إنتاج 1957

قصة الفيلم:

12 رجلاً في غرفة يتشاورون حول براءة متهم بجريمة قتل، فيلم تدور أحداثه في مكان واحد، لكنه يأخذك لأمريكا، للصين، لأفريقيا، لسكك الحديد، للعالم أجمع لأنه يدور عن فكرة أهمية الإنسان والبث في أمره، فيلم يجعلك إحدى المحلفين للحكم على المتهم، يشركك الأفكار ويبعث فيك قلق انتظار القرار! وكأنك المتهم، نادراً ما تشركك السينما القديمة في أن تكون إحدى أبطالها من خلف شاشة، هذا الفيلم يصنع منك متهماً ينتظر الحكم عليه.

ما أحوج عالمنا لشخصية هنري فوندا في عالمنا هذا الذي يخشى طرح الأفكار وتغييرها!

هنري فوندا هو إحدى الشخصيات الإثني عشر وهو شخص يحكم رأيه بالمنطق، لا يُسارع في فرض القرار، متأني بخلاف من حوله الذين سارعوا بتوجيه الحكم على المتهم بأنه مذنب، يستمر في مواجه غضب وتسرع من حوله بالمنطق، مازال بيده الوقت والأمر معاً.

هل تمتلك المقدرة في قول "لا" في وجه من قالوا "نعم"؟

هل تقترح رأيك الوحيد المخالف؟ هل يمكنك التأثير في غيرك من خلال طرح فكرة قد تنقذ رقبة إنسان؟

هل تستطيع توجيه نظر شخص إلى نوافذ مشرعة ولكنه مصر على النظر إلى الباب الوحيد على أنه السبيل الوحيد للخروج؟

لقد كان هنري فوندا مثالياً في طرح فكرته الأولى والتمسك بها حتى النهاية للتأثير بغيره رغم أنه وحيد مقابل جمع!

لم يقبل هنري فوندا بالحل السهل وإنهاء الأمر دون التأني والتعمق فيه، كان صاحب مبدأ لا يتزعزع، لأن الإنسان قضيته ولأنه يضع نفسه مكان الآخر لأن الزمن لا يرحم أحداً.

هل أنت شخصية لا تهتم بما يجري لغيرها، ولا يهمك سوى أن تحكم بشكل سريع وكأن مسألة إنسان آخر لا تهمك، رغم أنك قد تكون في مكانه يوماً ما؟