منذ فترة رأيت صورة ربما يراها البعض مضحكة، لكني رأيتها ماسأوية للغاية،في الصورة نرى طائر وقد قام بقص أجنحته ورميها في النفايات ليرتدي بدلة وكرافتة وحقيبة أنيقة تليق بهويته الجديدة كرجل أعمال.
وعلى الرغم من غرابة الصورة إلا أنني أتصور أن هذا هو موضوع فيلم الاختيار للراحل يوسف شاهين، يحكي الفيلم عن سيد الكاتب الكبير المرشح لمنصب بالأمم المتحدة ومحمود أخوه التؤام البحار الحر الذي له قلب طفل فنان نقي وبريء، يتحدث الفيلم عن جريمة قتل البحار، ولكن في قراءتي للفيلم لم أشعر أنهما أثنان، إنهما شخص واحد، في سعي هذا الشخص للوصول إلى مكانة مرموقة في المجتمع والحصول على زوجة ذات حسب ونسب وغيرها من المميزات الطبقية، اضطر إلى قتل البحار داخله، التخلي عن حريته وخفته،تماما مثل الطائر الذي تخلى عن أجنحته.
في عالم يعشق الأقنعة والمظاهر الخادعة، والوصول إلى السلطة مهما كلفنا الأمر، يصبح الإنجاز الوحيد للإنسان هو أن يظل حقيقي وصادق، أن يحافظ على روح البحار الحرة الطفولية داخله، هذا هو الخيار الأفضل بدليل ما حدث لسيد حيث أصابه الجنون في نهاية الفيلم، ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه لماذا يجب علينا أن نقتل أرواحنا؟
التعليقات