بالإضافة إلى إلتزاماتك الشخصية نحو نفسك مثل الزواج بعد تأجيل هذا الأمر لكثير من الوقت (رغم فهمي أنه ليس هدف بذاته) ، بالإضافة لإلتزامات تخص طموحاتي وهي الأهم .. فأنا يمكن تعريفي بأني كما أظن شخص طموح لديه أهداف وخطط لتحقيقها .. تلك الخطط التي لا تسير بشكل سيء .. ولكن بطيء لأنها هي الأخرى قد تكون أكبر من الإمكانيات ، ولكن بما أني أعشق تلك التحديات ولكوني طموح .. فأنا لم أتوقف لحظة عن السعي لتحقيق تلك الأحلام والتوازن منها بقدر الإمكان بينها وبين الإلتزامات السابقة ، ضعي هذا كله مع الظروف الأقتصادية وقلة الموارد والفرص التي تناسبني ، وتهديد مستمر لكل تلك الخطط بالإنهيار في أي لحظة لأقل خطأ نظراً لعدم وجود سيولة كافية لتحقيق الأحلام والحفاظ على الإلتزامات ... ستجدي أن هذا يشكل ضغط هائل .. فعندما أقوم بدراسة فكرة .. أدرسها بدل المرة الواحدة 10 مرات .. أبحث عن كمال لا يوجد .. أو عمل خيالي بلا مخاطر .. هذا لأن كل قرش في هذا الوقت له ثمن ويصعب تعويضه ، لذا يمكن القول أن الضغوط المادية والخوف من الفشل هو أكثر سجن يجعلني أتحرك ببطء شديد دون القيام بمخاطر كبيرة .. ومع ذلك يبدو أن الظروف المحيطة لن تسمح حتى باستمرار هذا التوازن وستنهار إن لم أحصد أي ثمرة لما أخطط للقيام به في القريب العاجل .. لذا هذا يشكل ضغط مرعب .. وكأني لست فقط داخل سجن .. ولكن سجن تضيق حواجزه باستمرار وتحاول الإطباق علي إن لم أجد حل سحري للخروج.

نوعاً ما يبدو كلامك رغم فهمي لما تحاولي قوله .. هو غامض .. أتفهم صديقتي  Eriny Nabil أن لديك مخاوف (لم تقومي بتحديدها) ولكنها تشكل لك سجن ، تحاولين هدمه بالمواجهة .. فتحطمي حاجز خوف معين ، ثم تنطلقي لحاجز آخر من الخوف تحطميه وهكذا، وأنا أحيي فيكي تلك الروح لكسر تلك القيود - ربما روحك ليست سجينة- فبداية الحرية تبدأ برغبة العقل في البحث عن مفتاح الخروج .. ولكن لتدركي الخروج يجب عليك تحديد المفتاح الأنسب لقفل السجن .. القفل هو الخوف .. والباب هو أكبر مخاوفك .. لذا إذا أستطعت تحديد خوفك الأكبر .. أستطعت ببساطة فتح القفل أو حتى تحطميه .. ليبقى السؤال ما هي أكبر خوف تشعري بأنك سجينة بداخله؟

سجن صديقتك هو سجن لعدد هائل من البشر .. فالسائق الذي يركض ليسابق زميله بسيارته ليحصل على راكب .. والشخص الذي يحاول إختصار الطابور لكسب مزيد من الوقت، والشخص الذي ينهمك بعمله على حساب حياته الشخصية (حتى أنا أقع في هذا الفخ أحياناً) وهو يبدو منطقياً نوعاً ما فالإطار الزمني لأي شيء يجعلك تقومي بالتركيز على إنجاز المهمة ... ولكن هذا يجعل الحياة بأكملها مجموعة كبير من المهام أو (التسكات) للزواج والعمل وحتى الراحة ... مشكلة هذا السجن أنه يسرق الاستمتاع بالحياة نفسها .. لأنه من المفيد التوقف لبعض اللحظات وقول جملة بسيطة : (ظز في أي حاجة المهم راحة بالي) فأهمية قول تلك العبارة في الوقت المناسب يجعل الشخص قادراً على إعادة التوازن إلى حياته بتخصيص وقت بسيط للتوقف والتأمل وبعض الراحة التي لا ترتبط بموعد شيئاً ما يجب الإلحاق به .. لأن الحياة ستجعل دوماً أمام كل شخص شيئ ما شديد الأهمية يجب عليه الإلحاق به ... لذا يحب على صديقتك أن تتمهل قليلاً .

لأن مشاكلي أنا كثيرة.

ولكن بالتأكيد تلك المشاكل ستجدي غالباً إنها تأخذ نمط معين أو تتمحور حول موضوع واحد يشكل عنصر مشترك بينها .. وهو الذي يشكل غالباً طبيعة السجن الخاص بك .. فما هو هذا الشيء برأيك؟

لو كنت ما اعرفكِ ما كنت كتبت هذا الكلام لكن من قال لكِ إن الطموح يعني أن تتحولي إلى آلة فاقدة للإرادة؟ إن كنتِ تضغطين نفسكِ وتظلمينها وتُبررين ذلك بأن "الطموح يسجنني"، فأنتِ لستِ سجينة، بل أنتِ السجانة. تتلذذين بالضغط، وتقنعين نفسكِ أن هذا الثقل جزء من طريق النجاح، والحقيقة؟ أنتِ تهربين من مواجهة نفسكِ، من الفراغ، من الضعف، من الفشل، فتُخدرين كل شيء بشيء اسمه هدف.

هذا ليس طموحًا، هذا جلد ذات مغلف بالتنمية البشرية، وتدمير بطيء تحت شعار المجد.

فلا تُقدّسي أزمتكِ، ولا تكتبيها وكأنها ملحمة بطولية، لأنها ببساطة… ليست كذلك.

أنتِ لستِ في سجن الطموح، أنتِ في سجن الغرور، وتدّعين النُبل لتُبرري الألم الذي تصنعينه لنفسكِ كل يوم.

الخروج من منطقة الراحة صعب جداً والعودة اليها في غاية السهولة...

عندما تحاول الخروج من هذه المنطقة تصبح مثل الحمار الذي يجرونه وهو متشبث بالارض ولا يريد ان يتزحزح عن مكانه حتى قيد انملة...

لكن الشي الاكيد اننا لا يمكن ان ننجح او ننجز او نتغير او نتطور ونحن مستوطنين هذه المنطقة وعايشين فيها ....

فكيف نخرج من هذه المنطقة بعد ان الفناها وتعودنا عليها....

المثير في كلامك يا صديقي يحيى أننا بشكل أو بآخر نستشعر سجناً ما .. فالذي يعمل بكد يستشعر سجن الهدف والأحلام عن عيش حياته، والذي يعيش حياة الراحة بالأخص إذا زادت وأصبحت مفرطة .. يستشعر سجن الحياة الخاوية المريحة بلا هدف ، لذا السجن بالتأكيد هو أكثر من مجرد كلمة توصف بأبعاد محددة .. أو حتى أفكار محددة .. السجن بالأساس هو قيود على الروح .. لذا نحتاج أن نعرف جيداً ماذا تريد روحنا .. ونربط نفسنا بما تريده الروح .. لذا السؤال الذي يجب أن تسأله لنفسك ماذا تريد روحك حقاً .. وهو سؤال لن تستطيع إجابته إلا إذا أقتربت من روحك وتعرفت عليها بود وحب .

والتحرر يأتي بعدها .. ولكن أهنئك لقد أتخذت الخطوة الأولى بنجاح .. أنت تعرف أن سجنك هو منطقة الراحة .. لذا أنت تعرف أنك قادراً على الخروج .. بتحدي تلك الراحة .. ولكن الصعوبة الحقيقية لا تكمن في الخروج .. ولكن تكمن فأن تعرف إنك لن تعود للراحة .. إلا فقط لكي تنشد القليل فقط منها .. القليل لشحن الطاقة للخروج لفترة أطول .. ولكن إياك أن تخضع لهذا السجن.

وما هي خطواتك الأولى للتحرر .. فهذا هدف المساهمة بالأساس .. دفعك للخطوة الأولى؟